اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي

  • اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي 1/8
  • اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي 2/8
  • اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي 3/8
  • اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي 4/8
  • اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي 5/8
  • اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي 6/8
  • اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي 7/8
  • اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي 8/8

من على عتبات جسر نيهونباشي التاريخي تبدأ رحلةٌ سيرٍ شمالًا تتبع خيوط الماء، بين جداول مكشوفة وأخرى تختبئ تحت إسفلت المدينة الحديثة. يعبر المسار حي كاندا التجاري بأزقّته التي ما زالت تنبض بروح عصر إيدو، ثم يعتلي نهر كاندا قبل أن ينزلق إلى أكيهابارا؛ حيث يمتزج صخب الإلكترونيات ونبض ثقافة البوب مع روائح الأطعمة القادمة من شتّى أنحاء اليابان، في مشهدٍ واحد تتجاور فيه ذاكرة طوكيو القديمة وحداثتها المتقدة خطوةً بعد خطوة.

جسر نيهونباشي: قلب اليابان النابض

تنطلق جولة اليوم من حي نيهونباشي، الواقع على بُعد نحو 600 مترا شرق خط يامانوتي، إلى الشمال مباشرة من محطة طوكيو. ورغم قربه من سكك الحديد، إلا أن صوت القطارات المندفعة وسط ضجيج السيارات المستمر، فضلاً عن الصخب الذي ترسله الآليات من مواقع البناء، في مشهدٍ يجسّد إيقاع المدينة الصاخب الذي لا يهدأ.

محطات خط يامانوتي الثلاثين. (© بيكستا)
محطات خط يامانوتي الثلاثين. (© بيكستا)

لا يخفى أن طوكيو مدينة تنبض بالحركة في كل زاوية، ويمكن رؤية ذلك بوضوح أكبر في نيهونباشي. حيث تتقاطع تدفقات جموع الناس والبضائع والمياه في مشهد واحد. إذ يندفع المارة الذين يخرجون من محطة المترو ليغوصوا مباشرة في متجر ميتسوكوشي أو تاكاشيمايا، اللذان يعتبران من معاقل التسوّق الفاخرة للعاصمة. ويتشارك في رسم هذه اللوحة حركة القطارات والسيارات على الطريق السريع العلوي، فيما يهمس بهدوء في الأسفل ما تبقّى من شبكة القنوات المائية البديعة التي منحت نيهونباشي يومًا ما طابعا فريدًا مفعمًا برائحة البحر، قبل أن يُنقل سوق السمك إلى تسوكِجي.

أقف في منتصف الجسر الذي يحمل اسم المنطقة نيهونباشي (يعني حرفيًا جسر اليابان)، متأملاً المشهد المتمثل أمامي، فقد كان هذا الجسر يومًا نقطة انطلاق الطرق الخمسة الكبرى في اليابان الإقطاعية، كما كان يعتبر مركز قياس المسافات عن قلب البلاد، فلطالما عُدّ القلب الرمزي للعاصمة. غير أن الطريق السريع شوتو السريع الذي يمتد فوقه منذ عقود، ألقى بظله على هذا المعلم التاريخي، قاطعًا صلته بالسماء والنهر وروح المدينة.

طريق شوتو السريع حوّل معلمًا ثقافيًا بارزًا إلى ممرٍّ منسي تحت المدينة. (© غياني سيمون)
طريق شوتو السريع حوّل معلمًا ثقافيًا بارزًا إلى ممرٍّ منسي تحت المدينة. (© غياني سيمون)

حين تحجب الحداثة الماضي وعبقه

لقد شُيّدت معظم الطرق السريعة المعلّقة في طوكيو على عجل خلال الاستعدادات المحمومة لاستضافة أولمبياد 1964، في محاولة للتخفيف من الازدحام المروري اليومي. إذ حولت تلك الأشرطة الخرسانية المتداخلة والمكدّسة فوق بعضها، العاصمة بين عشية وضحاها إلى مشهدٍ مستقبلي أقرب إلى لوحةٍ من الخيال العلمي. وقد خُلّد هذا التحوّل في فيلم المخرج الروسي أندريه تاركوفسكي الشهير سولاريس (1972)، حين خصّص مشهدًا حالِمًا يمتد لخمس دقائق لرحلة على أحد تلك الطرق السريعة. بالنسبة لكثير من سكان طوكيو ومسؤوليها آنذاك، كانت تلك المنشآت رمزًا للفخر الوطني وملمحًا من ملامح التقدّم. إلا أن بهجة هذا الإنجاز لم تطل، إذ عادت أزمة الإزدحام تدريجياً، بل وتفاقمت، لتتحوّل الطرق المعلّقة نفسها إلى طوابير إسفلتية متوقفة بلا نهاية.

وبعيدًا عن مشكلة الأزمات المرورية، يظل إرث تلك الشبكة المعقّدة ذو حدّين. إذ يعد من جهة إنجازاً هندسياً مدهشاً في حقبة ما بعد الحرب، ومن جهة أخرى ضربة قاسية للتراث العمراني وذاكرة المدينة. فقد فُرضت الجسور على نسيج طوكيو التاريخي قسرًا، فشطرته وابتلعت أحياءً بأكملها داخل طوقٍ من الخرسانة، لتنتصر للسيارات على حساب الإنسان. وتخلق تشويهاً بصرياِ وضجيجاِ لا يهدأ.

والأسوأ أن كثيرًا من هذه المقاطع شُيّد فوق خطوط السكك الحديدية القديمة وشوارع المدينة العتيقة، بل وحتى فوق شبكة القنوات المائية التي كانت يومًا ما شرايين طوكيو النابضة بالحياة. ولم يكن اختيار تلك المواقع عبيثاً، إذ أتاحت ملكية الدولة لتلك القنوات تفادي التعقيدات القانونية والتعويضات المرتبطة بالأراضي الخاصة. ولهذا يرى كثير من سكان العاصمة في هذه الطرق المعلّقة رمزًا لانفصال المدينة وتشظّي نسيجها الحضري. ففي نيهونباشي مثلًا، يمتد الطريق السريع فوق الجسر التاريخي ذاته الذي أقف عليه الآن، محوّلًا معلمًا ثقافيًا عريقًا إلى ممرّ مظلمٍ منسيّ تحت جسرٍ من الخرسانة.

غير أن بصيص أمل بات يلوح في الأفق، إذ تدرس السلطات حالياً مشروعًا طموحًا لنقل أجزاءٍ من الطريق السريع إلى باطن الأرض، ضمن خطة تُعرف باسم ممرّ السماء في طوكيو (Tokyo Sky Corridor)، وتهدف هذه الخطة إلى استعادة الفضاءات العلوية للمشاة. وعلى غرار مشروع الهاي لاين في نيويورك، يُتوقّع أن يوفّر هذا الممرّ مساحات خضراء جديدة ويعيد وصل ما انقطع من المشهد العمراني عبر ممرّاتٍ جميلةٍ مجهزة للمشي.

وعلى بُعد خطواتٍ من الجسر، في زقاقٍ جانبي هادئ، ينتصب نُصبٌ حجري متواضع يذكّر بوجود منزل ويليام آدامز، الملاح الإنجليزي الذي صار مستشارًا موثوقًا لدى توكوغاوا إيّياسو في مطلع القرن السابع عشر. كان آدامز أول ساموراي غربيّ في اليابان، ومهاجرًا رائدًا ألهمت قصته رواياتٍ وأسطيرَ كثيرة. إلا أنّ النصب يكاد يختفي عن الأنظار، تمرّ به أقدام المارّة والسياح في طريقهم إلى مطاعم الرامن والتمبورا، في تجسيدٍ صامتٍ لمأساة ضياع الذاكرة وسط ضجيج المدينة وشهواتها التجارية.

قلّةٌ من الناس يدركون أن النُّصب الحجري البسيط القابع إلى يسار واجهة هذا المتجر يُشير إلى الموقع الذي كان يعيش فيه ويليام آدامز.(© غياني سيمون)
قلّةٌ من الناس يدركون أن النُّصب الحجري البسيط القابع إلى يسار واجهة هذا المتجر يُشير إلى الموقع الذي كان يعيش فيه ويليام آدامز.(© غياني سيمون)

فسيفساء من الروائح

أعود أدراجي باتجاه خط يامانوتي، متتبعًا مجرى نهر نيهونباشي. هذا الشريان المائي، ومعه نهر كاندا الأكبر الذي سنعبره لاحقًا، يقدّمان شهادة حيّة على أن تضاريس طوكيو ليست هبة من الطبيعة بقدر ما هي نتاج وثمرة تخطيط وتصميم بشري دؤوب. فقد كان النهر في الأصل جزءًا من نهر هيركاوا، قبل أن يُقسَّم ويُعاد توجيهه في القرن السابع عشر لتأمين المياه ومنع الفيضانات وخدمة النشاط التجاري، وهذه دلالة على أن هذه المدينةٍ قد رسمت ملامحها يد الإنسان.

أما الشريط الممتدّ من غينزا إلى كاندا فيُعدّ جزءًا من منطقة شيتاماتشي (أي المدن الواقعة أسفل القلعة) العريقة في عصر إيدو. فخلال عصر إيدو، ازدهرت كاندا كمنطقة تجارية نابضة بالحياة، احتضنت تجّارًا وحرفيين وعلماء، لتصبح واحدة من المراكز الحيوية في العاصمة القديمة. وقد اشتهرت بخاصةٍ بأسواق الخضار التي كانت تزوّد المدينة يوميًا بالمحاصيل الطازجة. ورغم انتقال السوق إلى أكيهابارا عام 1928، إلا أن أزقّتها الضيّقة لا تزال تنبض بالحركة وتستحضر أجواء الماضي في ملامحها اليومية.

وتحت قضبان السكك الحديدية، يختبئ متجر نيكو نو هاناماسا، الذي قد يبدو للوهلة الأولى مجرّد سوبرماركت صغير، لكنه في الواقع متجر جملة متخصص لبيع منتجات ضخمة الحجم شبيهة بتلك الموجودة في الأسواق المركزية، ويلبّي احتياجات الطهاة والعاملين في المطاعم المجاورة.

يُلبي فرع نيكو نو هاناماسا في حي كاندا احتياجات الطهاة والطباخين العاملين في المطاعم القريبة.(© غياني سيمون)
يُلبي فرع نيكو نو هاناماسا في حي كاندا احتياجات الطهاة والطباخين العاملين في المطاعم القريبة.(© غياني سيمون)

وعلى بُعد مسافة قصيرة شمالًا، ينفتح المخرج الغربي لمحطة كاندا مباشرةً على مدخل شارعٍ تجاريٍّ طويل ينبض بالحياة. في هذا الممرّ الضيّق تتجاور المطاعم والحانات والأماكن الجريئة مع وافدين جدد، من بينهم وكالة تنظم جولاتٍ بالدراجات لزوّار يتحدثون الإنجليزية.

كما يتشبّع الهواء بمزيجٍ من الروائح المتناقضة، بين أطباق مشوية تتراقص على المقالي، ومَرَق يغلي ببطءٍ تتصاعد منه نفحات الصويا والمخلّلات. وفي الخلفية عطرٌ زهيد الثمن ينافس عبيراً خفيفاً يتسرّب من أجهزة التكييف، ليشكل هذا المزيج رائحة المدينة الصاخبة وعبقها المميز.

يضمّ الشارع التجاري عند المخرج الغربي لمحطة كاندا مزيجًا مألوفًا من المطاعم والحانات وغيرها.(© غياني سيمون)
يضمّ الشارع التجاري عند المخرج الغربي لمحطة كاندا مزيجًا مألوفًا من المطاعم والحانات وغيرها.(© غياني سيمون)

رغم اندثار سوق كاندا القديم وتلاشي كثيرٍ من الملامح التي كانت تميز حياة منطقة شيتاماتشي الشعبية، ما زالت المنطقة تحتفظ بآثارٍ حية من ماضيها العريق. فبين أبراج المكاتب وسلاسل الحانات الحديثة، تختبئ مجموعة من المطاعم العريقة والتي شكّلت على مرّ الأجيال ذاكرة الحي وروحه.

منها مطعم يابو صوبا، الذي تأسس في القرن التاسع عشر وما زال يحافظ على طقوس تقديم أطباق الصوبا الأنيقة في أجواءٍ تستحضر عبق طوكيو القديمة. وهناك أيضاً مطعم بوتان، الذي فتح أبوابه عام 1897 ويشتهر بـطبق النابي بالدجاج، الطبق الذي كان يومًا ما المفضّل لدى الكتّاب والعلماء الذين اعتادوا الاجتماع في هذا المطعم.
وفي زاوية أخرى من الحيّ، يقف متجر الحلويات التقليدية تاكيمورا، بشبابيكه الخشبية المتشابكة. مقدّمًا حلوياته التي تستحضر أناقة ذوق طوكيو الراقي في زمنٍ مضى. أما مطعم إيسيغِن، أقدم مطاعم المدينة المتخصّصة في طبق سمك الشِّرغوش (أنغلَر فيش)، فما زال منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر يستقبل روّاده بالحفاوة ذاتها التي حفظت له مكانته في ذاكرة طوكيو الذوّاقة.

يُصنَّف مبنى متجر الحلويات تاكيمورا ضمن المعالم التاريخية ذات المناظر البارزة في طوكيو.(© غياني سيمون)
يُصنَّف مبنى متجر الحلويات تاكيمورا ضمن المعالم التاريخية ذات المناظر البارزة في طوكيو.(© غياني سيمون)

لذلك تُشكّل هذه المطاعم أرشيفًا حيًّا لتاريخ شارع كاندا، في إشارة إلى أنه ورغم مشاريع التطوير التي أعادت رسم ملامح هذا الحي. إلا أنها لم تستطع محو نكهات الماضي التي ما زالت تعبق في أركانه، وتغري الزائرين بتذوّق أصداء روح شيتاماتشي الأصيلة.

يقع معبد ياناغيموري بالقرب من أكيهابارا، وقد أُنشئ في الأصل كأحد التحصينات الروحية لقلعة إيدو.(© غياني سيمون)
يقع معبد ياناغيموري بالقرب من أكيهابارا، وقد أُنشئ في الأصل كأحد التحصينات الروحية لقلعة إيدو.(© غياني سيمون)

من نكهات شيتاماتشي إلى عصر الرقمنة

أعبر أخيرًا نهر كاندا، ذلك الجدول الذي وُلد من المشاريع الهندسية الكبرى في عصر إيدو، حين أُعيد توجيه مجرى نهر هيركاوا لتشكيل شبكة المياه الجديدة للمدينة. ومن هناك أدخل إلى أكيهابارا، الحيّ الذي كُتبت حوله صفحات طويلة من التحوّلات، من سوقٍ سوداء نشأت في أعقاب الحرب، إلى مركزٍ للأجهزة المنزلية في سنوات الازدهار الاقتصادي، ثم إلى ملاذٍ لهواة الحواسيب وثقافة الأوتاكو في العصر الرقمي.

ورغم أن ارتباط أكيهابارا بثقافة الطعام قد يبدو محدودًا، فإن قلب الحي كان في الماضي يحتضن سوق طوكيو المركزي للفواكه والخضراوات. أما اليوم فشمال المحطة مباشرةً، تمتدّ تحت قضبان القطار وجهة أنيقة تحمل اسم (تشابارا آكي-أوكا مارشيه).

وتجدر الإشارة إلى أن اسم تشابارا يجمع بين كلمتَي ياتشابا (الاسم القديم لسوق المنتجات الزراعية) وأكيهابارا، في إشارة رمزية لذاكرة المكان، فيما تشير كلمة آكي أوكا إلى المسافة الممتدة على خط يامانوته بين أكيهابارا وأوكاتشيماتشي. ويضمّ هذا الموقع اليوم أكثر من ستة آلاف منتجٍ غذائي ياباني حرفيّ الصنع، إلى جانب تخصّصاتٍ إقليمية ومطعمٍ يقدم أطباق شوجين ريوّري المستوحاة من مطابخ المعابد النباتية.

وهكذا يمكن القول إن روح السوق القديمة لا تزال حاضرة، لا كمركزٍ للبيع بالجملة هذه المرة كما كانت من قبل، بل كاحتفاءٍ منسّق بتراث اليابان الغذائي، يُعيد وصل أكيهابارا بجذورها الأولى.

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية. صورة العنوان الرئيسي: يعلو جسر نيهونباشي الذي كان نقطة انطلاق جميع الطرق الكبرى المؤدية من العاصمة في عهد إيدو، طريقٌ سريع يحجب عنه السماء ويُلقي بظلاله عليه © بيكستا)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | عبور ساحر بين الماضي والحاضر: من شوارع طوكيو التقليدية إلى عالم أكيهابارا الرقمي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا