اخبار العالم

الفاشر جوع وجثث

الفاشر جوع وجثث

تغرق مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، في مشهد دموي يعيد إلى الأذهان أسوأ فصول الإبادة الجماعية في الإقليم. منذ سقوط المدينة في يد قوات الدعم السريع، تحولت شوارعها إلى مسرح مفتوح للموت الجماعي، والإعدامات الميدانية، والاغتصاب الممنهج، بينما يواجه عشرات الآلاف من المدنيين مصيرًا غامضًا وسط غياب تام للحماية الإنسانية وانقطاع الاتصالات عن العالم الخارجي. وبينما تُظهر صور الأقمار الصناعية مقابر جديدة وآثار دمار شاسعة، تتعالى الأصوات الدولية مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، في وقت يبدو فيه أن دارفور تنزلق نحو هاوية جديدة من الكارثة.

مأساة إنسانية

وأكدت تقارير من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أن مقاتلي قوات الدعم السريع نفذوا عمليات قتل عرقي واسعة داخل الفاشر، استهدفت المدنيين على أساس الانتماء القبلي، وأسفرت عن مئات الضحايا بينهم نساء وأطفال. وأفادت مصادر طبية بأن أكثر من 450 شخصًا قُتلوا داخل أحد المستشفيات بعد اقتحامه، بينما واصلت الميليشيا عمليات التفتيش والنهب والاعتداء الجنسي.

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن قوات الدعم السريع تمنع المدنيين من الخروج من المدينة، وإن آلاف الأسر محاصرة دون طعام أو دواء، في ظل انهيار كامل للمرافق الصحية وانقطاع الإمدادات الإنسانية.

وأكدت شبكة أطباء السودان من جانبها وصول مئات النازحين من الفاشر إلى شمال السودان بعد رحلة محفوفة بالموت، محذّرة من أن الوضع المعيشي للنازحين يتدهور بسرعة، مع نقص حاد في المأوى والغذاء والمياه، وغياب الخدمات الصحية الأساسية.

صور فضائية

وكشف مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية عن صور ملتقطة بالأقمار الصناعية تُظهر مؤشرات قوية على استمرار القتل الجماعي داخل الفاشر ومحيطها.

ووفق التقرير، تم تحديد 31 موقعًا يُعتقد أنها تحتوي على جثث بشرية بين الأحياء السكنية والمناطق العسكرية والجامعية. وأضاف الباحثون أن «مؤشرات استمرار المذبحة واضحة للعيان»، مشيرين إلى أن جزءًا كبيرًا من السكان «قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون».

كما وثّقت الصور دمارًا واسعًا في البنية التحتية، وحرقًا ممنهجًا للمنازل والمستشفيات، بما في ذلك مستشفى الفاشر التعليمي الذي كان يأوي مئات الجرحى قبل اقتحامه.

المجتمع الدولي

وأثارت المجازر في دارفور ردود فعل دولية غاضبة، إذ دعا وزراء خارجية ألمانيا والأردن والمملكة المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وخلال قمة حوار المنامة للأمن، وصفت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر الوضع في الفاشر بأنه «مرعب وكارثي»، مشيرة إلى أن «القيادة والتعاون الدولي الذي حقق بعض التقدم في غزة، يفشل فشلاً ذريعًا في السودان».

وأضافت أن «النساء والأطفال يتحملون العبء الأكبر من أزمة إنسانية تُعد من الأشد في القرن الحادي والعشرين»، محذّرة من أن «أي قدر من المساعدات لن يغيّر شيئًا ما لم تصمت المدافع».

من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول إن الوضع في السودان «كارثي بكل تأكيد»، فيما أكد نظيره الأردني أيمن الصفدي أن السودان يشهد «أزمة إنسانية غير إنسانية» تستدعي تحركًا عاجلًا.

كما شدد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على ضرورة «تأمين ممرات إنسانية آمنة للمدنيين الفارين من الفاشر»، محذرًا من أن النازحين «يتعرضون للاختطاف والابتزاز أثناء محاولاتهم الهرب».

نزوح هائل

وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 65 ألف شخص فروا من الفاشر خلال أيام، بينما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين داخل المدينة المنكوبة التي كانت تؤوي قبل الهجوم الأخير نحو 260 ألف نسمة.

وتؤكد حكومة دارفور أن «الوضع في الفاشر كارثي والإعدامات الجماعية مستمرة»، مشيرة إلى أن مصير آلاف المدنيين لا يزال مجهولاً.

وفي ظل استمرار الهجمات، ناشدت تنسيقية النازحين في دارفور المجتمع الدولي الضغط على طرفي الصراع لوقف إطلاق النار، محذّرة من «كارثة إنسانية غير مسبوقة» في المنطقة، وداعية لتأمين ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات.

من جهتها، أعلنت بريطانيا أن التقارير الواردة من دارفور «مرعبة»، مؤكدة أن الفظائع التي تُرتكب في الفاشر «تمثل وصمة في جبين الإنسانية».

غياب الاتصالات

وجعل انقطاع الاتصالات والإنترنت الوصول إلى المدينة شبه مستحيل، مما أعاق توثيق الانتهاكات ومتابعة أوضاع الناجين.

وأكد شهود فرّوا من المدينة أن المسلحين نفذوا عمليات قتل أمام الأطفال، ونهبوا منازل المدنيين ومخازن المساعدات، فيما باتت جثث القتلى في الشوارع دون دفن.

وقال أحد الناجين: «من خرج من الفاشر لا يعرف إن كان سيصل حياً، ومن بقي فيها ينتظر دوره في الموت».

السيناريوهات القاتمة التي تنتظر الفاشر

• تصعيد الإبادة الجماعية مع غياب تدخل دولي حاسم.

• انهيار كامل للنظام الإنساني في دارفور نتيجة انقطاع الإمدادات ونزوح السكان.

• امتداد الصراع إلى ولايات مجاورة واحتمال انفجار نزاعات عرقية جديدة.

• تدويل الأزمة مع تصاعد الضغوط لإحالة الانتهاكات إلى المحكمة الجنائية الدولية.

• تحول الفاشر إلى مدينة أشباح بعد تدمير بنيتها ونزوح معظم سكانها.


كانت هذه تفاصيل خبر الفاشر جوع وجثث لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا