كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 30 أكتوبر 2025 08:16 صباحاً - تُنصح الأم الحامل وخلال فترة الحمل بأن تضاعف كمية الطعام التي تتناولها لأنها تأكل من أجل شخصين وليس من أجل شخص واحد، وحين تضع مولودها وتبدأ بخطوة الرضاعة الطبيعية فهي تسمع النصيحة ذاتها أي أنها بحاجة للمزيد من الطعام؛ من أجل تكوين المزيد من الحليب وإرضاع المولود الجديد.
من أجل هذه النصائح التي تبدو ليست ذات فائدة للأم، فهي تكتسب وزناً زائداً، وبشكل غير صحي ويصعب التخلص منه، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية ومرشدة الرضاعة الدكتورة ليندا معتوق، حيث أشارت إلى أنه ما بين الخرافة والحقيقة هل الرضاعة الطبيعية تسبب السمنة للأم المرضعة؟، ونصائح مهمة للحفاظ على الوزن المثالي، واستعادة رشاقتها ومنها ممارسة المشي بشكل يومي بعد الولادة وغيرها من النصائح في الآتي:
هل تحتاج الأم المُرضعة فعلاً للمزيد من السعرات الحرارية بعد الولادة؟
- اعلمي أن جسمك يحتاج إلى نحو 550 سعراً حرارياً إضافياً وخصوصاً في الأسابيع الأولى من الولادة أي في مرحلة النفاس التي تمتد ما بين 4-6 أسابيع؛ لكي يتمكن جسمك من تشكيل وتكوين الحليب وإدراره للرضيع، وبالتالي نجاح خطوة الرضاعة الطبيعية والحصول على فوائدها للأم والطفل.
- لاحظي أنه ومن أجل تسهيل خطوة فقدان الوزن الزائد الذي اكتسبته في شهور الحمل الأخيرة، فيجب أن تتناولي بشكل يومي نحو 350 سعراً حرارياً زائداً عن السعرات اليومية المقررة لكي يقوم جسمك بحرق نحو 150 سعراً حرارياً زائداً، وذلك من أجل دعم ونجاح الرضاعة، وبالتالي فأنت هنا يجب أن تختاري الطعام الجيد والمناسب لتحقيق هذه المعادلة.
- استنتجي من خلال معادلة تنظيم السعرات الحرارية أن الرضاعة الطبيعية لا تزيد الوزن، بل إنها تساعد على خسارة الوزن في حال استمرت الرضاعة الطبيعية خلال الشهور الستة الأولى من حياة الرضيع مع اتباع نمط غذائي وصحي من النوم الجيد والرياضة المناسبة، ولكن نزول الوزن لن يكون سريعاً، كما أن تقليل كمية الطعام سوف يؤثر على كمية الحليب خصوصاً في حال اختيار الطعام غير الصحي، والذي سوف يتسبب بزيادة الوزن لأنك سوف تأكلين لتقليل شعورك بالتعب والجوع نتيجة لاختيارات طعام خاطئة.
أمثلة على وجبات صحية للأم المرضعة
المثال الأول
احصلي في الصباح على وجبة إفطار مكونة من شريحة واحدة من الخبز البني، والذي يحتوي على 80 سعراً حرارياً، مع ملعقتين من زبدة الفول السوداني اللتين تحتويان على 180 سعراً حرارياً بالإضافة إلى موزة صغيرة تحتوي على 90 سعراً حرارياً، وهكذا يمكنك الحصول على 350 سعراً حرارياً لازمة للرضاعة.
المثال الثاني
احصلي على كوب من اللبن الزبادي الكامل الدسم والذي يحتوي على (150 سعراً حرارياً)، وكذلك على نحو ربع كوب من الشوفان المحمص والذي يحتوي على 100 سعر حراري وملعقة عسل صغيرة مضافاً إليها رشة من مسحوق القرفة ونحو 4 حبات من اللوز النيىء التي تحتوي على 50 سعراً حرارياً، وهكذا يكون المجموع الكلي 350 سعراً حرارياً تقريباً.
المثال الثالث
احصلي في الصباح الباكر وضمن وجبة إفطارك على بيضة مسلوقة مع شريحة من الخبز المصنوع من دقيق قمح كامل، وكذلك شرائح من ثمار الأفوكادو بحيث تكون صغيرة، وقطع صغيرة من الطماطم والخيار، وهكذا تحصلين على وجبة مشبعة ومتوازنة تحتوي على 350 سعراً حرارياً، وسوف تشعرك بالشبع لأطول مدة ممكنة وتزيد من إدرار حليبك في الوقت ذاته.
نصائح عامة من أجل نجاح الرضاعة الطبيعية والحفاظ على الوزن
- احرصي على الحصول على التغذية الصحية الجيدة المتوازنة، حيث يجب أن تحصل الأم على التغذية المتكاملة، والتي لا تكون فقط عبارة عن نشويات وسكريات بل يجب أن تحتوي على الهرم الغذائي كاملاً لكي تكون قادرة على القيام بنجاح بخطوة الرضاعة الطبيعية، وهي الخيار الأول للطفل من أجل صحته ومناعته، فيجب أن يحتوي طعامها على البروتين الصحي خصوصاً من اللحوم أو الأسماك، وكذلك يجب أن تتناول البيض والحليب بشكل يومي كمصدر للبروتين أيضاً، وكذلك أن تحتوي حصتها على عنصر الكالسيوم الضروري من أجل صحة العظام والأسنان لها وللرضيع، والذي يكثر في الحليب واللبن والأجبان، ويجب أن تحصلي أيضاً على عنصر الحديد من الفواكه المجففة خصوصاً التمر، وكذلك فإن الحديد يمكن الحصول عليه من صفار البيض وبعض أنواع المأكولات البحرية لكي لا تصابي بفقر الدم والتعرض لأعراضه المتعبة، ومنها التوتر وتعكر المزاج والتعب العام.
- اشربي الكمية المناسبة من السوائل المخصصة والمحددة للأم المرضعة والتي يجب ألا تقل عن 3 لترات وخاصة الماء؛ لأن السوائل تعمل على زيادة إدرار حليب الرضاعة مثل شرب الحليب والعصائر الطبيعية غير المحلاة والأعشاب الطبية المفيدة مثل الشومر والحلبة والينسون، والبعد عن المشروبات المنبهة الضارة التي تحتوي على مادة الكافيين، حيث تؤدي لحدوث المغص لديك ولدى الرضيع، وتقلل الحليب في صدرك.
- اجلسي جلسة صحية وهادئة، وفي مكان مريح ضمن خطوات الاستعداد للرضاعة لكي تكوني مهيأة لتبادل المشاعر أيضاً، وتوثيق علاقتك النفسية والعاطفية به، ويجب عليك أن تطيلي مدة الرضعة من كل ثدي لمدة ربع ساعة وعدم قطعها مهما كنت متعبة لكي يحصل على الحليب الخلفي من كل جهة.
- لا تستمعي لمعتقدات خاطئة حول حليب اللبأ، وهو أول ما ينزل من صدرك من الحليب بعد الولادة فليس صحيحاً أن الحليب بمجرد نزوله يكون ضاراً بالمولود بل على العكس من ذلك تماماً، فحليب ما بعد الولادة وهو ما يعرف بحليب المسمار يحتوي على مضادات حيوية مهمة وثمينة للمولود يجب أن يحصل عليها من أجل مناعة جسمه وتعزيزها، كما أن حصول المولود بعد أيام من ولادته على الحليب الخلفي الغني بالدهون يؤدي لتعويض فقد المولود للسوائل وفقدان الوزن في أيامه الأولى وزيادة وزنه لاحقاً بشكل جيد ومناسب.
- اهتمي بخطوة تدليك الحلمتين أثناء الحمل بزيت الزيتون أو زيت جوز الهند لكي لا تبقيا غائرتين وتمنعا المولود من إمساك الحلمة بشكل سهل خاصة إذا كنتِ أماً حاملاً للمرة الأولى، كما أن مساج الصدر بطريقة صحيحة وبناء على نصيحة مدربة الرضاعة بعد الولادة والقيام بذلك باستمرار يساعد على نزول وإدرار حليب الأم الخلفي.
- احرصي على الخروج إلى الطبيعة وممارسة المشي وحدك بعد أيام من الولادة من أجل صحتك النفسية، وكذلك من أجل التخلص من الوزن الزائد، وبعد ذلك يمكنك المشي مع المولود بعد دفعه بعربة مخصصة، ويساعد ذلك في تحسين مزاجك وفي وقايتك من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وما يسببه من أعراض ومن بينها النهم غير الصحي للطعام.
قد يهمك أيضاً: متى يكون حليب الأم غير مشبع؟
*ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.
