علوم وتكنولوجيا

عالم جديد تتم تصفيته ... هل كان على ابواب تأمين طاقة غير محدودة للبشرية؟

عالم جديد تتم تصفيته ... هل كان على ابواب تأمين طاقة غير محدودة للبشرية؟

انت الان تتابع خبر عالم جديد تتم تصفيته ... هل كان على ابواب تأمين طاقة غير محدودة للبشرية؟ والان مع التفاصيل

بغداد - ياسين صفوان - وتعرَّض لوريرو لإطلاق نار داخل مبنى سكني حيث كان يقيم. ثم نُقل إلى مستشفى في بوسطن وتوفي في صباح 16 ديسمبر 2025 متأثرًا بجراحه.
نونو ف. ج. لوريرو، من أصل برتغالي حيث نشأ ودَرَس الفيزياء هناك قبل أن يكمل تعليمه العالي ويعمل كأستاذ وباحث في الولايات المتحدة.
فالرجل لم يكن مجرد عالم فيزياء بارز، بل كان أحد العقول القيادية في مجال أبحاث الاندماج النووي، ومدير مركز علوم البلازما والاندماج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT). غيابه المفاجئ فتح باب التساؤل، لا فقط حول الجريمة نفسها، بل حول ما يعنيه فقدان شخصية علمية تعمل على أحد أكثر مشاريع البشرية طموحًا: إعادة تعريف مستقبل الطاقة.

دور محوري في علم الاندماج
كرّس لوريرو مسيرته العلمية لفهم سلوك البلازما، والاضطرابات، والحبس المغناطيسي—وهي التحديات الجوهرية التي تحول دون الانتقال من الاندماج بوصفه فكرة نظرية إلى نظام طاقة قابل للتشغيل. هذه التحديات ليست تفاصيل تقنية هامشية، بل تمثل العقبات الأساسية أمام تحقيق طاقة اندماجية مستقرة وآمنة. ومن خلال أبحاثه، كان لوريرو من بين الذين يدفعون حدود المعرفة خطوة إضافية نحو هذا الهدف.

أكثر من طاقة نظيفة
غالبًا ما يُقدَّم الاندماج النووي بوصفه حلًا لمشكلة الانبعاثات الكربونية، لكن أبعاده أعمق من ذلك بكثير. فنجاح الاندماج يعني وفرة شبه غير محدودة من الطاقة، وهو ما قد يغيّر جذريًا توازنات القوة الاقتصادية والسياسية في العالم. تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري لا يؤثر فقط في البيئة، بل يضعف أيضًا الأنظمة الجيوسياسية القائمة على السيطرة على مصادر الطاقة. إن وفرة الطاقة لا تُضاف ببساطة إلى النظام القائم، بل تعيد تشكيله من جذوره.

تاريخ من التأجيل والانتظار
على مدى عقود، وُضعت أبحاث الاندماج في موقع paradox: إشادة إعلامية واسعة، وتمويل ضخم، ووعود دائمة بأن الإنجاز «قريب»، يقابلها تأجيل مستمر للوصول الفعلي. ورغم أن التقدم العلمي حقيقي وقابل للقياس، فإن الجداول الزمنية تطول، والتوقعات تتغير، ويظل المستقبل المنشود مؤجلًا. هذا النمط ليس فريدًا في تاريخ الطاقة؛ فكثير من التحولات الكبرى واجهت مقاومة غير مباشرة، تمثلت في التعقيد المؤسسي والجمود الناتج عن أنظمة اعتادت الندرة ولا تتكيف بسهولة مع فكرة الوفرة.

بين الجريمة والعلم
حتى الآن، لم تعلن السلطات عن دافع لمقتل لوريرو، ولا توجد أدلة علنية تربط الجريمة بعمله العلمي. وما تزال القضية تُعامل كتحقيق جنائي مفتوح. هذا الفصل بين الحدث الإجرامي والإرث العلمي مهم، لكنه لا يُلغي حقيقة أن فقدان عالم بمكانته يتجاوز البعد الشخصي. إنه فقدان بنيوي يؤثر في زخم البحث، وفي دور الإرشاد العلمي، وفي شبكات التعاون الدولية، وفي وتيرة التقدم على المدى الطويل.
إن إرث لوريرو يفرض أسئلة يصعب تجاهلها:
من المستفيد من تأجيل التقنيات التحويلية؟
ومن الخاسر حين لا تصل الاختراقات العلمية في وقتها؟
وكم من التقدم يتعثر، لا بسبب حدود العلم، بل بسبب الزمن أو البُنى أو غياب القادة؟

Advertisements

قد تقرأ أيضا