الارشيف / أخبار مصر

البابا يرسم شجرة حياة بروح الشباب فى لحظة رمزية بملتقى لوجوس بالكاتدرائية المرقسية

  • البابا يرسم شجرة حياة بروح الشباب فى لحظة رمزية بملتقى لوجوس بالكاتدرائية المرقسية 1/2
  • البابا يرسم شجرة حياة بروح الشباب فى لحظة رمزية بملتقى لوجوس بالكاتدرائية المرقسية 2/2

شكرا لقرائتكم خبر عن البابا يرسم شجرة حياة بروح الشباب فى لحظة رمزية بملتقى لوجوس بالكاتدرائية المرقسية والان مع تفاصيل الخبر

القاهرة - سامية سيد - كتب: محمد الأحمدى

الثلاثاء، 29 يوليو 2025 12:13 م

داخل إحدى قاعات ملتقى "لوجوس" العالمى، حيث تجتمع وجوه شابة من قارات شتى، كان المشهد مختلفًا، فلم يكن خطابًا رسميًا، ولا عظة تقليدية، بل كان فعلًا بسيطًا، مفعمًا بالمعنى: قداسة البابا تواضروس الثاني ينحنى قليلًا، يرسم ورقة خضراء على شجرة بيضاء، وسط ابتسامات الشباب والتفافهم حوله كأب حقيقى.

الورقة التى رسمها البابا لم تكن مجرد لون على ورق، بل كانت رسالة صامتة تقول: "أنا معكم، جزء منكم، والشجرة لا تكتمل إلا بكم". في تلك اللحظة، ذابت المسافات بين الأجيال، وسقطت الحواجز بين الرمز الدينى والمستمع، لتتجلى أبوة صادقة، اختارت أن تعبّر عن نفسها بالرسم لا بالكلمات.

الشجرة التى امتلأت بالأوراق المرسومة لم تكن لوحة فنية بقدر ما كانت مرآة تعكس شكل الكنيسة التي يحلم بها الشباب: متجددة، متنوعة، تحتضن الجميع ولا تُقصى أحدًا، وفى قلبها، يقف البابا لا كقائد فحسب، بل كجذر يغذي أغصانها بالحنان والاستماع.

وفى مشهد قد يمر سريعًا على البعض، كانت روح البابا تتحدث بلغة لا تُدرَّس في المعاهد اللاهوتية، بل تُكتسب من سنوات الأبوة والخدمة والتأمل، وهى لغة المشاركة، والبساطة، والانحناء من أجل الآخر.

هكذا رسم البابا ورقته، وهكذا تستمر الكنيسة في النمو: بورقة من قلب محب، وابتسامة صادقة، وإيمان لا يعرف الجدران، بل يعبرها ليلتقي بشباب ينتظر فقط من يقول له: "مكانك محفوظ.. فى القلب وفى الشجرة".


البابا تواضروس الثانى يشارك فى رسم شجرة 

من مصنع الأدوية إلى رهبنة الدير ثم إلى كرسي مارمرقس، مضى البابا تواضروس الثاني في رحلة روحية وعلمية طويلة، بدأت قبل ٣٧ عامًا عندما ترك العالم وراءه ودخل دير الأنبا بيشوي، وهناك بدأت ملامح "عطية الله" تتضح أكثر فأكثر.

وتحل يوم الخميس المقبل الموافق 31 يوليو الجاري، ذكرى رهبنة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث ترهب باسم الراهب ثيؤدور الأنبا بيشوي في 31 يوليو 1988، بعد عامين من التحاقه بالحياة الرهبانية بدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون في 20 أغسطس 1986، قادمًا من حياة علمية ومهنية حافلة، تاركًا منصبه كمدير لأحد مصانع الأدوية.

وُلِد البابا تواضروس – واسمه العلماني وجيه صبحي باقي سليمان – في 4 نوفمبر 1952 بمدينة المنصورة، في أسرة قبطية متدينة، وكان أبوه مهندسًا وأمه ربة منزل، وله شقيقتان. تربى في بيت يرتبط بالكنيسة، وتخرج في كلية الصيدلة عام 1975، ثم حصل على دبلومة الصيدلة الصناعية عام 1979، ودرس مراقبة الجودة في تصنيع الدواء بمستشفى تشرشل بجامعة أوكسفورد بإنجلترا عام 1985، ثم نال زمالة منظمة الصحة العالمية WHO.

لكن الشغف الأعمق كان في العلوم الروحية، فحصل على شهادة اللاهوت عام 1983 من الكلية الإكليريكية بالإسكندرية، وواصل دراسته ليكتسب خبرة في الإدارة الكنسية بمعهد هاجاي بسنغافورة عام 1999. كما منحته جامعة بني سويف الدكتوراه الفخرية عام 2015 تقديرًا لدوره في تعزيز السلم الاجتماعي.

بعد رهبنته، خدم البابا تواضروس ككاهن في إيبارشية البحيرة ومطروح، ثم سيم أسقفًا عامًا في 15 يونيو 1997، حيث خدم الشباب وكان مسؤولًا عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس، إلى أن جاء اختياره بطريركًا في 4 نوفمبر 2012 – مصادفةً في يوم عيد ميلاده الستين – بالقرعة الهيكلية، ليكون البطريرك رقم 118 في سلسلة بطاركة الكرازة المرقسية.

ومنذ جلوسه على الكرسي البابوي في 18 نوفمبر 2012، حمل البابا تواضروس شعارًا يتجسد في كل خطواته: «المحبة لا تسقط أبدًا» (1 كو 13: 8). وهو الشعار الذي اختاره ليكون مفتاح خدمته، مدفوعًا بإيمانٍ عميق وحكمة متزنة، جعلته حاضرًا بقوة في القضايا الوطنية والروحية، ومُرحبًا به في المحافل الدولية والكنسية.

يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقعنا عبر

Advertisements