ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد عاطف (رام الله، القاهرة)
قال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، صادق خضور، إن عودة الدراسة إلى مدارس قطاع غزة جارية فعلياً في إطار افتراضي، في حين تبقى العودة الكاملة إلى الصفوف الدراسية حلماً يتطلب وقتاً وجهداً وإمكانات ضخمة، لا سيما مع الدمار الواسع الذي طال المنشآت التعليمية بسبب الحرب التي استمرت على مدى عامين.
وأضاف خضور في تصريح لـ«الاتحاد»، أن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تحاول إعادة العملية التعليمية في غزة إلى مسارها الطبيعي عبر خطوات أولية، وسط العديد من التحديات الصعبة، مؤكداً أن ما لحق بالبنية التحتية التعليمية من دمار واسع يجعل من الصعب الحديث عن استئناف التعليم الوجاهي قريباً. وأشار إلى أن الوزارة بدأت مسحاً ميدانياً شاملاً لتقدير حجم الأضرار في المدارس والمباني التعليمية، وتحديد الأولويات في خطط إعادة الإعمار، موضحاً أن العودة إلى مقاعد الدراسة ستظل أولوية حتى في حالة اللجوء للخيام أو الوحدات المتنقلة، شريطة توفر الدعم اللازم من المؤسسات الأممية والدولية.
وذكر خضور أن قطاع غزة يواجه أزمة حقيقية في الفاقد التعليمي، نتيجة سنوات الحرب والانقطاع عن الدراسة، إذ لم يتمكن آلاف الطلاب من الالتحاق بأي نوع من التعليم، منوهاً بأن نحو 60 ألف طفل لم يلتحقوا بالصف الأول مطلقاً خلال العامين الماضيين، ويخوضون تجربة التعليم الافتراضي للمرة الأولى من دون أن يمروا بالتعليم الوجاهي، وهو ما يفرض تحدياً استثنائياً على المعلمين. وبيّن أن الوزارة اعتمدت خلال العامين الماضيين نظام الرزم التعليمية لتعويض ما فات الطلبة من مهارات ومعارف، لافتاً إلى أن أي خطة مستقبلية ستبنى على مبدأ التعويض التربوي، مع التركيز على المهارات الأساسية أكثر من الكم المعرفي. وأفاد بأن نحو نصف الطلبة المحرومين من التعليم عادوا إلى مسار شبه اعتيادي بفضل المدارس الافتراضية والمراكز التعليمية التي أُنشئت خصيصاً لهذا الغرض، مشيراً إلى أن 3000 معلم ومعلمة من الضفة الغربية أسهموا في إنقاذ المسيرة التعليمية بتقديم دروس إلكترونية متواصلة، سمحت بتغطية ما يعادل عامين دراسيين في عام واحد.
وطالب خضور الجهات المانحة بتخصيص جزء من شحنات المساعدات لصالح العملية التعليمية، من تجهيزات أساسية ووسائل تعلم ولوازم مدرسية، مؤكداً أن استئناف التعليم لا يقل أهمية عن الغذاء والدواء في حياة الأطفال الفلسطينيين، لافتاً إلى أن عودة التعليم في غزة ستكون مدروسة وتدريجية، بحيث يجري الموازنة بين الواقع الإنساني الصعب والحاجة إلى استمرار التعليم، مع إبقاء خيار التعليم الافتراضي مفتوحاً في المراحل الأولى من التعافي.
