ابوظبي - سيف اليزيد - استهل وفد مركز تريندز للبحوث والاستشارات جولته البحثية في كندا، بسلسلة من اللقاءات والحوارات العلمية في مدينة تورنتو، ضمن جهوده لتعزيز الشراكات البحثية وتطوير المعرفة في قضايا مكافحة التطرف والإرهاب.
وشهد اليوم الأول عقد جلسة حوارية في برلمان أونتاريو بمشاركة كلٍّ من معالي شارمين أ. ويليامز، وزيرة العمل والهجرة والتدريب وتنمية المهارات في أونتاريو، ومحمد فيرين، المساعد البرلماني للوزير، ومعالي بول كالاندرا، وزير التعليم في أونتاريو، وشريف سبعاوي، عضو البرلمان والمساعد البرلماني لوزير العمل والهجرة والتدريب وتنمية المهارات، بجانب وفد "تريندز" برئاسة الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي للمركز.
وتناول النقاش خطر جماعة الإخوان المسلمين وتهديداتها العابرة للحدود، مع التأكيد على أهمية رفع الوعي المؤسسي بطبيعة التنظيم، وضرورة تكثيف التعاون البحثي لمواجهة خطاب التطرف وتعزيز الأمن الفكري داخل المجتمعات متعددة الثقافات.
وفي سياق الزيارة، كرّمت النائبة أندريا هازل عضو برلمان أونتاريو مركز "تريندز" تقديراً لجهوده في مكافحة الفكر المتطرف ونشر التعليم المعرفي.
كما التقى وفد تريندز، الدكتور ليزلي دان أحد أبرز مؤسسي وداعمي جامعة أونتاريو، حيث جرى بحث آفاق التعاون البحثي بين "تريندز" والجامعة، خصوصاً في مجالات دراسات التطرف والتحولات الاجتماعية، بجانب مناقشة مشاريع مشتركة تعزز تبادل الخبرات وإنتاج المعرفة العلمية.
وزار الوفد ضمن أنشطة اليوم الأول مقر المجلس الإسلامي العالمي GIC في تورنتو، حيث عُقدت حلقة نقاشية بعنوان "توليد المعرفة لتعزيز الحوار الديني والإنساني".
وأكد الإمام محمد التوحيدي مستشار شؤون مكافحة التطرف والإرهاب في "تريندز" ، عضو اللجنة العليا في المجلس، أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والفكرية في بناء خطابات معتدلة تواجه التطرف.
وخلال الجلسة، كرّم المجلس الدكتور محمد عبد الله العلي بمنحه جائزة "شخصية العام" تقديراً لجهوده المعرفية والمبادرات العالمية التي يقودها "تريندز" في مجال مكافحة التطرف.
من جهته أكد الدكتور محمد العلي، في كلمته الرئيسية، أن المعرفة تشكل الأساس لتعزيز التعايش السلمي ومواجهة التطرف، مشدداً على أن المقاربات الفاعلة تتطلب رؤية استراتيجية وبحوثاً معمّقة وشراكات دولية واسعة، وليس مجرد ردود فعل وقتية.
وأشار إلى أن التطرف أصبح ظاهرة رقمية عابرة للحدود تستغل منصات التواصل الاجتماعي، ما يفرض تطوير أدوات بحثية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد التهديدات وتحليلها مبكراً، لافتا إلى أن لدى "تريندز" فريقاً من الباحثين الكنديين يقود ملفات معرفية متخصصة حول كندا، بما يدعم الشراكات البحثية طويلة المدى.
من جانبها قدمت الباحثة شمسة عارف القبيسي عرضاً حول موسوعة الإخوان المسلمين التي يعمل عليها المركز ضمن مشروع بحثي طويل الأمد، مبيّنة أن الموسوعة تكشف الأبعاد الخفية للجماعة، خاصة ما يتعلق بـ"الجهاز الخاص" والذراع السرية للتنظيم.
وأوضحت أن الهدف من الموسوعة هو بناء حقل أكاديمي منظم يقدم لصناع القرار تحليلاً معمّقاً لطبيعة الجماعة ومخاطرها، مشيرة إلى أن مؤشر الإخوان يعد أول أداة عالمية لتقييم نفوذها وتوفير إنذار مبكر لصنّاع السياسات.
من ناحيتها عرضت بدرية هلال مبارك سيف الريامي، الباحثة الرئيسية في تريندز، الأهمية الاستراتيجية لـ"مؤشر القوة الدولية لجماعة الإخوان المسلمين" الذي طورته إدارة الإسلام السياسي في المركز.
وبيّنت أن المؤشر يمثل أول أداة كمية شاملة لقياس نفوذ الجماعة عبر أبعاد سياسية وتنظيمية واقتصادية وإعلامية ومجتمعية، بتغطية تمتد للعالم العربي وأوروبا وإفريقيا وآسيا والأميركيتين.
وأكدت أن المؤشر يعالج فجوة معرفية مهمة من خلال تقديم تقييم دقيق لقدرة التنظيم على تحقيق أهدافه، إلى جانب توفير مؤشرات إنذار مبكر تساعد الحكومات والمؤسسات الأمنية في فهم تحركات الجماعة واستباق تهديداتها، بما يعزز الشفافية ويرتقي بجودة النقاشات الأكاديمية.
