كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 2 نوفمبر 2025 11:11 صباحاً - فترة النفاس -علمياً- هي فترة تعافٍ جسدي ونفسي للأم بعد الولادة، وتتطلب اهتماماً خاصاً لاستعادة قوة الجسم، خاصةً مع حدوث تغيرات هرمونية وجسدية كبيرة. هذه الفترة تسمح للرحم بالعودة إلى حجمه الطبيعي وتمهد لشفاء للجروح، كما أنها ضرورية لبناء العلاقة بين الأم والطفل، كما أن توفير الراحة والدعم النفسي والتغذية الجيدة خلال هذه الفترة أمر بالغ الأهمية لضمان تعافي الأم بشكل صحي وسليم، والآن وبحثاً عن طرق لكيفية عناية الأم بنفسها في فترة النفاس التقينا والدكتورة هالة الشربيني أستاذة طب النساء والولادة.
فترة النفاس
تبدأ فترة النفاس من لحظة انتهاء عملية الولادة وحتى ستة أسابيع بعدها، وفيها تتعافى الأم من رحلة الحمل والولادة الشاقة، وتستعيد صحتها، وتبدأ أجهزة جسمها في العودة لحالتها الطبيعية، وهي فترة لا يجب الاستهانة بها؛ فهي المرحلة الأهم والأكثر إهمالاً في حياة الأمهات والرُضع، وعليك أن تتلقي الرعاية الصحية اللازمة، وتتابعي مع الطبيب فحص نبض القلب ودرجة الحرارة وضغط الدم ووضع الرحم.
نصائح مهمة للأم بعد الولادة تابعي تفاصيلها بالتقرير
أهمية فترة النفاس
تساعد على التعافي الجسدي
تساعد فترة النفاس الجسم على التعافي من الإرهاق الناتج عن عملية الولادة، وتسمح للرحم بالانكماش وعودة الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية.
تشفي الجروح
تمنح هذه الفترة الجروح، سواء كانت من الولادة الطبيعية أو القيصرية، الوقت الكافي للشفاء والالتئام بشكل سليم.
تحفزك على بناء علاقة بالطفل
تعتبر فترة النفاس ضرورية لبناء علاقة قوية بين الأم والرضيع من خلال الرضاعة الطبيعية والرعاية المباشرة.
تتيح لك التكيف النفسي
تحتاج الأم إلى دعم نفسي كبير خلال هذه الفترة لتجاوز التغيرات الهرمونية والمزاجية، وهذا يساعدها على التكيف مع دورها الجديد كأم.
نصائح سريعة للتعافي
- استمعي لجسدك، وتواصلي مع شريكك حول مشاعرك، ولا تترددي في طلب المساعدة إذا شعرتِ بالإرهاق أو الضغط النفسي.
- اهتمي بالنظام الغذائي؛ له دور رئيسي في استعادة الطاقة، وتعويض العناصر المفقودة، وتحفيز هرمون الحليب.
- تناولي الأطعمة الغنية بالحديد مثل الكبدة، السبانخ، العدس، لأنها تساعد في تعويض الدم المفقود.
- تناولي وجبات غذائية متوازنة وغنية بالفواكه والخضروات والبروتينات، وشجعي على شرب كميات كافية من السوائل.
- قومي بتجفيف الجسم برفق بعد الاستحمام باستخدام منشفة قطنية نظيفة.
- استحمي بماء فاتر للحفاظ على نظافة الجسم وانتعاشه، مع تجنب الماء الساخن جداً الذي قد يسبب دوخة.
- اعملي على ارتداء ملابس قطنية فضفاضة لتجنب التعرق والاحتكاك.
- وإذا لاحظتِ أي رائحة غير طبيعية أو ألم في منطقة الجرح بسبب الولادة؛ فعليكِ مراجعة الطبيب فوراً.
الراحة والنوم الكافي
- قلة النوم والإجهاد المستمر من التحديات الكبرى التي تواجه الأمهات الجدد، لذا احرصي على الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة، فجسدك يحتاج للشفاء.
- حاولي النوم خلال وقت نوم الطفل نفسه حتى وإن كانت فترات قصيرة.
- خصصي وقتاً يومياً للاسترخاء، ولو لمدة نصف ساعة فقط، عبر قراءة كتاب أو الاستماع لموسيقى هادئة.
- ابتعدي عن الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي قبل النوم لتجنب التوتر.
- الراحة ليست رفاهية، بل ضرورة لاستعادة طاقتك الجسدية والنفسية خلال مرحلة النفاس.
خطوات لتحسين الصحة النفسية
قد تعاني بعض الأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو أمر شائع بسبب التغيرات الهرمونية والضغوط الجديدة، لذلك من المهم جداً وجود خطة لكيفية اعتناء الأم بنفسها في فترة النفاس.
تحدثي بصراحة مع المقربين عن مشاعرك ولا تخفي القلق أو الحزن، ومارسي تمارين التنفس أو التأمل لبضع دقائق يومياً، واخرجي من المنزل في نزهات قصيرة لتجديد الطاقة.
ابتعدي عن الأشخاص السلبيين أو من يوجهون لكِ انتقادات، إن استمرت مشاعر الحزن أو فقدان الطاقة لأكثر من أسبوعين؛ فاستشيري طبيباً نفسياً، وتذكّري أن صحتك النفسية تنعكس مباشرة على علاقتك بطفلك، وكلما كنتِ أكثر هدوءاً، كان طفلك أكثر سعادة وراحة.
ممارسة الرياضة الخفيفة
تُعد التمارين البسيطة جزءاً مهماً من إجابة سؤال كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس، لكن بشرط أن تتم بإشراف الطبيب وبعد موافقته.
الرياضة بعد الولادة تنشط الدورة الدموية وتساعد على التخلص من التورم والاحتباس، كما تقلل من الشعور بالتوتر والاكتئاب.
تساهم في شد عضلات البطن والحوض تدريجياً، وتزيد من مرونة الجسم وتحسن المزاج.
يمكن البدء بتمارين التنفس، المشي البطيء، أو اليوغا الخفيفة، ثم التدرج في النشاط حسب قدرة الجسم.
المتابعة الطبية المنتظمة
لا تهملي الفحص الطبي بعد الولادة، فهو عنصر أساسي في معرفة كيف تعتني الأم بنفسها في فترة النفاس بطريقة صحيحة.
يُنصح بزيارة الطبيب بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الولادة؛ لفحص التئام الجرح أو الغرز، وقياس ضغط الدم ومعدل نبض القلب.
متابعة حالة الرحم ونزول الدم الطبيعي، صحة الثدي والتأكد من عدم وجود التهابات.
كما يجب على الطبيب تقييم الحالة النفسية للتأكد من عدم وجود مؤشرات لاكتئاب ما بعد الولادة.
التواصل الاجتماعي والدعم
العزلة بعد الولادة قد تزيد من التوتر والشعور بالوحدة، لذا من الضروري الحفاظ على تواصلك مع الآخرين.
لا تترددي في طلب المساعدة من الزوج أو الأسرة لتقليل الضغط النفسي والجسدي.
تحدثي مع أمهات أخريات لتبادل الخبرات، شاركي في مجموعات دعم الأمهات على الإنترنت.
اسمحي للأقارب المقربين بمساعدتك في رعاية الطفل.
وجود دعم نفسي واجتماعي قوي يسهم بشكل كبير في سرعة تعافيك وعودتك إلى حالتك الطبيعية.
*ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

