الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من برلين: بالتزامن مع دعوة المستشار الألماني فريديريش ميرتس، إلى إعادة لاجئين سوريين إلى بلادهم، وإلى ترحيلهم إذا لزم الأمر، على اعتبار أن «الحرب الأهلية في سوريا انتهت»، خرجت بعض الأصوات في القاهرة داعية إلى اتخاذ خطوات مماثلة بترحيل السوريين من مصر، والذين يبلغ عددهم 1.5 مليون أتوا إلى مصر منذ عام 2011 وعلى مدار السنوات الماضية بسبب عدم استقرار الأوضاع في سوريا.
واللافت في الأمر أن هذه المطالب ارتفع سقفها في مصر مع تصريحات أدلى بها الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع قبل أيام، واعتبرها مصريون مسيئة، على الرغم من أنها تم تحريفها، فقد أشار الشرع في تصريحاته إلى أن هناك بعض الدول العربية الناجحة التي تتخذ خطوات تنموية سريعة وهي دول الخليج على وجه التحديد.
فيما هناك بعض الدول الأخرى الأقل سرعة في تطورها، ولكنها تحقق بعض النجاحات أيضاً، ومنها مصر والعراق، وأثارت هذه التصريحات غضباً كبيراً في مصر على المستويات الشعبية تحديداً، وتم التعبير عن ذلك عبر منصات السوشيال ميديا، وقال البعض إنه كان يتوجب على الشرع عدم استدعاء مصر أو العراق في مقارنات، وأشاروا إلى أنه في حال كان قد اكتفى بالإشادة بالدول الخليجية فقط، لكان الأمر منطقياً وواقعياً، دون استدعاء دول اخرى في سياق مقارنات دون سبب منطقي.
مصريون يرفضون دعوات الترحيل
وقد قوبلت دعوات ترحيل السوريين من مصر، والتي أثيرت بقوة على خلفية تصريحات الشرع الجدلية والمحرفة في آن واحد، برفض كبير من الشارع المصري أيضاً، على اعتبار أن النخب الحاكمة ومشاكل السياسة لا يجب أن تكون لها علاقة بالجانب الإنساني، وغرد مصريون بأن أبناء سوريا الذين يعيشون في مصر هم أخوة وأشقاء ولديهم نجاحاتهم في التجارة والاستثمار، كما صنفهم مصريون بأنهم ليسوا لاجئين، ومن ثم فلا يوجد ما يبرر المطالب بترحيلهم، فضلاً عن أن عدداً كبيراً منهم لديهم اقامات نظامية في مصر.
السوريون في مصر
وفقاً لتقديرات ومرجعيات عالمية فإن مصر يعيش بها حوالي 1.5 مليون سوري، وصل معظمهم بعد عام 2011، إلا أن التغييرات السياسية الأخيرة خلقت صعوباتٍ في الحصول على الإقامة.
ويعيش معظم السوريين في المناطق الحضرية والمدن، وهم مندمجون في المجتمع المصري بشدة، ويعمل الكثير منهم في القطاع غير الرسمي بسبب القيود المفروضة على التوظيف الرسمي.
كما أسس السوريون أعمالًا تجارية في قطاعات مختلفة، مساهمين في الاقتصاد المصري، وحققوا نجاحات لافتة، إلا أن الكثيرين منهم يواجهون وضعًا اقتصاديًا هشًا بسبب تقلبات أسعار الصرف في مصر، وارتفاع تكاليف تجديد تصاريح الإقامة، وارتفاع الأسعار ومستويات الحياة في مصر مقارنة بفترات سابقة كانت فيها مصر أكثر استقراراً وأقل تضخماً.
ألمانيا.. ماذا ستفعل مع اللاجئين السوريين؟
وكان وزير خارجيته يوهان فاديفول قد بدا الخميس أكثر تحفظاً أثناء زيارته دمشق، حيث أشار إلى أنّ عودة السوريين إلى بلادهم ليست «ممكنة إلا على نطاق محدود للغاية؛ لأنّ جزءاً كبيراً من البنى التحتية في البلاد مدمّر» بعد 13 عاماً من الحرب.
وقوبلت تحفظاته بانتقادات عدد كبير من أعضاء حزب المحافظين الذي ينتمي إليه هو وميرتس، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال ميرتس خلال زيارته هوسوم في شمال ألمانيا: «لم يعد هناك أي سبب لطلب اللجوء في ألمانيا»، معتبراً أنّه بات بالإمكان البدء بعمليات إعادة السوريين إلى بلادهم.
وأشار إلى أنّه «دعا الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى ألمانيا لمناقشة كيفية حلّ هذه المسألة معاً».
وأوضح المستشار الألماني أنّ «هذا البلد يحتاج الآن إلى كل قواه، وخصوصاً من السوريين، لإعادة بنائه. ولهذا السبب سيعود الكثير من الأشخاص إلى بلدهم طواعية».
وأضاف: «هؤلاء الذين يرفضون العودة إلى بلدهم، يمكننا ترحيلهم بالطبع».
وفي بداية يوليو (تموز)، أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنّها تسعى لطرد السوريين مرتكبي الجنح والجرائم.
ويعيش نحو مليون سوري في ألمانيا، معظمهم وصلوا خلال موجة الهجرة الكبرى بين عامي 2015 و2016.
ولكن بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، أعلنت دول أوروبية عدة من بينها ألمانيا تجميد إجراءات طلب اللجوء.
