الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القدس: بعد أن أصبح مقتل اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد قضية رأي عام عالمية عقب سؤال النجم المصري وهداف فريق ليفربول محمد صلاح عن طريقة وأسباب مقتله (تغر يدته حظيت بأكثر من 100 مليون مشاهدة)، أصدر جيش الإحتلال الإسرائيلي بياناً الأحد، رداً على ذلك قائلاً إنه لم يكن على علم بأي ضحايا في المنطقة المذكورة في ذلك اليوم.
وقال الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في بيان إن سليمان العبيد (41 عاما) المعروف باسم "بيليه" كرة القدم الفلسطينية قتل الأربعاء عندما استهدفت القوات الإسرائيلية "أشخاصا ينتظرون مساعدات إنسانية في جنوب قطاع غزة" .
وفي رده، قال الجيش الإسرائيلي إنه "من خلال فحص أولي وشامل، لم يُعرف عن وقوع إصابات نتيجة نيران جيش الدفاع الإسرائيلي في مناطق مراكز التوزيع في قطاع غزة يوم 6 أغسطس (آب)".
عائلة عبيد ليست مقتنعة
ولكن هذا التصريح لم يقنع عائلة عبيد، التي قالت إنه كان يأمل في مواصلة تسجيل الأهداف حتى يبلغ الخمسين من عمره، لكن قذيفة دبابة إسرائيلية حطمت هذا الحلم.
"هذا هو أغلى ما تركه خلفه"، قالت أرملة عبيد، دعاء العبيد، وهي تمسك بالسروال القصير الأزرق والأبيض رقم 10 الذي كان يرتديه مع ناديه في غزة، الشاطئ، والذي يعد أحد التذكارات القليلة التي تحتفظ بها من زوجها الراحل، بينما هي وأطفالها الخمسة ينعون المهاجم.
لا تملك العائلة سوى القليل من ممتلكات عبيد، الذي دُمِّر منزله في غارة جوية في وقت سابق من هذا العام. وهم يعيشون الآن في خيمة بين أنقاض أحد أحياء مدينة غزة.
صلاح يحرك القضية عالمياً
ووفقاً لتقرير "تايمز أوف إسرائيل" فقد تصدرت وفاة عبيد، الذي شبهه المشجعون بالأسطورة البرازيلي بيليه بسبب مهاراته وأهدافه، عناوين الصحف بعد أن انتقد مهاجم ليفربول محمد صلاح تكريمًا لعبيد من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) والذي لم يذكر سبب الوفاة. وكتب صلاح :"هل يمكنك أن تخبرنا كيف مات وأين ولماذا؟".
ويتجمع آلاف الفلسطينيين يوميا بالقرب من نقاط توزيع الغذاء في غزة، بما في ذلك أربع نقاط تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المثيرة للجدل والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تعاني من حوادث إطلاق نار شبه يومية أسفرت عن مقتل المئات أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز التوزيع.
مقتل 1300 أثناء محاولة الحصول على الغذاء
تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 1300 شخص قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على إمدادات الإغاثة في القطاع منذ أن بدأ مرفق الإغاثة العالمي عمله في مايو (أيار)، ومعظمهم قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية التي تعمل بالقرب من مواقع مرفق الإغاثة العالمي.
واعترف جيش الدفاع الإسرائيلي بإطلاق طلقات تحذيرية على الحشود التي اقتربت كثيرا من جنوده، لكنه وصف أرقام الأمم المتحدة بالمبالغ فيها، رغم أنه لم يقدم أرقاما بديلة.
وقالت إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأكدت أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 60 ألف شخص في القطاع قُتلوا حتى الآن، وتقول إسرائيل إن هذه الحصيلة غير مؤكدة ولا تُفرّق بين المدنيين والمقاتلين، حيث تؤكد إسرائيل أنها قتلت نحو 20 ألف عنصراً من حماس في المعارك حتى يناير (كانون الثاني) و1600 داخل إسرائيل خلال وبعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) مباشرةً.