اخبار العالم

تحذيرات من انعدام حاد بالأمن الغذائي في السودان

تحذيرات من انعدام حاد بالأمن الغذائي في السودان

ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (القاهرة)

يواجه السودان واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، في ظل استمرار الحرب الأهلية وتراجع المساعدات الدولية، مما فاقم أزمة الأمن الغذائي ووسّع رقعة المجاعة.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد شدد على أن السودان يعاني أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يواجه أكثر من 21 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي أو ما هو أسوأ. 
كما أوضحت منظمة الصحة العالمية، أن السودان يسجل معدلات وفيات تُعد من الأعلى عالمياً، في ظل تدهور الأوضاع الصحية وانتشار أمراض سوء التغذية.

وقال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية: إن استمرار الحرب في السودان أدى إلى اتساع موجات النزوح واللجوء، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وظهور أزمة حقيقية في الغذاء نتيجة توقف الأنشطة الزراعية والإنتاجية، ونقص السلع الأساسية، وتراجع الحركة التجارية في مناطق النزاع. 
وأضاف حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذه العوامل مجتمعة عمّقت الأزمة ودفعت بالملايين إلى حافة الجوع، مشيراً إلى أن نقص الغذاء انعكس مباشرة على الوضع الصحي، متسبباً في انتشار واسع للأمراض، وعلى رأسها أمراض سوء التغذية، موضحاً أن بيانات الأمم المتحدة صادمة، إذ إن نحو 30 مليون شخص في السودان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية شاملة. وأكد أن الحرب لا تزيد فقط من معاناة السودانيين في مجالات الصحة والغذاء والإيواء، بل تفرض كذلك عراقيل جسيمة أمام المساعدات الإنسانية الدولية، التي تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى مستحقيها بسبب استمرار العمليات العسكرية وغياب الممرات الآمنة.
وشدد حليمة، على أن مواجهة المجاعة لا تقتصر على تقديم الإغاثة، بل تتطلب تسوية شاملة للأزمة السودانية، منوهاً بأن ذلك يجب أن يتواكب مع مسار إنساني يعالج الأوضاع المتدهورة بشكل كامل، ويلزم المجتمع الدولي بتعهداته، من خلال عقد مؤتمرات دعم بمشاركة الدول المانحة. ودعا إلى مسار سياسي يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة من الكفاءات، تمهد لانتخابات حرة ونزيهة تؤسس لنظام حكم مدني ديمقراطي، إلى جانب مسار لإعادة البناء والإعمار، بدعم من المجموعة الرباعية الدولية.
من جانبها، شددت الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشؤون السياسية والأفريقية، على أن الحرب لم تقتل السودانيين بالسلاح فقط، بل حوّلت الغذاء إلى سلاح فتاك، معتبرة أن تفشي المجاعة هو نتيجة حتمية لعوامل صنعتها الحرب. 
وأوضحت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن توسع المعارك لتشمل ولايات الجزيرة وسنار وكردفان، التي تمثل سلة غذاء السودان، أدى إلى تعطل المواسم الزراعية وفشل الحصاد وتدمير الإنتاج المحلي، مشيرة إلى أن تدمير الجسور، واستهداف القوافل التجارية، وإغلاق الطرق، شلّ سلاسل الإمداد، وتسبب في ندرة السلع وارتفاع أسعارها بشكل يفوق قدرة السكان، الذين فقد كثير منهم مصادر دخلهم، مشيرةً إلى تعرض مخازن الغذاء والأسواق والمرافق الإنسانية للنهب والتدمير الممنهج، مما جرد المجتمعات من مخزونها الاستراتيجي.
وأكدت شرارة، أن الحل يبدأ بوقف فوري لإطلاق النار، بوصفه المدخل الجذري لعودة المزارعين إلى حقولهم واستعادة الدورة الاقتصادية، إلى جانب فتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة وغير مشروطة، خاصة عبر معبر «أدري» من تشاد، ومعابر جنوب السودان، وخطوط التماس من بورتسودان إلى دارفور والخرطوم والجزيرة.

تحييد العمل الإنساني
دعت الباحثة في الشؤون الأفريقية إلى تحييد العمل الإنساني، ورفع القيود البيروقراطية والأمنية عن المنظمات الإغاثية، وضمان عدم استهداف عمال الإغاثة أو استخدام المساعدات كورقة ضغط، لافتةً إلى أن العالم يقف أمام اختبار أخلاقي حقيقي تجاه السودان، مطالبة بسد العجز التمويلي فوراً، والوفاء بتعهدات الدول المانحة، وممارسة ضغط سياسي دولي وأفريقي لوقف الحرب، إلى جانب دعم دول الجوار المستضيفة للاجئين التي تتحمل أعباءً تفوق قدراتها.

Advertisements

قد تقرأ أيضا