ضغوط أمريكية

وجاءت المحادثات في ظل ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية على كييف للانخراط في اتفاق سلام بوساطة واشنطن، بالتوازي مع جهود أوروبية لدعم موقف أوكرانيا التفاوضي. وشارك في الاجتماعات المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب، ستيف ويتكوف، إلى جانب جاريد كوشنر ومسؤولين أوروبيين، حيث استمرت الجلسات نحو 90 دقيقة، بعد اجتماع مطول دام خمس ساعات في اليوم السابق.

ولم يصدر تعليق رسمي مفصل عقب انتهاء الجولة، غير أن الحكومة الأمريكية تحدثت عن «تقدم كبير»، دون الكشف عن طبيعة هذا التقدم أو مدى انعكاسه على القضايا الخلافية.

عقدة الأراضي

وتظل السيطرة على منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا إحدى أبرز العقبات أمام أي تسوية محتملة، إذ تسيطر القوات الروسية على معظمها، بينما ترفض كييف التخلي عن أي جزء من أراضيها. وفي المقابل، يشترط الكرملين انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق المتبقية في دونيتسك كمدخل أساسي لتحقيق السلام.

وأبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده للتخلي عن مساعي الانضمام إلى حلف الناتو، شريطة الحصول على ضمانات أمنية غربية ملزمة قانوناً، ومكفولة من قبل الكونجرس الأمريكي، بما يضمن أمن أوكرانيا على المدى الطويل.

الموقف الروسي

ومن جانبه، جدّد الكرملين رفضه القاطع لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً للأمن القومي الروسي وأحد الأسباب الرئيسية لشن الحرب في فبراير 2022. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن موسكو تتوقع إحاطة من الجانب الأمريكي بشأن نتائج محادثات برلين.

وأضاف بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين منفتح على السلام، لكنه يرفض أي مقاربات تهدف إلى كسب الوقت أو المماطلة، مشدداً على صعوبة تحديد إطار زمني لإنهاء الحرب، ونافياً وجود نوايا روسية لمهاجمة دول أوروبية أخرى.

مواقف أوروبية

وفي السياق الأوروبي، شددت ألمانيا على أن الضمانات الأمنية ستكون العامل الحاسم في إنهاء الحرب ومنع تجددها. وقال المتحدث باسم المستشار الألماني إن مسألة الأمن ستحدد ما إذا كان وقف القتال دائماً أم مؤقتاً.

وفي لندن، حذرت رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني من أن السلوك الروسي يعيد صياغة قواعد الصراع العالمي، ويخلق تحديات أمنية متزايدة التعقيد، ووصفت روسيا بأنها قوة توسعية تفرض مخاطر غير قابلة للتنبؤ.

تصعيد متواصل

وتزامنت المحادثات السياسية مع استمرار العمليات العسكرية، حيث أعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 153 طائرة مسيرة خلال ليلة واحدة، تم تحييد معظمها، فيما أصابت أخرى أهدافاً داخل الأراضي الأوكرانية.

وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية، بينها عدد فوق موسكو، ما أدى إلى تعليق مؤقت للرحلات الجوية في مطارين بالعاصمة الروسية كإجراء احترازي، دون الإعلان عن حجم الأضرار أو الخسائر.

أبرز مستجدات انتهاء المحادثات:

• استمرار الخلاف حول مستقبل الأراضي الشرقية

• غياب اتفاق نهائي بشأن الضمانات الأمنية

• تباين المواقف حول دور حلف الناتو

• تواصل العمليات العسكرية رغم المسار التفاوضي