يرافق فصل الصيف تغييرات ملحوظة في نمط التغذية والسلوك اليومي تؤثر على صحة الجهاز الهضمي، وتزيد من احتمالية الإصابة بعسر الهضم، الذي يمثل تحديا للكثيرين بسبب تأثيره السلبي على الشعور بالراحة بعد تناول الطعام، ويعاني الأشخاص من أعراض متعددة تشمل الحموضة، الانتفاخ، والشعور بالثقل، وتزداد هذه الأعراض في الأجواء الحارة مع تناول الأطعمة الثقيلة أو غير المناسبة، وأكد الدكتور محمد عبد الرحمن، أخصائي التغذية العلاجية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن اعتماد مجموعة من الأطعمة الصيفية الصحية والطبيعية يمكن أن يشكل دورا أساسيا في التخفيف من أعراض عسر الهضم، والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي خلال الأشهر الحارة، وأشار إلى أن هذه الأطعمة توفر ترطيبا عاليا وأليافاً طبيعية تساعد على تسهيل حركة الأمعاء وتقليل الالتهابات الهضمية.

ماهية عسر الهضم وأعراضه

قال الدكتور محمد عبد الرحمن إن عسر الهضم يُعد حالة شائعة يعاني منها الكثيرون، خاصة مع تغير عادات الأكل أو في الفصول الحارة، ويتجلى عسر الهضم في مجموعة من الأعراض تشمل الشعور بالامتلاء والثقل بعد الأكل، الحموضة المعوية، الغثيان، وأحيانًا ألم في الجزء العلوي من البطن، وهذه الأعراض تحدث نتيجة بطء حركة المعدة في هضم الطعام أو التهاب الغشاء المخاطي المعدي، وقد تؤدي هذه الحالة إلى شعور مزعج يقلل من جودة الحياة اليومية.

وأضاف أن الوقاية والعلاج يمكن أن يكونا بسيطين في كثير من الحالات، إذ يكفي اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن أطعمة سهلة الهضم ومرطبة، فالأطعمة الصيفية الطبيعية تبرز كخيار ممتاز بسبب محتواها المائي والألياف التي تسهل عمل الجهاز الهضمي، وتقلل من حدة الأعراض المصاحبة لعسر الهضم.

سبع أطعمة صيفية تخفف عسر الهضم

وأوضح أن هناك سبعة أطعمة مميزة يجب على الجميع إدراجها في وجباتهم الصيفية لما لها من فوائد مباشرة على تحسين عملية الهضم وتقليل عسره، وهي:

• الخيار

يعتبر الخيار من أفضل الأطعمة الصيفية التي تساعد على ترطيب الجسم والمعدة، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الماء تصل إلى 95%، بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الخيار على ألياف قابلة للذوبان تساهم في تسهيل حركة الأمعاء وتنظيمها، مما يقلل من فرص الانتفاخ والحموضة.

• البطيخ

غني بالماء ومضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات وتساعد على تنقية الجهاز الهضمي، كما يساعد على تخفيف الشعور بالحموضة الناتجة عن عسر الهضم، بفضل تأثيره المرطب والمهدئ للمعدة.

• النعناع الطازج

يحتوي على مواد مهدئة للعضلات الملساء في الجهاز الهضمي، وهذا يساعد على تقليل التشنجات المعوية والتخلص من الغازات، وتناول النعناع على شكل شاي أو إضافته للسلطات يعزز من تأثيره الإيجابي على الهضم.

• الزبادي الطبيعي

مصدر غني بالبروبيوتيك، وهي بكتيريا نافعة تساعد على إعادة التوازن الميكروبي في الأمعاء، وتحسين عملية الهضم، وتقليل الانتفاخات والغازات، ويفضل تناول الزبادي الطبيعي بدون إضافات سكرية للحفاظ على فوائدها الصحية.

• الشمام 

يتميز بتركيبته الغنية بالماء والألياف، وهذا يسرع من مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي ويمنع الإمساك، كما يساهم في تقليل الشعور بالثقل الناتج عن عسر الهضم.

• الفاصوليا الخضراء

تعتبر مصدرا هاما للألياف الغذائية والمعادن التي تدعم صحة الأمعاء وتحفز حركة الأمعاء الطبيعية، وبالتالي تقلل من مشاكل عسر الهضم والانتفاخ.

• عصير الليمون مع الماء الدافئ

تناول كوب من الماء الدافئ مع عصير الليمون في الصباح يعزز من إفراز العصارات الهضمية، ويساعد في تنظيف المعدة وتحفيز الجهاز الهضمي للعمل بكفاءة أعلى، مما يقلل من أعراض عسر الهضم.

نصائح للوقاية من عسر الهضم

وتابع نصائحه قائلاً: «بالإضافة إلى تناول هذه الأطعمة، يجب الانتباه إلى بعض العادات الغذائية التي تساهم في تقليل عسر الهضم، مثل تناول وجبات صغيرة متكررة بدلاً من وجبات كبيرة، وشرب الماء بكميات كافية طوال اليوم لتجنب الجفاف، خاصة في الصيف، كما ينصح بتجنب الأطعمة الدهنية، الحارة، والمقلية، لأنها تزيد من حدة أعراض عسر الهضم».

وأوضح أن ممارسة الرياضة الخفيفة بعد تناول الطعام بمدة قصيرة تساعد على تحفيز حركة المعدة، والامتناع عن التدخين وتقليل التوتر النفسي، لأن هذه العوامل تؤثر سلباً على الهضم وتزيد من فرصة الإصابة بعسر الهضم.