الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | ”كيوتو المحتلة“: كتاب جديد يستعرض مصير المواقع التاريخية بعد الحرب

  • اليابان | ”كيوتو المحتلة“: كتاب جديد يستعرض مصير المواقع التاريخية بعد الحرب 1/2
  • اليابان | ”كيوتو المحتلة“: كتاب جديد يستعرض مصير المواقع التاريخية بعد الحرب 2/2

تاريخ اليابان 15/06/2025

ما الذي حدث فعلاً لمواقع كيوتو الشهيرة بعد استسلام اليابان؟ في كتاب جديد مثير، يتم الكشف عن فصلٍ غير معروف على نطاق واسع من تاريخ المدينة، حيث نُسلّط الضوء على الكيفية التي استولت بها سلطات الاحتلال على عدد من أبرز معالم كيوتو بعد الحرب العالمية الثانية، محوّلةً بعضها إلى مقرات عسكرية أو مساكن للقادة الأجانب. هذه القصة تسلط الضوء على صراع الهوية والذاكرة في مدينةٍ نجت من القصف، لكنها لم تسلم من التغيير.

استهداف القصر الإمبراطوري وحدائقه في كيوتو

من أبرز ما يلفت الانتباه في كتاب أكيو ساتوكو بعنوان ”كيوتو المحتلة: الحقيقة حول عام 1945“ ما رواه الكاتب عن الأسباب والظروف التي أدت إلى الاستيلاء على مواقع شهيرة وتاريخية في المدينة إبان احتلال اليابان من قبل قوات الحلفاء في فترة ما بعد الحرب، إضافة إلى المعارضة الشديدة التي أبداها مسؤولو بلدية كيوتو وزعماء دينيون تجاه خطط سلطات الاحتلال. وفيما يلي بعض الأمثلة على المواقع التي شملتها أوامر الاستيلاء.

تمتاز كيوتو بشوارعها العريضة التي يمتد الكثير منها من الشمال إلى الجنوب، ويصل عرض بعضها إلى 50 مترا. وقد جرى إخلاء المساكن المحاذية لهذه الطرق بالقوة خلال الحرب، بهدف منع امتداد الحرائق إلى القصر الإمبراطوري في كيوتو. وتحول أحد هذه الطرق (شارع هوريكاوا) بعد الحرب إلى مدرج لطائرات القوات الأمريكية الصغيرة، إذ لم يكن في كيوتو مطار آنذاك.

وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 1945، أصدرت سلطات الحلفاء المحتلة للبلاد توجيها يقضي بإنهاء الدعم الحكومي الرسمي للديانة الشينتوية. ولكن المعابد الشينتوية لم تُمس في أنحاء البلاد، حيث تُرك للناس حرية العبادة فيها إن رغبوا. وبذلك نجا المعبد الرئيسي في هييان جينغو، لكن المباني المحيطة به تمت مصادرتها، حيث تحولت المنطقة إلى ما سمي لاحقا ”قرية أمريكية“.

ومن بين المباني الأخرى التي استولت عليها قوات الاحتلال متحف كيوتو التذكاري لفنون اعتلاء العرش، الذي شُيد تخليدا لذكرى تنصيب الإمبراطور شووا (هيروهيتو)، وهو اليوم متحف مدينة كيوتو كيوسيرا للفنون. استُخدم المبنى كمقر إقامة ومستشفى لجنود الاحتلال. وحُوّلت قاعة للفنون القتالية إلى نادٍ لضباط الصف، في حين حُوّل نصف حديقة حيوان مدينة كيوتو إلى موقف سيارات، واستُخدمت مبانٍ أخرى لتخزين الأسلحة والمعدات.

كان القصر الإمبراطوري – حيث عاشت أجيال من الأباطرة – والحدائق المحيطة به في مرحلة ما معرضين أيضا لأن يصبحوا ضمن الممتلكات المصادرة. كانت سلطات الاحتلال تبحث عن قطعة أرض واسعة لبناء منازل لـ 245 عائلة، لكن سكان كيوتو لم يتقبلوا فكرة تسليم القصر الإمبراطوري، وإن كان الأباطرة قد انتقلوا للإقامة في طوكيو منذ القرن التاسع عشر. وبعد مفاوضات طويلة، قبلت سلطات الاحتلال عرضا بمنحهم أرضا في حدائق كيوتو النباتية بدلا من ذلك.

من المرجح أن هذا القرار تأثر بتصريح القائد الأعلى لقوات الحلفاء الجنرال دوغلاس ماك آرثر، بعد لقائه بالإمبراطور هيروهيتو في أواخر سبتمبر/أيلول عام 1945، بأن النظام الإمبراطوري سيبقى قائما. إلا أن تهيئة موقع الحدائق النباتية قد أسفرت عن قطع أكثر من ثلاثة أرباع الأشجار الموجودة هناك، والتي تجاوز عددها 25 ألف شجرة.

آلهة أم الغولف؟

كان قائد سلطات الاحتلال في كيوتو من مُحبي الغولف، وقد سعى لتحويل معبد كاميغامو، أقدم معابد الشنتو في كيوتو، إلى ملعب للغولف. علم مسؤولو المعبد بذلك عندما استُدعوا إلى مكتب إدارة محافظة كيوتو في سبتمبر/أيلول عام 1946. أُبلغوا حينها أن الموقع المقترح لإنشاء الملعب هو جبل كوياما المقدس، حيث يُعتقد أن إله المعبد قد نزل إلى الأرض، وحيث يُقام طقس ”مياري“، وهو أهم شعائر مهرجان أوي التابع للمعبد.

عارض المعبد هذا المشروع، لكن أعمال البناء بدأت رغم ذلك في أكتوبر/تشرين الأول. وفي نهاية المطاف، تم إلغاء المشروع بعد اعتراض الحكومة المركزية، لكن بحلول ذلك كان قد جرى قطع 4000 من الأشجار المقدسة التابعة للمعبد، ولم يتبق منها سوى أقل من النصف. إلا أن القائد لم يتراجع، فبعد عامين حصل أخيرا على ملعبه، وقد شُيد على أرض يملكها المعبد، إضافة إلى غابة تجريبية تابعة لكلية الزراعة في جامعة كيوتو، وأراض مملوكة ملكية خاصة. وهذا الملعب هو ما يُعرف اليوم باسم نادي كيوتو للغولف.

لم يسلم صميم الثقافة التقليدية في كيوتو من ويلات الحرب. ففي مارس/آذار عام 1944، صدر أمر بإغلاق جميع أحياء الغيشا في البلاد، وتم تكليف أصحاب بيوت الشاي أوكامي والغيشا وخدم الغرف ناكاي بالعمل في دعم المجهود الحربي. وتحول مسرح ”كابورينجو“ في غيون، حيث تتدرب الغيشا الشابات وتُقام عروض ”مياكو أودوري“ الراقصة، إلى مصنع لأطقم الأسنان، بينما صُنعت قنابل البالونات في قاعة ”ياساكا كايكان“ المجاورة. وخلال فترة الاحتلال، استُخدم ”كابورينجو“ كقاعة للرقص تابعة للقوات الأمريكية، ولم يُعد المبنى إلى غيون إلا في عام 1951.

واليوم، وبعد مرور 80 عاما على نهاية الحرب، لا يزال كبار السن في كيوتو يتذكرون هذه الحقبة المظلمة من تاريخ المدينة، رغم أن مثل هذه القصص تكاد تكون مجهولة لدى اليابانيين والزوار الأجانب على حد سواء. ومع ذلك، يبقى من المثير للاهتمام اكتشاف الحكايات الكامنة خلف كل واحد من هذه الفصول.

”كيوتو سينريو: 1945 نين نو شينجيتسو (كيوتو المحتلة: الحقيقة حول عام 1945)“

بقلم أكيو ساتوكو
دار النشر شينتشوشا في ديسمبر/كانون الأول 2024
ISBN: 978-4-10-611070-2

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: برج ياساكا الخشبي في كيوتو في الليل. © بيكستا)

الحرب العالمية الثانية الحرب العالمية الأولى تاريخ اليابان

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | ”كيوتو المحتلة“: كتاب جديد يستعرض مصير المواقع التاريخية بعد الحرب لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا