شكرا لقرائتكم خبر عن إلى أين وصل مشروع طاقة "الشمس الاصطناعية" في الصين؟ والان مع بالتفاصيل
دبي - بسام راشد - أخبار الفوركس اليوم FX News Today
2025-10-03 18:51PM UTC
المنقح: محمد غيث
الكاتب: يوسف عمر
تدقيق: خالد سلطان

حققت الصين تقدمًا جديدًا في المعركة الدولية رفيعة المستوى الرامية إلى الوصول إلى الاندماج النووي التجاري. فقد ظلت الصين والولايات المتحدة تتبادلان الإنجازات في سباق تحقيق ما يُعرف بـ"الكأس المقدسة للطاقة النظيفة"، ومع ارتفاع حجم الاستثمارات والدعم السياسي من أكبر اقتصادين في العالم، تسارعت وتيرة التطور التكنولوجي بشكل ملحوظ.
تعتمد المحطات النووية الحالية، التي تساهم بنحو 10% من مزيج الطاقة العالمي، على الانشطار النووي – أي عملية شطر الذرات – لإنتاج الطاقة. أما الاندماج النووي، وهو العملية التي تُشغّل الشمس، فيتم عبر دمج الذرات لتوليد كميات هائلة من الطاقة من دون الحاجة إلى نظائر مشعة خطرة كوقود. وبفضل إنتاجه المرتفع من الطاقة وغياب النفايات الخطرة، يُنظر إلى الاندماج النووي على نطاق واسع باعتباره الحل السحري لمرحلة الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وقال جيمي غودريتش، المستشار الأول لتحليل التكنولوجيا في مؤسسة "راند" لصحيفة IEEE Spectrum: "الاندماج هو تكنولوجيا الطاقة للجيل القادم. ومن يتقنها سيحصل على مزايا هائلة – اقتصادية واستراتيجية وأمنية وطنية."
لكن بناء "شمس اصطناعية" على الأرض يظل مهمة بالغة الصعوبة. إذ تتطلب العملية درجات حرارة فائقة الارتفاع، بالغة التعقيد والتكلفة لإنشائها واحتوائها. ولإعطاء فكرة عن مدى السخونة التي تصل إليها هذه التجارب، تمكن المفاعل التجريبي المتقدم فائق التوصيل (EAST) في الصين من تحقيق رقم قياسي هذا العام بعد أن حافظ على حرارة بلغت 100 مليون درجة مئوية.
ومع ذلك، فإن الوصول إلى هذه الظروف فائقة التسخين يستلزم كميات هائلة من الطاقة، بحيث أن تجارب الاندماج غالبًا ما تنتج طاقة أقل مما تستهلك. وفي عام 2022، نجح العلماء في المرفق الوطني للإشعال (NIF) في مختبر لورانس ليفرمور الوطني بولاية كاليفورنيا في تحقيق إنجاز تاريخي بإنتاج طاقة موجبة صافية باستخدام تكنولوجيا الليزر، وذلك لأول مرة عالميًا في مجال الاندماج النووي. ومنذ ذلك الحين، كرر NIF نجاحه مع مستويات متزايدة من إنتاج الطاقة.
ولم تحقق الصين حتى الآن توليد طاقة موجبة صافية من تجاربها الخاصة بالاندماج النووي، لكن هذا قد يتغير قريبًا. إذ تقوم الصين ببناء مفاعل اندماج نووي ضخم لمنافسة مختبر NIF في كاليفورنيا. وبينما يعتمد مختبر NIF على الليزر لخلق ظروف الاندماج، فقد اعتمدت التجارب الصينية تاريخيًا على مفاعلات مغناطيسية عملاقة للتحكم في البلازما. إلا أن خبراء يرجحون أن المنشأة الصينية الجديدة في مدينة ميانيانغ بمقاطعة سيتشوان قد تكون منشأة ليزرية شبيهة بـ NIF، ولكن على نطاق أضخم بكثير. وهناك أيضًا تكهنات بأنها قد تكون آلة Z-pinch ضخمة، وهو نوع ثالث من أجهزة الاندماج يعتمد على التيارات الكهربائية.
في كلتا الحالتين، يُرجح أن تتيح هذه المنشأة الجديدة للصين اختبار نهجين واعدين ومختلفين للاندماج النووي في وقت واحد – وهو مسعى بالغ التكلفة لا تستطيع معظم الدول تنفيذه. ما يجعل من المرجح أن تتفوق بكين على منافسيها في هذا السباق عاجلاً أم آجلاً.
وقال ديكر إيفليث، المحلل في مركز CNA للأبحاث، لـ IEEE Spectrum: "حتى لو لم تكن الصين متقدمة الآن، فإن سرعة إنجازها للمشاريع وإرادتها المالية لبناء هذه المنشآت على نطاق واسع لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة."
وفي هذا الأسبوع، كشفت بكين عن خطوة إضافية في أبحاثها بمجال الاندماج النووي، حيث طورت واختبرت بنجاح أكبر روبوت مقاوم للإشعاع على الإطلاق لاستخدامه في مرافق الاندماج النووي. يتمتع الروبوت بثلاث أذرع وقادر على رفع ما يصل إلى 60 طنًا، ما يجعله أداة مثالية لتنفيذ أعمال الصيانة في المنشآت الاندماجية العملاقة. وبحسب مجلة Nuclear Engineering International، فإن "التكنولوجيات التي تم إتقانها في تطوير الروبوت يُتوقع أن تسهم في تشغيل أجهزة الاندماج النووي من الجيل القادم، سواء داخل الصين أو خارجها."