اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | هل خرجت أزمة الدببة في اليابان عن السيطرة؟ ولماذا ارتفع عدد الضحايا؟

  • اليابان | هل خرجت أزمة الدببة في اليابان عن السيطرة؟ ولماذا ارتفع عدد الضحايا؟ 1/7
  • اليابان | هل خرجت أزمة الدببة في اليابان عن السيطرة؟ ولماذا ارتفع عدد الضحايا؟ 2/7
  • اليابان | هل خرجت أزمة الدببة في اليابان عن السيطرة؟ ولماذا ارتفع عدد الضحايا؟ 3/7
  • اليابان | هل خرجت أزمة الدببة في اليابان عن السيطرة؟ ولماذا ارتفع عدد الضحايا؟ 4/7
  • اليابان | هل خرجت أزمة الدببة في اليابان عن السيطرة؟ ولماذا ارتفع عدد الضحايا؟ 5/7
  • اليابان | هل خرجت أزمة الدببة في اليابان عن السيطرة؟ ولماذا ارتفع عدد الضحايا؟ 6/7
  • اليابان | هل خرجت أزمة الدببة في اليابان عن السيطرة؟ ولماذا ارتفع عدد الضحايا؟ 7/7

عندما نسمع عبارة ”كارثة طبيعية“ يتبادر إلى أذهاننا فورًا الزلازل، البراكين، السيول، وما شابهها من غضب الطبيعة المعتاد. لكن اليابان، التي لا تكف عن مفاجأتنا في كل شيء، تواجه في الآونة الأخيرة نوعًا مختلفًا تمامًا من الكوارث: هجمات شرسة ومتكررة من الدببة أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين، خصوصًا في محافظات توهوكو الشمالية. تحوّلت هذه الهجمات إلى مصدر ذعر حقيقي للسكان المحليين، واستنفار دائم لقوات الشرطة والحكومات المحلية، التي وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع تهديد بريّ يتجوّل على مشارف القرى والبلدات، بدل أن يكون بعيدًا في أعماق الجبال والغابات.

وفيات وإصابات بسبب الدببة

تشهد اليابان ارتفاعاً كبيراً في عدد مشاهدات الدببة ووتيرة هجماتها على الناس مما أدى إلى هزة في المجتمع الياباني، لا سيما في محافظات توهوكو الشمالية. ويرى أونيشي ناؤكي، من معهد أبحاث الغابات ومنتجاتها، فرع توهوكو، أن الوضع وصل إلى مستوى كارثي، وبات يستلزم اتخاذ إجراءات عاجلة.

ويقول: ”في السابق، كان البشر يواجهون الدببة غالبًا في مناطق ساتوياما (مناطق يعيش فيها الناس والطبيعة جنباً إلى جنب)“. أما الآن، فقد تجاوزت هذه المواجهات المناطق الريفية لتصل إلى الضواحي السكنية، بل وحتى إلى قلب عواصم المحافظات. وقد ظهر هذا الارتفاع الحاد في عدد مشاهدات الدببة لأول مرة في عام 2023، لكن هذا العام، بدأت الدببة تتوغل في المناطق التي يسكنها البشر.

في موريؤكا، رُصدت الدببة في موقف السيارات الخاص بمقر بنك إيواته، وفي حرم جامعة إيواته. أما في محافظة أكيتا، فقد تم الإبلاغ عن مشاهدة دببة بالقرب من محلات السوبر ماركت والمدارس الثانوية.

كما شهد هذا العام هجمات خطيرة قامت بها الدببة، وأعتقد أن الوفيات والإصابات التي سببتها تجعل الوضع أشبه بكوارث مثل تسونامي وهطول الأمطار الغزيرة“.

عدد مشاهدات الدببة وعمليات إعدامها في اليابان

عدد الإصابات والوفيات الناجمة عن هجمات الدببة

مع اتساع نطاق مشاهدات الدببة، تم نشر قوات الدفاع الذاتي البرية في محافظة أكيتا. يقول أونيشي إن أحد أسباب ازدياد مشاهدات الدببة هو تزايد أعداد ”دببة المدن“، ويضيف: ”هذه الدببة وُلدت ونشأت بالقرب من المناطق التي يسكنها البشر، لذا فهي تعتبر وجود البشر أمرًا مسلمًا به. وهي الآن تتنقل بحرية داخل وخارج المناطق المأهولة بالسكان يوميًا.

”هذه الدببة تعرف بوجود البشر منذ صغرها، وقد تعلّمت تحمّلهم إلى حدّ ما. الدببة لا تريد أن تضطر لمواجهة البشر، لكن من خلال التجربة تكوَّن لديها انطباع بأنها تستطيع دخول المناطق السكنية ليلاً دون مشكلة، وأنه من غير المحتمل اكتشافها خلال النهار إذا كانت فوق الأشجار. ونتيجة لذلك، بدأت تتوغّل تدريجيًا بشكل أعمق في المناطق التي يعيش فيها البشر.“

مغامرات الدببة للبحث عن الطعام

يُعدّ نقص الجوز والمكسرات الأخرى التي تتناولها الدببة عادةً عاملاً آخر أدى إلى زيادة مشاهدات الدببة. يوضح أونيشي: ”في الخريف، تأكل الدببة بشراهة استعدادًا للسبات الشتوي“، مُشيرًا إلى أن هذا ليس بسبب خواء بطونها، بل لأن الجزء من أدمغتها الذي يُشعرها بالشبع يتوقف عن العمل. ”في السنوات التي تنتج فيها الجبال كمية أقل من المكسرات، تُوسّع الدببة نطاق نشاطها بحثًا عن الطعام، وينتهي بها الأمر بالتوغّل في أماكن معيشة البشر. كانت مشاهدات الدببة قليلة نسبيًا في عامي 2021 و2022، ولكن في عام 2023، عندما كان إنتاج المكسرات ضعيفًا، دخلت المزيد من الدببة إلى المناطق المأهولة بالسكان، فهي تنجذب إلى الكاكي والكستناء ونفايات المنازل وطعام الحيوانات الأليفة. ومع زيادة الالتقاء بالبشر، يرتفع خطر هجماتها“.

أما فيما يتعلق بالقصص التي تتحدث عن أكلها للحوم البشر، يقول أونيشي: ”صحيح أن هناك تقارير عن قيام الدببة بأكل جثث بشرية. لكن الدببة نادرًا ما تهاجم البشر بغرض أكلهم، إذ أن معظم الهجمات تحدث عندما يصطدم الدب بإنسان فيهاجمه دفاعًا عن النفس قبل أن يلوذ بالفرار. وفي حالات نادرة، قد يتذوق الدب لحمًا بشريًا من جثة ويتعلم أن لحم البشر قابل للأكل.

إعدام أعداد كبيرة من الدببة

يشير أونيشي إلى أن التغيرات في بيئات المعيشة البشرية عامل مؤثر أيضًا، فعلى حد قوله: ”مع تناقص أعداد البشر وتقدمهم في السن، يقل عدد زوار مناطق ساتوياما، مما يعني قلة الأعين التي تراقب الدببة. كما أن الأعشاب والشجيرات والأشجار التي نمت بشكل مفرط في الأراضي الخالية والمنازل المهجورة توفر غطاءً وطعامًا للدببة، إضافة إلى أشجار الكاكي والكستناء التي يتركها الناس وراءهم، والتي تجذب الدببة أيضًا.“

دبّة أمّ وأشبالها يأكلون الكستناء قرب منازل في بلدة تقع عند سفح جبال أوو في محافظة إيواته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. (© ساتو يوشيهيرو)
دبّة أمّ وأشبالها يأكلون الكستناء قرب منازل في بلدة تقع عند سفح جبال أوو في محافظة إيواته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. (© ساتو يوشيهيرو)

”إنّ ارتفاع عدد ضحايا الدببة يعود في جوهره إلى تزايد أعدادها. ففي محافظة أكيتا، على الرغم من إعدام أكثر من 2000 دب في عام 2023، لا تزال الدببة تظهر من الجبال. ويعود ذلك إلى تزايد أعدادها بشكل كبير“.

ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة البيئة، يوجد حوالي 12 ألف دب بني في هوكايدو و42 ألف دب أسود آسيوي في هونشو وشيكوكو. وبشكل عام، يتجه عدد الدببة نحو الارتفاع، على سبيل المثال، كان هناك 633 دبًا في محافظة مياغي في السنة المالية 2008، و2783 دبًا في السنة المالية 2024. وتم إعدام ما مجموعه 9099 دبًا في السنة المالية 2023، و5136 دبًا في السنة المالية 2024.

يقول أونيشي: ”أحد أسباب هذه الزيادة هو أن اليابان اتبعت لسنوات طويلة نهجًا قائمًا على حماية الدببة، حيث امتنع الصيادون عن إطلاق النار عليها أو نصب فخاخ لها. وعند اصطيادها، كانت تُطلق أحيانًا في الجبال النائية بدلًا من قتلها. يبدو أن جهود الحفاظ على هذه الأنواع قد ساهمت في زيادة أعداد الدببة“.

توزيع الدببة وتغير أعدادها

كيفية تهيئة بيئة طاردة للدببة

يعتقد أونيشي أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود. ”كما ذكرتُ، وصل وضع الدببة هذا العام إلى مستويات كارثية. على المدى القصير، أؤيد دمج جهود الحكومة المحلية وجمعيات الصيد مع مساعدة قوات الدفاع الذاتي. كما يجب على الشرطة أيضًا استخدام البنادق، وعلى البلديات توظيف “صيادين حكوميين” [موظفين تابعين للبلدية ومتخصصين في الصيد].

”ومع ذلك، فإن مجرد القضاء على الدببة التي تخرج من الجبال لن يحل المشكلة. فعلى المدى المتوسط والطويل، سيتعين علينا التوجه إلى الجبال والحد من أعداد الدببة بشكل فعال“.

”لقد أضاف تعديل عام 2014 لقانون حماية الحياة البرية والتحكم وإدارة الصيد هدف “ التحكم في الأعداد” بالإضافة إلى هدف “الحماية”. وفي عام 2024، تم تصنيف جميع الدببة خارج منطقة شيكوكو كحيوانات خاضعة للتحكم في أعدادها. وتتلقى المحافظات الآن دعمًا ماليًا لهذا الغرض، لذا ينبغي عليها الاستفادة جيداً من هذه الأموال“.

”من المهم أيضًا إجراء تغييرات في البيئات المحلية للحد من خطر مواجهة الدببة. وبما أن الدببة تنجذب إلى الأراضي الشاغرة المليئة بالأعشاب الضارة المتضخمة أو أشجار الكاكي والكستناء، فإن إزالة الشجيرات والأغصان في المناطق الواقعة بين المناطق السكنية والغابات يُعدّ أمرًا ضروريًا للحد من الأماكن التي يمكنها الاختباء فيها. وهنا ينبغي على البلديات والمنظمات المحلية أن تتولى زمام المبادرة في تنظيم هذه الجهود.

”قد تُشكّل القمامة غذاءً للدببة، لذا يجب إخراجها صباحًا بدلًا من الليل وحفظها في أماكن مغلقة. كما يجب تخزين طعام الحيوانات الأليفة والكيروسين داخل المنازل وإغلاقه بإحكام“.

لقد ناقش وزراء الحكومة اليابانية قضية الدببة في اجتماع خاص عُقد في 30 أكتوبر/ تشرين الأول. ويعتقد أونيشي أن هناك عددًا من الإجراءات التي يمكن للحكومة اتخاذها. لكن المشكلة الكبرى هي نقص الكوادر، فالصيادون يشيخون، وأعدادهم آخذة في التناقص. لذا من الضروري تدريب صيادين أصغر سنًا، كما يجب أن تقوم الحكومات المحلية بتعيين ”صيادين تابعين لها“ كموظفين حكوميين. إلا أن تدريب الناس على استخدام البنادق يستغرق حوالي عشر سنوات، لذا لن يُعالَج النقص بسرعة.

”أعضاء جمعيات الصيد مواطنون عاديون، وكثير منهم لديهم وظائف أخرى، لذا ليس من المناسب الاعتماد عليهم في مجال السلامة العامة. في المناطق الحضرية، حيث تُعد السلامة العامة أمرًا بالغ الأهمية، ينبغي أن تتولى قوات الشرطة، القادرة على استخدام البنادق، زمام المبادرة في مكافحة الدببة. من ناحية أخرى، بالنسبة للتدابير المتوسطة إلى طويلة الأجل، مثل تقليل أعداد الدببة في الجبال، فإن جمعيات الصيادين هي الأنسب للمساعدة. يجب إدارة مشكلة الدببة من خلال توزيع الأدوار بشكل صحيح“.

”على الحكومة أن تجعل مكافحة الدببة إجراءً دائمًا ومنهجيًا، وليس مجرد استجابة قصيرة الأجل، حيث لا يمكن تدوير “صيادي الحكومة” مثل غيرهم من الموظفين الحكوميين عند توظيفهم“.

دبّة مع أشبالها تعبر شارعًا عند سفح جبال كيتاكامي في محافظة إيواته في يوليو/ تموز 2018. (© ساتو يوشيهيرو)دبّة مع أشبالها تعبر شارعًا عند سفح جبال كيتاكامي في محافظة إيواته في يوليو/ تموز 2018. (© ساتو يوشيهيرو)

كن هادئاً في مواجهة الدب

يقول أونيشي إن تجنب المواجهات جانب مهم من جوانب حماية النفس. ”عند المشي في الجبال أو المناطق شبه البرية التي قد تتواجد فيها الدببة، ارتدِ جرسًا أو شغّل الراديو لتعرف الدببة بوجودك. هذه هي القاعدة الأساسية، فالدببة أيضًا لا ترغب في مواجهة البشر، لذلك في معظم الحالات ستتجنبك إذا سمعتك“.

هوكايدو: الدب البني / هونشو وشيكوكو: الدب الأسود الآسيوي

يقول: ”لكن إذا قابلتَ واحدًا، فلا داعي للذعر والركض. لأن قيامك بإدارة ظهرك قد تدفع الدب إلى ملاحقتك. بدلًا من ذلك، تراجع ببطء إلى الخلف لترك مسافة بينكما. وإذا كان لديك رذاذ طارد للدببة، فاستخدمه بهدوء أثناء مواجهته. أما إذا كنت على وشك التعرض لهجوم، استلقِ على وجهك على الأرض واحمِ مؤخرة رقبتك بكلتا يديك.

”نحن الآن في عصر يعيش فيه الناس والدببة على مقربة من بعضهم البعض، مما يعني أنه يجب علينا أن ننتبه في حياتنا اليومية. أعتقد أن كل ما يمكننا فعله هو تطبيق هذه التدابير الثلاثة بثبات: تقليل أعداد الدببة، وتهيئة بيئة لا تجذبها، والبقاء يقظين“.

(النص الأصلي باللغة اليابانية استناداً إلى مقابلة أجراها ماتسوموتو سوئيتشي من Nippon.com ونُشر في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان الرئيسي: دب في متحف هارا-كي التذكاري في موريوكا، أكتوبر/ تشرين الأول، © كيودو نيوز)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | هل خرجت أزمة الدببة في اليابان عن السيطرة؟ ولماذا ارتفع عدد الضحايا؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا