القاهرة - سمر حسين - صحة

أصبح العيش البني، أو ما يُعرف بالتوست الأسمر، أحد أبرز العناصر الغذائية ضمن أنظمة التخسيس والأكل الصحي، ويتهافت عليه من يسعون لفقدان الوزن أو تبني أسلوب حياة أكثر توازنًا، معتقدين أن التحول من الخبز الأبيض إلى العيش البني الخطوة المثلى نحو الصحة.
ويُصنَّف العيش البني كخيار أكثر صحية مقارنةً بالخبز الأبيض، نظرًا لاحتوائه على نسبة أعلى من الألياف والفيتامينات والمعادن، ويُصنع عادة من دقيق القمح الكامل غير المُكرر، ما يمنحه لونًا أغمق وقوامًا أكثر كثافة، وتكمن فائدته الأساسية في قدرته على تعزيز الشعور بالشبع، وتنظيم حركة الجهاز الهضمي، والمساهمة في خفض مستويات السكر في الدم.
ولكن لا يعني كونه صحيًا أن الإفراط فيه آمن أو مفيد، بل على العكس، يشير عدد متزايد من الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من العيش البني قد تترتب عليه مجموعة من الآثار السلبية على صحة الجسم.
الإفراط يهدد الجهاز الهضمي
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة ندى عبد العال، أخصائية التغذية العلاجية، لـ«الوطن»، إن العيش البني يحتوي على نسبة مرتفعة من الألياف، وهذا أمر جيد للجهاز الهضمي، ولكن إذا تم تناوله بكميات زائدة، فقد يؤدي إلى مشكلات مثل الانتفاخ والغازات، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي أو لديهم مشاكل هضمية مسبقة.
مادة الفيتات.. العائق الخفي لامتصاص المعادن
وأضافت أن من النقاط التي يجهلها الكثيرون أن القمح الكامل يحتوي على مادة تُدعى الفيتات (Phytates)، وهي مركبات تُعرف بتأثيرها السلبي على امتصاص بعض المعادن الهامة كالكالسيوم، والزنك، والحديد، ومع كثرة تناول العيش البني يوميًا دون تنويع غذائي، قد تظهر أعراض نقص في هذه العناصر، وهو ما قد يؤدي إلى فقر الدم أو ضعف العظام مع مرور الوقت.
وبحسب دراسة نُشرت في المجلة الدولية للتغذية السريرية، فإن الحمية التي تعتمد بشكل مفرط على الحبوب الكاملة قد تُضعف من كفاءة امتصاص المعادن، مما يستوجب توازنًا في الاختيارات الغذائية.
هل كل أنواع العيش البني مفيدة؟
من المخاطر الأخرى التي قد لا ينتبه إليها المستهلك، هي أن بعض أنواع التوست البني المتوفرة في الأسواق قد تكون معالجة صناعيًا، وتُضاف إليها مواد حافظة أو سكريات لتحسين الطعم والقوام، ما يجعلها أقل فائدة مما يُروَّج لها.
أضرار الإفراط في تناول العيش البني
وأوضحت خبيرة التغذية أن هناك أضرارا كثيرة ناتجة عن الإفراط في تناول العيش البني من بينها:
ضعف امتصاص المعادن، بسبب مركبات الفيتات التي تُعيق امتصاص الحديد والزنك والكالسيوم.
اضطرابات هضمية، مثل الانتفاخ، والغازات، والإمساك أحيانًا، خصوصًا مع قلة شرب المياه.
مشاكل في القولون، لمن لديهم حساسية تجاه الألياف أو أمراض مزمنة بالجهاز الهضمي.
زيادة غير ملحوظة في السعرات الحرارية، ففي حال كانت أنواع التوست تحتوي على سكريات أو دهون مخفية.
الاعتدال هو الأساس
وأوصت ببعض الإرشادات التي يجب اتباعها منها:
لا يجب أن تتجاوز الكمية اليومية من العيش البني 1-2 شريحة بالنسبة لمعظم الأفراد.
يُفضل اختيار الأنواع الطبيعية الخالية من السكر أو الإضافات الصناعية.
ينبغي تنويع مصادر الكربوهيدرات وتضمين الخضروات، والبقوليات، والحبوب الأخرى في النظام الغذائي.
تناول كميات كافية من المياه مع الألياف لتجنب اضطرابات الجهاز الهضمي.
