صحة ورشاقة

علامات خفية لضعف شخصية طفلك: مَن المسؤول؟ ومتى يقلق الأهل؟

  • علامات خفية لضعف شخصية طفلك: مَن المسؤول؟ ومتى يقلق الأهل؟ 1/8
  • علامات خفية لضعف شخصية طفلك: مَن المسؤول؟ ومتى يقلق الأهل؟ 2/8
  • علامات خفية لضعف شخصية طفلك: مَن المسؤول؟ ومتى يقلق الأهل؟ 3/8
  • علامات خفية لضعف شخصية طفلك: مَن المسؤول؟ ومتى يقلق الأهل؟ 4/8
  • علامات خفية لضعف شخصية طفلك: مَن المسؤول؟ ومتى يقلق الأهل؟ 5/8
  • علامات خفية لضعف شخصية طفلك: مَن المسؤول؟ ومتى يقلق الأهل؟ 6/8
  • علامات خفية لضعف شخصية طفلك: مَن المسؤول؟ ومتى يقلق الأهل؟ 7/8
  • علامات خفية لضعف شخصية طفلك: مَن المسؤول؟ ومتى يقلق الأهل؟ 8/8


كتبت: ياسمين عمرو في الاثنين 3 نوفمبر 2025 07:00 صباحاً - في زمن تتسارع فيه التغيرات الاجتماعية والنفسية التي يعيشها الأطفال، باتت ملاحظة التفاصيل الصغيرة ضرورة حقيقية؛ فضعف شخصية الطفل لا يظهر فجأة، بل يتسلّل بشكل خفي عبر المواقف اليومية، والتجارب التي لا يُحسن الكبار التعامل معها. وهذا ليس ببعيد، فقد أرسلت قارئة من عشاق باب "الخليج 365 وطفلك" رسالة تبث فيها شكواها وتخوفها؛ حيث بدأت تظهر علامات خفية تدل على ضعف شخصية طفلها؛ فقالت: عاد ولدي من المدرسة غاضباً باكياً، وعندما اقتربت منه لأسأله عما حدث، رد بصوت خافت: "المعلمة قالت إن رأيي غير صحيح، فصمتُّ كي لا أُخطئ من جديد"، وفي تلك اللحظة كانت البداية وكان السؤال: هل ما حدث مجرد موقف عابر؟ أم أنه إشارة خفية إلى وجود ضعف في شخصية طفلي وثقته بنفسه؟ أجيبوني!
اللقاء والدكتورة منال الحسيني أستاذة التربية وتعديل السلوك، لتوضيح بعض العلامات التحذيرية لضعف الشخصية بعامة، وتأثير البيئة المنزلية وما يتبعها من أعراض سلوكية ونفسية على الطفل، وفي النهاية رصدت عدداً من النصائح التربوية للآباء في نقاط مبسطة.

أولاً: العلامات التحذيرية من المواقف اليومية

طفل يشعر بالوحدة و يفضل العزلة

تبدأ مؤشرات ضعف الشخصية غالباً من تصرفات بسيطة تمرّ من دون انتباه مثل:

  • الطفل الذي يتجنّب إبداء رأيه أمام الآخرين، حتى داخل أسرته، وهو لا يفعل ذلك صدفة، بل لأنه يخشى الرفض أو النقد.
  • الطفل الذي ينسحب من المواقف التي تتطلب اتخاذ قرار، أو الذي يتردّد قبل تجربة أي نشاط جديد مهما كان بسيطاً؛ حيث يعيش في داخله صراع بين الرغبة في المشاركة والخوف من الفشل.
  • ومن العلامات أيضاً ميل الطفل إلى العزلة، أو البقاء وحيداً أثناء اللعب، إلى جانب ردود فعله العاطفية المبالغ بها عند سماع أي نقد.
  • هذه السلوكيات قد تبدو عادية في سنّ معينة، لكنها إن تكرّرت وأصبحت نمطاً ثابتاً، فهي تستحق الانتباه.

ثانياً: الأعراض السلوكية والنفسية

طفلة تحمل قلقاً كبيراً بداخلها

الأطفال ذوو الشخصية الضعيفة غالباً ما يحملون في داخلهم قلقاً دفيناً تجاه العالم من حولهم، يظهر القلق في انخفاض واضح في الثقة بالنفس، وكثرة مقارنة نفسه بالآخرين، أو الخوف المفرط من ارتكاب الأخطاء.
يرفض الطفل الذهاب إلى المدرسة - أحياناً- أو يُظهر تعلقاً مفرطاً بأحد الوالدين، وكأن العالم الخارجي ساحة تهديد مستمر، تشير الدراسات إلى أن واحداً من كل سبعة أطفال ومراهقين يعاني من اضطراب نفسي أو سلوكي في مرحلة ما بين 10 و19 عاماً.
وهي نسبة تذكّرنا بأن المشكلات النفسية لدى الصغار أكثر شيوعاً مما يظنّ الكثير من الآباء، كما أن اضطرابات النوم أو الشهية، أو استخدام الطفل لعبارات مثل الفشل أو لا أحد يحبني، تعد علامات تستدعي تدخلاً هادئاً وسريعاً.

ابني ضعيف الشخصية ويتعرض للضرب بالمدرسة.. تعرفي إلى الحل داخل التقرير

ثالثاً: تأثير البيئة الآمنة نفسياً في بناء الثقة

أب يلوم طفلته

البيئة التي ينمو فيها الطفل تحدد إلى حدّ كبير شكل شخصيته المستقبلية؛ حين يعيش الطفل في جوّ تسوده الإهانة أو التهديد أو المقارنة الدائمة، يتعلّم الخوف بدل الثقة، والطاعة بدل المبادرة. أما في المنزل الذي يسوده الحوار والاحترام، فيتعلّم الطفل أن رأيه مسموع، وأن أخطاءه ليست نهاية العالم.
الأبحاث التربوية تؤكد أن نحو 40٪ من الأطفال لا يكوّنون ارتباطاً آمناً وقوياً بأحد الوالدين في السنوات الأولى من حياتهم، وهو ما يؤثر لاحقاً على قدراتهم العاطفية والاجتماعية، وعلى كيفية تعاملهم مع المواقف الضاغطة، وهذا الرقم وحده كافٍ ليدفعنا إلى مراجعة طريقة تفاعلنا اليومي مع أبنائنا، والتفكير بجدية في أثر الكلمات والنبرة والمشاكل السلوكية داخل البيت.

رابعاً: كيف يتعامل الوالدان مع هذه العلامات داخل المنزل؟

طفلة حائرة بين التوجيهات وكلمات العتاب

البيت هو المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل معنى الحب والاحترام والثقة، لذلك فإن التعامل مع هذه العلامات يبدأ من داخل الأسرة قبل البحث عن حلول خارجية.
الاستماع الفعّال: خصّصوا وقتاً يومياً لسماع الطفل من دون مقاطعة أو توجيه أحكام. فالإصغاء يمنحه شعوراً بالاهتمام، ويُعيد بناء الثقة بينه وبين نفسه.
التشجيع على التعبير: اسألوه عن رأيه في الأمور البسيطة، واحتفلوا بجرأته حتى إن أخطأ، لأن الجرأة هي الخطوة الأولى نحو الثقة.
منح فرص القرار: دعوه يختار ملابسه أو نشاطه المفضل، ودعوه يتحمل نتائج اختياره ضمن حدود آمنة، فهذا يعلمه المسؤولية تدريجياً.
تعزيز الإنجازات الصغيرة: امدحوا المحاولة نفسها وليس فقط النجاح؛ لأن القيمة الحقيقية في الجهد لا في النتيجة.
تجنّب المقارنة: لا تقارنه بإخوته أو أقرانه، فكل طفل يمتلك إيقاعه الخاص في التطور والنضج.

خامساً: خطوات لتقوية شخصية الطفل

بيئة أسرية آمنة

هذه الخطوات لا تبني شخصية قوية بين ليلة وضحاها، لكنها تؤسس لبيئة تربوية تُشعر الطفل بالثقة والأمان، وتمنحه أدوات مواجهة الحياة بشجاعة واتزان. وعلمياً بناء الشخصية القوية ليس مسألة وراثية، بل عملية تراكمية تبدأ منذ الطفولة المبكرة، إليك أهم هذه المقويات التي ينصح بها خبراء التربية وعلم النفس:
  • الاستماع الفعّال: اجعل من الحديث مع الطفل عادة يومية.
  • التشجيع على التعبير: شجّعه على وصف مشاعره بدل كبتها.
  • منح حرية القرار: درّبه على اتخاذ قرارات بسيطة تناسب عمره.
  • تعزيز الإنجازات الصغيرة: امدحه على محاولاته وجهوده.
  • تجنّب المقارنة: ركّز على تطوره الشخصي بدل مقارنة أدائه بغيره.
  • بيئة آمنة نفسياً: استخدم الحوار بدل العقاب، والتوجيه بدل الإهانة.
  • نموذج إيجابي: كن أنت المثال الأعلى في الثقة بالنفس واحترام الذات.

كيف تربين طفلاً واثقاً من نفسه؟ تابعي التفاصيل بالتقرير

همسة في أذن الآباء: القوة تبدأ من كلمة

طفل لا يشعر بالثقة بنفسه

تحسين أسلوب التربية ليس هدفه أن نُخرج أطفالاً بلا خوف أو أخطاء، بل أن نساعدهم على فهم أنفسهم والتعبير عنها بثقة.
كل كلمة نقولها، كل نظرة نوجّهها، يمكن أن تكون لبنة للطفل في بناء شخصية متوازنة أو شرخاً يصعب ترميمه لاحقاً.
القوة الحقيقية ليست في أن يكون الطفل مثالياً، بل في أن يتعلم كيف يقف من جديد بعد كل سقوط، وكيف يثق بنفسه حين يختلف مع الآخرين.
*ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
Advertisements

قد تقرأ أيضا