ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (أبوجا، القاهرة)
أعلنت نيجيريا، أمس، أنها سترحب بالمساعدة الأميركية في مكافحة الإرهاب شريطة احترام سيادة ووحدة أراضيها، وذلك رداً على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل العسكري في البلد الواقع بغرب أفريقيا. وأمس الأول، صرح ترامب بأنه طلب من وزارة الدفاع الاستعداد لعمل عسكري محتمل في نيجيريا إذا لم تتخذ إجراءات حاسمة لوقف الإرهاب.
وقال دانيال بوالا، مستشار الرئيس النيجيري: «نرحب بالمساعدة الأميركية طالما أنها تحترم وحدة أراضينا»، مضيفاً ستكون هناك نتائج أفضل في عزمنا المشترك على مكافحة الإرهاب. ورغم الإعلان عن مقتل، زعيم جماعة «بوكو حرام»، فإن التنظيم الإرهابي لا يزال يمثل تهديداً خطيراً لدول المنطقة، وبالأخص نيجيريا.
وقالت الباحثة في الشؤون السياسية والأفريقية، الدكتورة نورهان شرارة، إن مقتل زعيم «بوكو حرام»، يشكل ضربة قوية للجماعة الإرهابية، لكنه لا يعني نهايتها، إذ إن طبيعة هذه التنظيمات تقوم على بنية شبكية لا مركزية، مما يجعلها قادرة على إفراز قيادات بديلة بسرعة، مدعومة بولاءات أيديولوجية عابرة للحدود.
وأضافت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار الهجمات في ولاية «بورنو» يعكس لجوء التنظيم الإرهابي لتكتيكات إثبات الوجود بعد خسارته بعض القيادات، بهدف إبقاء نفوذه حاضراً، مشيرة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً ملحوظاً في قوة «بوكو حرام». ونوهت شرارة بأن الجماعة الإرهابية سيطرت بين عامي 2022 و2024 على عدد من جزر بحيرة تشاد، مما وفر لها مصادر تمويل وإمدادات مهمة، وزاد من قوتها اللوجستية، إضافة إلى أنها استغلت ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والتهميش السياسي والاجتماعي في المنطقة لتجنيد مقاتلين جدد.
من جانبه، أكد الباحث في شؤون التنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن «بوكو حرام» ليست مجرد جماعة محلية، بل قوة موازية للجيوش النظامية في دول المنطقة، موضحاً أن التنظيمات الإرهابية قادرة على تعويض خسائرها بفضل البيئة الأفريقية التي توفر لها مجندين وداعمين.
وأكد أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن انسحاب القوات الفرنسية والأميركية من بعض الدول الأفريقية فتح المجال أمام تمدد الجماعات المتطرفة، داعياً إلى إنشاء تحالف دولي جديد لمحاربة الإرهاب في أفريقيا، على غرار التحالفات التي تشكلت في مناطق أخرى من العالم.
وأشار إلى أن التحالف الجديد ينبغي أن يقدم دعماً سياسياً وعسكرياً وأمنياً للدول الأكثر عرضة لتهديدات الجماعات الإرهابية، مثل نيجيريا والكاميرون ومالي والنيجر وبوركينا فاسو والصومال، مشدداً على أن الخطر لم يعد محلياً بل إقليمياً ودولياً. وقال الباحث في شؤون التنظيمات المتطرفة، إن جماعة «بوكو حرام» لا تزال بعيدة عن الانهيار، رغم الضربات الأمنية التي تتعرض لها، إذ إن بنيتها الشبكية وسيطرتها على أراض وموارد عديدة تعزز قدرتها على البقاء.
وأضاف أن أي مقاربة لمواجهة الجماعة الإرهابية يجب أن تتجاوز البعد العسكري إلى معالجة جذور الأزمة، عبر التنمية وتوسيع مشاركة المجتمعات المحلية، بالتوازي مع بناء منظومة إقليمية أكثر فاعلية في مواجهة الإرهاب العابر للحدود.
