ابوظبي - سيف اليزيد - سامي عبد الرؤوف (دبي)
انطلقت أمس في دبي، فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للصحة النفسية، تحت شعار «مستقبل الصحة النفسية.. تمكين الأسر للارتقاء بجودة الحياة»، وضمن فعاليات شهر الصحة النفسية الحدث الوطني الأكبر من نوعه، الذي تنظمه مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، طوال شهر أكتوبر الجاري.
وينعقد المؤتمر على مدى يومين، بمشاركة أكثر من 300 خبير ومتخصّص في الصحة النفسية من مختلف أنحاء العالم، لبحث أحدث الممارسات العالمية، واستشراف حلول مبتكرة تعزّز جودة الحياة والصحة النفسية في المجتمع.
وأكد الدكتور عصام محمد الزرعوني، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية، أن المؤتمر الدولي للصحة النفسية 2025، يوفّر منصة عالمية لتعزيز الصحة النفسية وجودة الحياة في دولة الإمارات، ويأتي انسجاماً مع الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة التي وضعت الإنسان ورفاهه في قلب عملية التنمية.
وقال: «لقد أدركت قيادتنا الرشيدة، منذ وقت مبكر، أن الصحة النفسية تُعد من أهم دعائم نهضة الإنسان والمجتمع، وشرطاً أساسياً لتحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي».
وأضاف: «وانطلاقاً من هذا الإدراك العميق، تضع دولة الإمارات تعزيز الصحة النفسية والرفاه في صميم سياساتها، وهو ما تجسّده مبادراتها التي تجعل الإنسان في قلب عملية التنمية، بما يعكس التزامها الراسخ ببناء مجتمع قادر على صناعة مستقبل مزدهر».
من جانبها، قالت الدكتورة كلثوم البلوشي، مدير مركز التدريب والتطوير والرئيس التنفيذي للابتكار في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية: «لم يُعد الابتكار خياراً، بل أصبح ضرورة، لأن مشهد الرعاية الصحية يتطور بسرعة، ونحن في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية نتبنى هذا التغيير ليس كتحد، بل كفرصة لإعادة ابتكار الطريقة التي نقدم بها الرعاية والدعم والشفاء».
دور الأسرة
أوضحت الدكتورة نور المهيري، مدير إدارة الصحة النفسية في المؤسسة، أن المؤتمر يهدف إلى تحويل الأفكار البحثية إلى مبادرات وسياسات تحدث أثراً ملموساً في حياة الفرد والمجتمع، وأن نسخة هذا العام تتمحور حول تمكين الأسر باعتبارها حجر الأساس في تعزيز الوقاية وتسريع التعافي وبناء منظومات رعاية مرنة يقودها المجتمع.
وقالت: «يركز المؤتمر على سبل إعادة تصميم نماذج الرعاية النفسية وتوسيع نطاقها إلى المجتمع، مع التأكيد على أن الصحة النفسية مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود لصياغة مستقبل أكثر صحة ».
برامج ومشاريع
يتناول المؤتمر خمسة محاور استراتيجية، تشمل تعزيز نماذج الصحة النفسية المتمحورة حول الأسرة والشباب، واستشراف التحديات النفسية الناشئة وذات التأثير البالغ، وتسليط الضوء على أساليب الرعاية المرتكزة على المريض، بالإضافة إلى تسريع وتيرة الابتكار وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في الصحة النفسية، وبحث فرص توسيع التعاون متعدد القطاعات وتطوير السياسات الوطنية.
ويضم البرنامج العلمي للمؤتمر محاضرات وجلسات تفاعلية وورش عمل متخصّصة، تتناول سبل توفير بيئات داعمة للصحة النفسية للأطفال والمراهقين، مع إيلاء اهتمام خاص لتعزيز التجارب الإيجابية للأطفال الذين يعانون من اضطرابات نمائية، وبناء أسر أكثر مرونة وقدرة على التكيف، إلى جانب تطوير استراتيجيات شاملة لتوسيع نطاق الخدمات المجتمعية، واستعراض أحدث الابتكارات في توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ضمن خطط التشخيص المبكر والعلاج المتكامل، بما يسهم في استدامة خدمات الرعاية النفسية ورفع كفاءتها وجودتها.
ويعرض خلال المؤتمر مشروع الذكريات الاصطناعية، وهو مبادرة مبتكرة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في رعاية كبار السن المصابين بمرض الزهايمر من خلال تطوير ذكريات اصطناعية ذات صلة ثقافية، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تعزيز التفاعل الاجتماعي، بالاعتماد على دمج التكنولوجيا المتقدمة مع الدراسات السريرية لوضع نهج جديد لإدارة مرض الزهايمر.