حذر عدد من المختصين في مجالات التربية والتكنولوجيا والأسرة من مخاطر وتداعيات الألعاب الإلكترونية على الأطفال في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، إذ أصبحت هذه الألعاب الإلكترونية جزءا لا يتجزأ من حياة الأطفال واليافعين، وتحولت من مجرد وسيلة ترفيهية إلى مساحة مؤثرة في تشكيل سلوكهم وتوجهاتهم الفكرية والنفسية.
ولفت المختصون إلى أنه في الآونة الأخيرة، ظهر نوع جديد من هذه الألعاب الرقمية، يتطلب من اللاعبين القيام بتحديات خطيرة على النفس أو الأسرة أو المجتمع، من أجل التقدم في مستويات اللعبة، مما يُثير القلق حول أثر هذه الظاهرة على الصحة النفسية والسلوك العام للفئة الناشئة.
وأكد المختصون أن هذه الألعاب لا تقتصر على التأثير السلبي في سلوك الفرد، بل تمتد لتخلق حالات من العزلة، والانفصال عن الواقع، والانغماس في عالم افتراضي قائم على العنف أو التحديات القاسية، مما قد يؤدي إلى الإدمان، وتدهور العلاقات الأسرية، وتغيرات واضحة في السلوك الشخصي والاجتماعي للأطفال..
وفيما يلي تستعرض الشرق في استطلاع مع المختصين المخاطر التي تنطوي على هذه الألعاب وما هي الإجراءات الوقائية التي يجب أن يقوم بها أولياء الأمور لحماية أطفالهم:
– بهاء الأحمد: الألعاب تحولت إلى مجتمعات رقمية يعيشها الأطفال
قال بهاء الأحمد باحث في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي: إن لعبة “روبلوكس” وغيرها من المنصات التفاعلية لم تعد مجرد ألعاب، بل تحولت إلى مجتمعات رقمية مفتوحة يعيش فيها الأطفال تجارب حقيقية يتواصلون، يتأثرون، ويتشكّلون نفسيًا وسلوكيًا داخلها. هذه المنصات تتيح لأي شخص من أي مكان في العالم الدخول والتفاعل مع طفل لا يملك من أدوات الحماية سوى براءته، وهذا ما يجعلها ساحة خصبة للتلاعب، الاستغلال، وأحيانًا التوجيه نحو سلوكيات مدمّرة.
وأضاف: إن الخطورة هنا لا تكمن في التكنولوجيا ذاتها، بل في غياب الرقابة وغياب التوعية الرقمية داخل البيوت والمدارس، وكذلك في ضعف التشريعات المحلية التي لا تواكب طبيعة هذا العالم المتغير، والكثير من الأسر تتعامل مع الأجهزة الذكية كوسيلة لإسكات الطفل أو إشغاله دون أن تدرك أن هذا “اللعب” قد يتحول في أي لحظة إلى كارثة حقيقية وأن الشخص الذي يتحدث إلى ابنها داخل اللعبة قد لا يكون طفلا آخر، بل شخص بالغ يتقن التمويه والاختراق النفسي.
وأوضح، ان المسؤولية في هذه الحوادث موزعة على أطراف كثيرة، تبدأ من الأسرة التي لا تتابع تفاصيل حياة أبنائها الرقمية، ولا تنتهي عند الشركات التي تطوّر هذه الألعاب دون أن توفّر أنظمة حماية فاعلة تراعي خصوصية الأعمار والثقافات. حتى المؤسسات التعليمية ما زالت بعيدة تمامًا عن إدماج مفاهيم “السلامة الرقمية” في مناهجها، وكأن هذا العالم الافتراضي لا يخصها.
وأكد على ضرورة إعادة النظر في طريقة تعاملنا مع التكنولوجيا داخل البيت والمدرسة والمجتمع، وإلى سنّ قوانين واضحة تلزم المنصات الرقمية بتوفير أدوات رقابة فعالة، وتحاسبها على أي إهمال في حماية الأطفال، كما نحتاج إلى حملات توعوية مستمرة، تخاطب الطفل بلغته، وتعلم الأسرة كيف تراقب دون أن تقتل الثقة.
– د. عمار رياض: بعض الألعاب تعتمد على الإثارة والغموض
قال الدكتور عمار رياض: تشهد سوق الألعاب الإلكترونية تنوعا كبيرا، بعضها يقدم محتوى تعليميا وترفيهيا هادفا، ولكن هناك فئة من الألعاب تعتمد على الغموض والإثارة، وتدمج فيها تحديات خطيرة تتطلب من الطفل تنفيذ أوامر غير آمنة، كإيذاء النفس أو إتلاف ممتلكات أو عزل النفس عن الآخرين، والمشكلة أن هذه الألعاب عادة ما تكون غير خاضعة للرقابة وتبرمج بأساليب ذكية تزرع الحماس والإدمان في عقل الطفل، وتستخدم تقنيات الخداع والتلاعب النفسي مثل المكافآت الوهمية لاستمرار اللاعب. وأضاف: من المهم أن يكون لدى الأسر وعي تقني، مع ضرورة استخدام برامج الرقابة الأبوية، وتحديد نوعية المحتوى المسموح به، وعدم ترك الأطفال يتصفحون منصات الألعاب دون إشراف مباشر. وأوضح، أن مسؤولية حماية الأبناء من خطر الألعاب الإلكترونية الخطيرة مسؤولية مشتركة بين الأسرة، والمدرسة، والجهات الرقابية المعنية، فبينما لا يمكن منع التطور الرقمي، يمكن توجيهه بشكل صحيح، لضمان تنشئة جيل متوازن، قادر على استخدام التكنولوجيا بوعي وأمان ودون أي مخاطر على الفرد والأسرة والمجتمع.
– ثاني الشمري: عالم افتراضي يختلط فيه الجيد بالرديء
أكد ثاني الشمري أن العالم الافتراضي به كم هائل من الأفكار والمعلومات، التي يختلط فيها الجيد بالرديء، ما يجعل الحاجة إلى مراقبة المواقع والألعاب الإلكترونية أمراً ملحاً، ومع انتشار تطبيقات الألعاب الإلكترونية عبر الانترنت انتشرت الألعاب الإلكترونية الخطرة والتي تشجع على ارتكاب العنف والجريمة حيث يعد ذلك من الآثار السلبية التي تحتاج إلى متابعة ومراقبة من قبل الآباء والأمهات، لان الطفل يرغب في هذه المرحلة من العمر إخراج كل ما لديه من طاقة والى تفجير حالة الشعور بالغضب لديه والتي يعبر عنها بالألعاب العنيفة العدوانية التي يختار أن يلهو بها، والتي قد تكشف الألعاب التي يختارها الطفل تفاصيل معيّنة عن شخصيته ونفسيته، مثل لعب الأسلحة والتي تتمثل في البنادق والخناجر والرشاشات والمسدسات والسيوف، وأضاف ثاني الشمري انه ومن الناحية الإيجابية، تساعد الألعاب الإلكترونية الأطفالَ في تحسين مهاراتهم الإبداعية والتفكير النقدي والمهارات الإدراكية والتواصل مع الآخرين، ومن الناحية السلبية، يمكن أن تؤثر الألعاب الإلكترونية على السلوك الاجتماعي للأطفال، وقد تزيد من اضطرابات النوم وتقليل النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي في العالم الحقيقي، فضلا عن أن بعض الألعاب الإلكترونية العنيفة يمكن أن يؤدي إلى زيادة الميل إلى العنف والعدوانية لدى الأطفال، وهذا يعد من الآثار السلبية التي تحتاج إلى متابعة ومراقبة من قبل الآباء والأمهات، ومن الواضح أن صناعة الألعاب الإلكترونية قد شهدت نجاحًا كبيرًا في جذب اللاعبين الصغار. وأحد أسباب هذا النجاح هو السهولة التي توفرها هذه الألعاب، حيث تستخدم تقنيات التحكم المبسطة التي تتيح للأطفال الصغار التفاعل مع اللعبة بسهولة ومتعة ولكن، ينبغي للوالدين والمراقبين أن يكونوا حذرين فيما يتعلق باستخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية والمحوسبة، حيث يجب عليهم مراقبة مدة اللعب والمحتوى المستخدم والتأكد من أنه مناسب لعمر الطفل ويتماشى مع قيم الأسرة والمجتمع
– محمد العبد الله: مخاطر أمنية تهدد كيان المجتمع
قال محمد العبد الله ان من أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية العنيفة انها تزيد من فرص الإدمان عليها وتزرع في نفوس الأطفال غريزة الانتقام والعدوانية وحب الانتقام، فضلا عن الاثار النفسية والسلوكية السلبية التي تؤثر على شخصية الطفل والتي غالبا ما تؤدي الى العزلة والانفصال عن كيان الاسرة والمجتمع، وأشار محمد العبدالله ان الإدمان على الألعاب الإلكترونية تقطع سبل التواصل الاجتماعي بين الطفل ومحيطه واسرته وتجعله يتعود على الجلوس لوحده والتواصل مع اشخاص غرباء وتغرس في نفسه روح الأنانية والحقد والانتقام، وللألعاب الإلكترونية فوائد عديده ولكن للأسف نجد ان مخاطرها السلبية هي السائدة لان الأطفال يلهون بها دون تمييز او اختيار او حتى ارشاد من قبل الآباء والامهات كما ان لهذه الألعاب مخاطر امنية على المجتمع تشمل فقدان الخصوصية نتيجة اللعب الجماعي مع اشخاص غرباء مجهولي الهوية وربما يكونون مجرمين وعصابات دولية تقوم بتجنيد الشباب المراهقين لأهداف خبيثة، واستغلال الأطفال بالحصول على معلومات شخصية منهم او عن ذويهم، و المطلوب للتعامل مع هذه الحالة هو جهد مشترك بين الاسرة ومؤسسات المجتمع والمدرسة في أهمية توعيه الأطفال والمراهقين من مخاطر هذه الألعاب الإلكترونية العدوانية والتي تنشر الجريمة والقيام بحملات توعية في المدارس ووسائل الاعلام.
– قاسم الشرفي: التحقق من نوعية الألعاب في أجهزة الأطفال
قال قاسم الشرفي إنه يجب أن يضع الآباء والامهات في اعتبار ان الألعاب الإلكترونية لا تعوض التواصل الاجتماعي الحقيقي مع الأصدقاء والعائلة وينبغي أن يحدّ من استخدام الألعاب الإلكترونية وتشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مثل الرياضة والموسيقى والفنون والألعاب الجماعية الأخرى، ويمكن أن يكون للألعاب عبر الإنترنت تأثيرات إيجابية وسلبية على التطور المعرفي، اعتمادًا على عوامل مختلفة، بما في ذلك نوع اللعبة ومدة اللعب والخصائص الفردية للطفل، كما أشار قاسم الشرفي الى أن الألعاب الإلكترونية تمثل خطرا يهدد المجتمع ويعد السبب الأكبر في انتشار هذا الخطر هو قلة الوعي والرقابة على الأطفال من قبل الوالدين وانحراف سلوكياتهم وراء هذه الألعاب، حيث ان العديد من الدراسات توصلت الى أن الألعاب الإلكترونية تؤدي الى ادمان الطفل على العاب الفيديو، كما انصح الأباء والامهات واولياء الأمور بمراقبه أبنائهم الصغار والمراهقين وان لا يتركوهم معزولين لساعات طويلة في غرفهم وبمفردهم، والتأكد من عدم ممارسة الطفل لألعاب لا تناسب عمرة، والبحث عن الألعاب البديلة والتي تنمي الذكاء والمهارات العلمية لدى الأطفال، ويجب على الآباء واولياء الأمور التحقق من جميع الألعاب المخزنة التي يستخدمها الأبناء والمراهقون في اجهزتهم وهواتفهم النقالة والتحقق من محتواها ان كانت مفيدة او ضارة، كما يجب منع الأطفال ليلا وحتى ساعات متأخرة من الليل ومراقبة نشاطهم ان كانوا يتعاملون مع غرباء اثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية ومع من يتحدثون بشكل مباشر.
– م. محمد السقطري: روبلكس لعبة ضمن منصة عالمية
قال المهندس محمد السقطري: إن لعبة روبلكس تعتبر منصة عالمية إلكترونية مفتوحة، تتيح للأطفال من مختلف الأعمار ممارسة الألعاب عبر هذه المنصة التي تجتمع فيها عدة ثقافات ولغات، كما لا توجد فيها إمكانية التحكم إلا في المحادثة فقط حيث يمكن لولي الأمر إغلاق الحديث بين طفله والآخرين، حيث لا يمكن التحكم في أي طريقة لعب أخرى، لافتا إلى أن هذه اللعبة تكون ضمن منصة متاحة للجميع من مختلف دول العالم وبدون رقابة. وأضاف السقطري: إن الحلول تتمكن في متابعة الأبناء والتأكد من أنواع الألعاب التي يمارسونها حيث إن بعض الألعاب لا تتناسب مع أعرافنا وديننا، كما يجب على ولي الأمر التحكم في أوقات اللعب لتجنب الوصول إلى مرحلة الإدمان، وبالتالي تسيطر عليه اللعبة ومن يلعبها أيضا. وطالب بإقامة حملات توعوية لأولياء الأمور والمراهقين والأطفال في كيفية التعامل مع هذه المنصات المفتوحة التي تستدعي وضع ضوابط للتعامل مع منصات مختلفة لحماية أبنائنا وعاداتنا وتقاليدنا وديننا.
– فهد سالم:انتشار ألعاب العنف والجريمة
قال فهد سالم انه وبالرغم من أن بعض الألعاب تساعد على العمل الجماعي بين اللاعبين، إلا أنه في أغلب الأوقات يمارس الطفل هذه الألعاب وحده منفردا في غرفته، الأمر الذي يحد من مهارات التواصل ويمكن للمحتوى العنيف الوارد في ألعاب الفيديو أن يؤثر على الأطفال بجعلهم عدوانيين وغير صبورين عندما تفشل الأشياء في أن تسير كما هو مخطط لها أو يتم وضع أي قيود عليها كما يجب العمل بكل جهد على منع انتشار ألعاب إلكترونية على الإنترنت تروّج لممارسة العنف والانتحار بين الأطفال والمراهقين وتُلحق بمستعمليها أضراراً بالغة من خلال تعليمات افتراضية تؤثر فيهم، حيث إن ادمان الأطفال والمراهقين على الألعاب الإلكترونية الخطرة يعود الى غياب رقابة الاسرة وترك الأبناء خلف شاشات الأجهزة الإلكترونية لأوقات طويلة، لذلك أطالب الجهات المعنية بالعمل على حظر مثل هذه الألعاب الخطرة، وأضاف فهد سالم أن العالم الافتراضي مملوء بألعاب العنف والدم والأفكار الغريبة التي لا تتناسب مع أعمار هؤلاء الأطفال والمراهقين، مشيراً إلى أن كثيراً من الأطفال لديهم من الاستعداد الفكري لتقبّل التكنولوجيا إلى حد فتح تشفير قنوات وألعاب لا تكون متوافرة دائماً على مستوى الجهات التقنية ولم تعد الألعاب الإلكترونية حكراً على الصغار، بل صارت هوساً لكثير من الشباب والكبار، لكن يظل الخطر الأكبر هو انسياق الأطفال والمراهقين وراء هذه الألعاب دون تمييز بين المفيد منها والضار.
– محمد العمادي: ظاهرة تستوجب التدخل المبكر
قال محمد عبد الله العمادي باحث اجتماعي: نحن أمام ظاهرة تستوجب التدخل المبكر من الأسرة والمدرسة والمجتمع، فالألعاب التي تلزم اللاعب بتنفيذ مهام تهدد سلامته الجسدية أو النفسية هي ألعاب مدمرة يجب تصنيفها كمحتوى ضار، حيث إن هذه الألعاب تنمي العنف، وتضعف الحس الاجتماعي، وقد تسهم في خلق فجوة بين الأبناء وذويهم. وأكد على أن غياب الحوار بين الأهل والأبناء هو أحد أبرز الأسباب التي تجعل الطفل يهرب إلى العالم الرقمي، حين يشعر الطفل بأن الأسرة لا تسمعه أو لا تتابعه، فإن البديل غالبا ما يكون هذه الألعاب التي تمنحه الإحساس بالبطولة، أو التقدير، أو الانتماء المزيف.
ولفت إلى ان هناك العديد من الحلول التي تحمي الأبناء والأسرة والمجتمع من مخاطر هذه الألعاب الدخيلة علينا ومنها، التوعية الأسرية، وذلك بضرورة رفع وعي الوالدين حول مخاطر الألعاب الرقمية، وكيفية اختيار المحتوى المناسب لأعمار أبنائهم، والرقابة التقنية، باستخدام تطبيقات وأدوات لحجب الألعاب المشبوهة أو مراقبة نشاط الأبناء على الإنترنت، والبدائل التربوية، تكون بتوفير بدائل ترفيهية واقعية تشبع حاجات الطفل النفسية والذهنية مثل الأنشطة الرياضية، والهوايات، والرحلات الجماعية، كما للمدرسة دور بتنظيم ورش عمل للطلاب وأولياء الأمور حول مخاطر العالم الرقمي وسبل الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، مع ضرورة وجود تشريعات رقابية تفرض رقابة قانونية على محتوى الألعاب الرقمية، ومنع تسويق الألعاب التي تحرض على العنف أو السلوكيات الخطيرة.
❖ محمد العقيدي – محسن اليزيدي – الشرق القطرية
كانت هذه تفاصيل خبر تربويون وخبراء تقنية: مطالبات بحجب الألعاب الإلكترونية المروجة للعنف لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
