اخبار العالم

غلاف "ذي إيكونومست": كيف يهدد ترامب وممداني بتمزيق عاصمة العالم؟

  • غلاف "ذي إيكونومست": كيف يهدد ترامب وممداني بتمزيق عاصمة العالم؟ 1/2
  • غلاف "ذي إيكونومست": كيف يهدد ترامب وممداني بتمزيق عاصمة العالم؟ 2/2

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: تستعد مدينة نيويورك، أكبر مدن أميركا، لصدام دراماتيكي وشيك بين قوتين سياسيتين راديكاليتين، في معركة ستكون المدينة "المسرح والضحية" لها، وفقاً لتحليل نشرته مجلة "ذي إيكونومست" البريطانية.

فمن جهة، يقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (79 عاماً) الذي يتوعد بـ"تقويم" مدينته الأم بعد الانتخابات، مهدداً بنشر المزيد من العملاء الفيدراليين وحجب أموال فيدرالية حيوية. ومن جهة أخرى، يستعد زهران ممداني (34 عاماً)، اليساري البارز، للفوز شبه المؤكد بمنصب عمدة المدينة في 4 نوفمبر، حاملاً وعداً ببرامج اجتماعية جديدة يدفع ثمنها الأثرياء.

ما هي أهمية نيويورك؟
هذه المعركة، بحسب "ذي إيكونومست"، تتجاوز حدود نيويورك. فالمدينة ليست مجرد رمز، بل هي محرك اقتصادي جبار لأميركا، باقتصاد يتجاوز 2.3 تريليون دولار (أكبر من اقتصاد كندا ويمثل 9% من إجمالي الاقتصاد الأميركي)، وهي مركز للمال والإعلام والتكنولوجيا والبحث الطبي.

كما أنها مركز قوة سياسية هائل. فمتبرعو نيويورك هم الأكثر سخاءً في الحملات الفيدرالية بعد واشنطن العاصمة. ويدير البيت الأبيض حالياً عدد كبير من أبناء نيويورك، من ترامب نفسه إلى مبعوثه للسلام ستيف ويتكوف ووزير التجارة هوارد لوتنيك. ويمثلها أيضاً زعيما الديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب، تشاك شومر وحكيم جيفريز، بالإضافة إلى الجيل الجديد الذي تقوده ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز.

أزمة "التفاحة الكبيرة"
لكن هذه القوة تأتي في وقت تتعرض فيه نيويورك لضغوط هائلة. نموذجها المالي، المعتمد بشكل خطير على شريحة الـ 1% من الأثرياء (الذين يدفعون 40% من ضرائب الدخل الشخصي)، بدأ ينهار مع رحيل بعضهم. في الوقت نفسه، أصبحت الحياة لا تطاق لسكانها العاديين؛ فمتوسط الإيجارات يبلغ ضعف المتوسط في أكبر 50 مدينة أمريكية، وتكلفة رعاية الأطفال تصل إلى 26 ألف دولار سنوياً (بارتفاع 40% في خمس سنوات).

ومع هذه القاعدة الضريبية الهشة، ستكافح ولاية نيويورك للحفاظ على برامج الرفاه والتعليم، التي تعتبر أصلاً أغلى بنسبة 72% لكل شخص مقارنة ببرامج ولاية تكساس.

صعود المتطرفين.. وغياب الحلول
آخر قائد جيد للمدينة، بحسب "ذي إيكونومست"، كان مايكل بلومبرغ، "عمدة كفؤ بسحر جدول البيانات". لكن سكان نيويورك اليوم يتوقون لسياسة مختلفة. فترامب نفسه فاز بنسبة تصويت عالية بشكل غير عادي في المدينة العام الماضي (37% في كوينز و27% في برونكس).

ومثله، يُعتبر ممداني "سيداً في التواصل"، يمتلك موهبة جعل الناخبين العاديين يشعرون بأنه يفهمهم. ففي الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، سحق ممداني الحاكم السابق الأشهر أندرو كومو. وحتى مواقفه المتطرفة، مثل انتقاده الحاد لإسرائيل والصهيونية، والتي كانت ستؤدي إلى إقصائه قبل بضع سنوات، أصبحت اليوم في نظر العديد من الناخبين "دليلاً على الأصالة".

خطة ممداني.. ووصفة الكارثة
تصف "ذي إيكونومست" خطط ممداني بأنها "سياسات عامة فظيعة". فهو يريد رعاية أطفال مجانية، حافلات مجانية، رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولاراً في الساعة، وتجميد إيجارات 2 مليون ساكن. ورغم أن هدف "القدرة على تحمل التكاليف" نبيل، إلا أن الأساليب مدمرة؛ فالحافلات المجانية ستصبح سيئة، والحد الأدنى للأجور سيطرد أصحاب العمل، وتجميد الإيجارات سيؤدي إلى ارتفاعها للآخرين.

لتمويل هذا، سيتعين على ممداني رفع الضرائب على الأثرياء، مما سيدفع المزيد منهم للهروب، وهذا بدوره سيجبر الحكومة على رفع الضرائب أكثر، في "دوامة موت مالية" كارثية، كل هذا دون المساس بالأسباب الحقيقية للغلاء (النقابات القوية، البيروقراطية المكلفة، والأنظمة المعقدة).

خطة ترامب.. التهديد الأخطر
في المقابل، يمثل ترامب خطراً "أكثر شراً وربما غير قانوني". فهو يهدد بوقف الأموال الفيدرالية (6.4% من ميزانية المدينة). ورغم أن القانون لا يسمح له بإلغاء أموال أقرها الكونغرس، إلا أنه قد يفعل ذلك، كما استخدم سابقاً الإغلاق الحكومي لتجميد 18 مليار دولار من أموال البنية التحتية.

كما أن تهديداته بتصعيد حملات الهجرة قد تثير اضطرابات واسعة، مما قد يمنحه ذريعة لإرسال الحرس الوطني.

وتحذر "ذي إيكونومست" من أن نيويورك، بدلاً من أن تكون مختبراً لحلول "براغماتية" (عملية) لمشاكل الإسكان والنقل والتعليم، أصبحت على وشك التحول إلى "ساحة قتال بين رجلين يحملان أفكاراً سيئة".

* أعدت "الخليج 365" التقرير عن موضوع غلاف "ذي إيكونومست" البريطانية: التقرير الأصل

Advertisements

قد تقرأ أيضا