اخبار العالم

رئيس الحكومة المغربية يؤكد التقارب الكامل مع مدريد بشأن قضية الصحراء

رئيس الحكومة المغربية يؤكد التقارب الكامل مع مدريد بشأن قضية الصحراء

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرباط: اعتبر رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش أن التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال يمثّل "منعطفا استراتيجيا" في العلاقات بين ضفتي المتوسط، وفرصة لتعزيز التقارب والتعاون بين البلدان الثلاثة على أساس الثقة والتنسيق وبناء مشاريع كبرى تمتد لسنوات.

وقال أخنوش، في حوار خاص مع صحيفة "لاراثون" القريبة من الدوائر العسكرية والمؤسسات الأمنية في إسبانيا، إن هذا الحدث العالمي "ليس مجرد تظاهرة رياضية، بل منصة استثمارية واسعة" ستُمكّن من تطوير النقل والبنى والسياحة والحلول الرقمية والأمن"، مؤكدا أن نجاح هذا الملف المشترك سيُبرز للعالم قدرة الدول الثلاث على حمل مشروع عالمي برؤية مستقبلية.

وفي معرض جوابه عن التنسيق الاستراتيجي حول الصحراء المغربية، أوضح أخنوش ، أن الرباط ومدريد بلغتا اليوم مستوى من التطابق، بفضل وضوح واستمرارية الموقف الإسباني الداعم للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، والمتناغم مع قرارات مجلس الأمن.

وأشار إلى أن القرار الأممي رقم 2797 الصادر في 31 أكتوبر 2025، والمتعلق بملف الصحراء، يمثّل "منعطفا دبلوماسيا حاسما" يضع جميع الأطراف أمام مسؤولياتها، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها الاستقرار والتنمية والتعايش في الأقاليم الجنوبية. وأضاف إن "الدبلوماسية الملكية، طوال ستة وعشرين عاما، جعلت من المغرب نموذجا في الحكمة والواقعية، ما مهّد لهذا التحول الدولي المتزايد لصالح الموقف المغربي".

علاقات مغربية – إسبانية ممتازة
وبشأن العلاقات الثنائية، قال أخنوش "نحن لسنا فقط جارين، بل نحن شريكان، وسوقان استراتيجيان لبعضنا البعض، ونملك الإرادة السياسية للمضي أبعد في بناء مستقبل مشترك يخدم شعوبنا". واعتبر أن المغرب وإسبانيا يعيشان اليوم "مرحلة ممتازة"، وأن هذه العلاقة اتسمت دائما بالحوار المستمر، والتفاعل الثقافي، وتداخل المصالح الاقتصادية والاجتماعية بين الشعبين.

وأكد أن الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد الأسبوع الماضي في مدريد، بحضور وفود وزارية رفيعة المستوى، وتوقيع 14 اتفاقية تعاون، يشكل دليلا واضحا على قوة الدينامية التي تشهدها الشراكة الثنائية.

لا قلق من تغيّر الحكومات في مدريد
وبشأن التوقعات السياسية في إسبانيا، أوضح رئيس الحكومة المغربية أن العلاقات بين البلدين أصبحت اليوم "مبنية على مؤسسات قوية ومعايير سياسية واضحة ورؤية مشتركة"، مشددا على أن هذه الأسس تجعلها أقل عرضة للتقلبات السياسية أو تغيّر الحكومات.
وقال "لا نتوقع أي تغيير جوهري، لأن العلاقات أصبحت محكومة بديناميكية مؤسساتية يضمنها أعلى مستوى في البلدين".

وكشف اخنوش عن ارتفاع حجم الاستثمارات بفضل الثقة المتزايدة للمستثمرين المغاربة والإسبان، واعتماد ميثاق الاستثمار الجديد، مشيرا إلى أن عدد الشركات الإسبانية العاملة في المغرب يبلغ حوالي 800 شركة، فيما تقيم أكثر من 12 ألف شركة مغربية علاقات تجارية مع إسبانيا. كما أشار إلى وجود جالية مغربية تقارب مليون شخص بإسبانيا، وجالية إسبانية نشيطة بالمغرب، ما يعكس عمق الروابط الإنسانية بين البلدين.

Advertisements