اخبار العالم

واشنطن وهانوي خطوات لتعزيز التعاون الدفاعي

واشنطن وهانوي خطوات لتعزيز التعاون الدفاعي

في زيارة وصفت بأنها اختبار جديد لمتانة العلاقات بين البلدين، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث خلال زيارته الرسمية إلى فيتنام على أهمية الشراكة الدفاعية القائمة على معالجة إرث حرب فيتنام، مشددًا على أن التعاون في هذا المجال يمثل «الأساس الثابت» للعلاقات الثنائية وأولوية إستراتيجية لإدارته.

إرث الحرب

جاءت زيارة هيجسيث بالتزامن مع مرور خمسين عامًا على نهاية حرب فيتنام وثلاثين عامًا على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهانوي، إضافة إلى مرور عامين على رفع مستوى العلاقات إلى شراكة إستراتيجية شاملة، وهو أعلى تصنيف دبلوماسي تمنحه فيتنام لأي دولة.

وأكد الوزير الأميركي في تصريحاته من هانوي أن استمرار الجهود المشتركة في إزالة آثار الحرب — من تنظيف القواعد الجوية من مادة الديوكسين إلى استعادة رفات المفقودين وإزالة الذخائر غير المنفجرة — يشكل ركيزة وجدانية وسياسية للعلاقات بين البلدين.

ومنذ تطبيع العلاقات عام 1995، أنفقت الولايات المتحدة ملايين الدولارات لدعم مشاريع التنظيف وإزالة السموم البيئية في مناطق كانت مسرحًا للعمليات العسكرية الأمريكية. إلا أن بعض البرامج تعرضت في السنوات الأخيرة لتراجع التمويل، مما تسبب في توقفٍ مؤقت لأعمال التنظيف قبل أن تُستأنف لاحقًا بجهود مشتركة.

الحذر السياسي

يرى محللون أن تمسك واشنطن وهانوي بهذه المشاريع ليس ذا بعد إنساني فحسب، بل هو أداة دبلوماسية حساسة لتوسيع نطاق التعاون الدفاعي.

وقال نجوين خاك جيانج، الزميل الزائر في برنامج دراسات فيتنام بمعهد «ISEAS – Yusof Ishak» في سنغافورة، إن الالتزام الأمريكي المستمر بهذه المشاريع من شأنه أن «يثبت استقرار العلاقات ويفتح المجال لتعاون أعمق في المجال الدفاعي»، مضيفًا أن هذه الجهود تمثل بالنسبة لواشنطن رمزًا للمسؤولية وحسن النية، بينما تمنح في المقابل لهانوي غطاءً سياسيًا يسمح بتعزيز الشراكات العسكرية مع خصم سابق دون إثارة التوتر الداخلي.

توازن فيتنامي

تأتي الزيارة في وقت حساس بالنسبة لفيتنام، إذ تحاول الموازنة بين علاقاتها التقليدية مع موسكو وتوسعها في التعاون مع واشنطن. فقد أجرى رئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام في أكتوبر زيارة إلى كوريا الشمالية هي الأولى من نوعها منذ ما يقرب من عقدين، بينما تشير تقارير إلى أن هانوي تدرس شراء 40 طائرة مقاتلة روسية من طراز سو-35، في خطوة قد تثير تساؤلات بشأن توجهاتها الدفاعية المستقبلية.

ورغم العقوبات الأميركية المفروضة على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا، نقلت إحدى الوكالات عن مصادر دبلوماسية أن روسيا وفيتنام تبحثان سبل الإبقاء على المعاملات المالية بينهما عبر آليات تتجاوز القيود الغربية.

لحظة اختبار

ويعتبر مراقبون أن هذه التحركات المتزامنة تمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى موثوقية الولايات المتحدة في نظر فيتنام، وسط قلق من تبدّل أولويات واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويرى جيانج أن «زيارة هيجسيث تعكس رغبة فيتنام المتأنية في تعميق العلاقات الدفاعية مع واشنطن، ولكن وفق شروطها الخاصة»، مشيرًا إلى أن هانوي تسعى للحفاظ على سياسة خارجية متوازنة تمنحها هامش مناورة أوسع بين القوى الكبرى.

وفي المحصلة، تُبرز الزيارة الأمريكية إلى هانوي واقعًا معقدًا: شراكة تتقدم بحذر بين خصمين سابقين، تحكمها ذاكرة الحرب وتغذيها المصالح الأمنية المشتركة، بينما تظل الثقة المتبادلة العنصر الأكثر حساسية في مستقبل التعاون الدفاعي بين واشنطن وفيتنام.


كانت هذه تفاصيل خبر واشنطن وهانوي خطوات لتعزيز التعاون الدفاعي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا