القاهرة - سامية سيد - كتب محمد الأحمدى

ذكر قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى مقال له بمجلة الكرازة المرقسية أن الألوان ليست مجرد ظواهر بصرية، بل تحمل معانى ودلالات عميقة ترتبط بالحياة والطبيعة والتاريخ والرموز، وتؤثر بعمق في النفس البشرية. جاء ذلك في مقاله الافتتاحي بعنوان "لغة الألوان" في عدد مجلة الكرازة الصادر بتاريخ 18 يوليو 2025.

وقال قداسة البابا إن الألوان تمثل واحدة من أبرز اللغات غير المنطوقة التي تعبر عن المشاعر والثقافات والعقائد، مشيرًا إلى أن اللون الأصفر على سبيل المثال يُعد من أكثر الألوان المثيرة للجدل والتفسيرات، إذ يربطه البعض بالفرح والنور، بينما يراه آخرون رمزًا للغيرة أو الغش أو حتى المرض، مثل شحوب الوجه واصفرار الجلد.

وتطرق البابا تواضروس إلى استخدامات اللون الأصفر في الحياة اليومية والفنية، لافتًا إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية تستخدم الألوان كرموز لاهوتية وروحية، ويظهر ذلك في الأيقونات والملابس الكهنوتية وتصميمات الكنائس. كما أشار إلى استخدام الألوان بكثافة في الأسفار المقدسة مثل سفر الرؤيا وسفر الخروج، مشددًا على أن اللون الأصفر ورد ذكره مرارًا في الكتاب المقدس، حاملاً معاني متنوعة بين الطهارة والمجد والضياء.

وأوضح قداسة البابا أن توافق الألوان يحمل أيضًا أبعادًا فنية وعلمية وروحية، قائلاً: "الألوان مثل الألحان، منها ما يتناسق وينسجم، ومنها ما يخلق نشازًا إذا ما اختلط بعشوائية". ودعا إلى ضرورة الانتباه لتأثير الألوان في التصميم الداخلي والملابس، وحتى في العلاج النفسي.

وأشار إلى أن المرأة تميل غالبًا إلى استخدام الألوان الدافئة والزاهية، بينما يفضل الرجال الألوان الهادئة والداكنة، موضحًا أن الفهم الواعي للون يساعد الإنسان على الارتقاء بذوقه وسلوكه وتقديره للجمال.

واختتم البابا تواضروس مقاله بالتأكيد على أن عالم الألوان عالم غني وعميق، يعكس قدرة الله الخالق في تنوع الطبيعة وتعبير الإنسان، داعيًا إلى التأمل في الألوان كأحد تجليات نعمة الحياة.