كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 2 نوفمبر 2025 11:11 صباحاً - الطفل الاندفاعي والمتسرع هو شكوى دائمة في معظم البيوت، والطفل الاندفاعي هو الطفل قليل الصبر والذي يتسم بالعصبية والصراخ فهو يريد إنجاز كل ما يطلبه في أسرع وقت ولا يكف عن الصراخ وربما البكاء من أجل أن يلبي الآخرون مطالبه، وتعجز الأم عن التعامل معه والبحث عن طرق لتقليل اندفاعه وتعليمه ضبط النفس.
يمكن للأم استخدام ما يعرف بطريقة المؤقت وهي طريقة سحرية للتعامل مع الطفل الاندفاعي ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبدالله، حيث أشار إلى ما هي أفضل طريقة للتعامل مع الطفل الاندفاعي والمتسرع من خلال خطوة سحرية تُعرف بخطوة المؤقت ونصائح أخرى للتعامل معه في الآتي:
ما هي صفات الطفل الاندفاعي والمتسرع؟
اعلمي أن الطفل الاندفاعي هو الطفل الذي لا يمتلك الصبر ولا يعرف معنى التروي، بحيث إنه يعتقد أن كل مَن حوله عبارة عن آلات مهمتها القيام بتنفيذ طلباته وتلبية رغباته فقط، ولذلك فهو الشخص غير المقدر والذي لا يمتلك تقديراً للظروف وتعب الآخرين حين يكبرن، واستمرار الطفل بعادة التسرع والاندفاع يكون متعباً للآخرين ويجعله إنساناً غير مقبول في المجتمع حين يكبر.
لاحظي أن الطفل المتسرع هو طفل متعب وعصبي وعنيد أيضاً لأنه لا يستطيع أن ينتظر، وعدم الصبر عند الطفل يجعله طفلاً كثير الصراخ وربما يلقي بنفسه على الأرض إن كان جائعاً، وقد اكتشف أن الطعام لم يجهز ويمكنك في هذه الحالة أن تكتشفي أن لديك مشكلة كبيرة في بيتك وتحتاجين إلى العلاج فوراً.
توقعي أن يكون طفلك المندفع والمتسرع شخصاً من الصعب السيطرة عليه ويبدو قلقاً بشكل زائد، كما أنه يسيطر على المجلس الذي يكون فيه فيأخذ دور الآخرين في الإجابة ويقاطعهم في الحديث، بمعنى أنه لا يعرف آداب الحديث، إضافة إلى أنه قد يتحدث بكلمات لا تتسم بأي صلة مع الموضوع ويغفل عن احتياجات ومشاعر الآخرين، وحين يكبر فهو يبحث عن الانتباه وأن يكون محور الكون بغض النظر عن التصرف الذي يفعله أو الكلام الذي يطرحه.
خطوات طريقة "المؤقت" للتعامل مع الطفل الاندفاعي
- اتبعي طريقة "المؤقت" للتعامل مع طفلك الاندفاعي والمتسرع وهي طريقة تربوية حديثة تؤدي إلى نتائج جيدة للتخلص من هذا السلوك المزعج عند الطفل، وهي طريقة تعتمد على اختبار صبر الطفل بحيث تحددين مدة زمنية للحصول على الشيء الذي يريده الطفل بحيث يساعد هذا "التايمر" على تدريب مخ ودماغ الطفل على الانتظار، وهذه التجربة ليست سهلة على الإطلاق وتحتاج إلى وقت حتى يكتسبها الطفل.
- اعتمدي استخدام الطريقة السحرية التي تُعرف باسم "المؤقت"، بحيث لا تتجاوز النصف دقيقة "30 ثانية" لأن هذه الطريقة سوف تعمل ضبطاً للرغبات الفورية التي يرغب بها الطفل مما يؤدي إلى تحسن سلوك الطفل ودفعه إلى التفكير ملياً قبل أن يُقدم على أي خطوة وقبل أن يتحدث مثلاً بكلام قد يسيء إلى الآخرين ويسيء إليه في الدرجة الأولى.
- لاحظي أن عليك استمرار استخدام طريقة المؤقت لتخليص طفلك من الأنانية، لأن الطفل المندفع هو طفل أناني، ولذلك يجب أن يكون إحساسك وتقديرك بالوقت الذي يجب أن ينتظره الطفل بعيداً عن عينيه لكي لا يكون مدعاة للسخرية من الآخرين وقد يؤثر على نفسية الطفل فيصيبه بالحزن ويعتقد الطفل أنه إنسان غير طبيعي، ولذلك يمكن أن تضعي التايمر في معصمك أو أن تستخدميه على هاتفك لكي تتأكدي من قدرة الطفل وثقته في الموائمة بين الطلب ومدة التنفيذ.
نصائح عامة للتعامل مع الطفل الاندفاعي والمتسرع
- اهتمي بالخروج المبكر لطفلك من البيت، حيث إن عدم خروج الطفل من البيت بدعوى خوف الأم عليه، حيث يجب أن يحدث ذلك بشكل يومي يؤدي إلى أضرار صحية ونفسية لعدم خروج الطفل من البيت خصوصاً في عامه الأول يعني أن يصبح لديك طفل عنيد وعصبي وفوضوي بشكل واضح وملموس، وسوف تبدئين فعلياً بالشكوى من عناد وتسرع وعصبية الطفل؛ لأن الطفل حين يجد نفسه وحيداً بين جدران أربعة يكون حيز علاقاته ضيقاً وهو بحاجة للاتساع ويعتاد على رؤية نفس الوجوه المتكررة كل يوم، ولكنه يكون في نفس الوقت في السن التي يبلغ فيها الفضول والرغبة في الاكتشاف أقصى درجاته ويكون لديه الحماس في التعرف إلى العالم الخارجي، ولكن الأم لا تسمح له بالخروج المبكر خوفاً على صحته مثلاً وبسبب حبها وتدليلها الزائد فينشأ الطفل عنيداً وعصبياً وكأنه يعاقب الأم، كما يصبح طفلاً مندفعاً لأنه لم يعتد على التعامل مع الآخرين ويعتقد بسبب ضيق الحيز الذي يفرغ فيه طاقته أن لا أحد غيره في الكون وأن عليه أن يمارس في هذا الحيز نشاطه الطفولي غير عابئ بأحد.
- لاحظي أن ظاهرة الطفل الاندفاعي والمتسرع قد تكون نتاجاً للتدليل المفرط أيضاً مثل أن يكون الطفل هو طفلك الأول فيصبح الطفل أنانياً ولديه قدر كبير من التسلط والعناد، وفي حال عدم تلبية كل طلباته كما يريدها يبدأ في ممارسة نوبات الغضب والصراخ المفتعلة؛ كما يقوم بإحداث الفوضى في المكان لكي تقوم الأم بتلبية كل طلباته، فيكسر الأشياء والأثاث وربما الألعاب ويحطمها ويؤذي الحيوانات المنزلية الضعيفة ويقطف الأزهار في الحديقة مثلاً، ويقوم بتصرفات تشغل الأم ولكي تبقى في حالة تواصل مستمرة معه من أجل تلبية جميع طلباته.
- اعلمي أن انشغال الأم وعدم تفرغها العاطفي للطفل وإهماله أيضاً وعدم توفير الإشباع العاطفي له يأتي بنتيجة عكسية تماماً عن الإفراط في رعايته، حيث إن شعور الطفل بالإهمال وأنه ليس له وجود في الأسرة أو شعوره بالغيرة من بقية إخوته ومع قدوم مولود جديد للعائلة مثلاً، فمن الطبيعي أن يصبح الطفل عصبياً متهوراً في نفس الوقت، وهذه المشكلة تواجه الأمهات اللواتي يهملن التربية وينشغلن بالرعاية فقط، ويجب أن تسعى الأم للعدل بين الأطفال والتفرغ للإشباع العاطفي لكل واحد على حدة، بحيث يحصل كل واحد على نصيبه من الحب والاحتضان.
قد يهمك أيضاً: 8 تصرفات مؤذية تصدر عن الأمهات وتؤدي إلى تدمير شخصية الطفل

