اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | محطة غوتاندا (JY23): من وحدة لقياس المساحة إلى أحد أشهر أسماء المحطات في طوكيو

  • اليابان | محطة غوتاندا (JY23): من وحدة لقياس المساحة إلى أحد أشهر أسماء المحطات في طوكيو 1/7
  • اليابان | محطة غوتاندا (JY23): من وحدة لقياس المساحة إلى أحد أشهر أسماء المحطات في طوكيو 2/7
  • اليابان | محطة غوتاندا (JY23): من وحدة لقياس المساحة إلى أحد أشهر أسماء المحطات في طوكيو 3/7
  • اليابان | محطة غوتاندا (JY23): من وحدة لقياس المساحة إلى أحد أشهر أسماء المحطات في طوكيو 4/7
  • اليابان | محطة غوتاندا (JY23): من وحدة لقياس المساحة إلى أحد أشهر أسماء المحطات في طوكيو 5/7
  • اليابان | محطة غوتاندا (JY23): من وحدة لقياس المساحة إلى أحد أشهر أسماء المحطات في طوكيو 6/7
  • اليابان | محطة غوتاندا (JY23): من وحدة لقياس المساحة إلى أحد أشهر أسماء المحطات في طوكيو 7/7

منذ أن أُطلق عليه اسم ”خط يامانوتي“ في عام 1909، ظلّ خط السكك الحديدية هذا يُعرف بأنه ”الشريان الحيوي للعاصمة طوكيو“، ولعب دورًا محوريًا في دعم تنميتها. واليوم، يضم هذا الخط ثلاثين محطة، وعند البحث عن أصل اسم كل محطة من هذه المحطات، نجد أنفسنا أمام كنز من التاريخ المجهول. وفي الحلقة السادسة والعشرين من هذه السلسلة سنتناول محطة غوتاندا التي تعج بالحياة باعتبارها منطقة ترفيهية وتجارية مزدحمة، ويحيط باسمها الغموض بسبب حرف الكانجي ”反، تان“ الوارد فيه. وتحمل المحطة الرقم ”JY23“ بحسب ترقيم شركة جي آر شرق اليابان.

النمو السريع مع بدء تشغيل خط توكيو إيكيغامي

افتُتِحت محطة غوتاندا في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1911، أي بعد عامين من تأميم شركة السكك الحديدية اليابانية الخاصة التي كانت تُشغِّل خط يامانوتي. وقد شُيّدت المحطة في منطقة مقاطعة إبارا، أوساكي-تشو، أوازا كامي أوساكي، أزانينوكاميشيتا. ويشير الباحث في الخرائط إماو كيسوكي إلى أنّ “هذا الموقع كان الأنسب لأن يُطلَق عليه اسم محطة أوساكي”، غير أنّ محطة أوساكي كانت قد افتُتحت فعليًا عام 1901، فلم يكن هناك خيار سوى اعتماد اسم آخر للمحطة الجديدة.

ووفقًا لكتاب تاريخ حي شيناغاوا – القسم العام، المجلد الثاني، بلغ عدد ركّاب محطة غوتاندا عام 1921 نحو 7,487 راكبًا صاعدًا و7362 راكبًا نازلًا، بإجمالي 14849 راكبًا. وفي العام نفسه سجّلت محطة أوساكي المجاورة 1,493 راكبًا، بينما شهدت محطة ميغورو 10620 راكبًا، وقد تجاوزت المحطات الثلاث جميعها حاجز عشرة آلاف راكب، بفضل خطط التوسّع التي دفعت شركات السكك الحديدية الخاصة إلى افتتاح خطوط جديدة تباعًا، مثل خط ميكاما عام 1923، وخط أوي ماتشي (الذي يشكّل اليوم جزءًا من خط دينئين-توشي) عام 1927، وخط إيكيغامي عام 1928.

ومع اتصال محطة غوتاندا بخط إيكيغامي، ارتفع عدد ركّابها عام 1930 إلى 17,582 راكبًا صاعدًا و17,345 نازلًا، ليصل المجموع إلى 34,927 راكبًا، كان نصفهم تقريبًا من مستخدمي خط إيكيغامي الذين يصلون للتبديل.

وقد تغيّر وجه المنطقة المحيطة بالمحطة بشكل لافت؛ فمع تطور وسائل النقل واندماج بلدات شيناغاوا وأوي وأوساكي عام 1932 لتشكيل حي شيناغاوا، تحوّلت المنطقة التي كانت ريفية حتى أواخر عصر ميجي إلى منطقة سكنية مزدهرة. كما أدّت أزمة السكن التي أعقبت زلزال كانتو الكبير إلى تدفق السكان نحو المناطق الأقل تضررًا. وهكذا أصبحت محطة غوتاندا في قلب هذا التحوّل العمراني، إذ راحت قطارات خط يامانوتي المكوّنة من ست عربات تصل وتغادر كل أربع دقائق خلال ساعات الذروة صباحًا ومساءً

أشخاص يتجمعون للاحتفال بالذكرى الخمسين لافتتاح محطة غوتاندا في 15 أكتوبر/تشرين الأول عام 1961. الصورة مقدّمة من متحف صور شيناغاوا على الويب
أشخاص يتجمعون للاحتفال بالذكرى الخمسين لافتتاح محطة غوتاندا في 15 أكتوبر/تشرين الأول عام 1961. الصورة مقدّمة من متحف صور شيناغاوا على الويب

لكن مع دخول ستينيات القرن الماضي (ابتداءً من عام 1965)، شهدت المنطقة القريبة من المحطة طفرة في بناء المباني المكتبية، ما أدى إلى تراجع عدد السكان. وحلت محلهم المصارف وشركات التأمين وغيرها من المؤسسات المالية، إضافة إلى قطاع المطاعم والخدمات، لتتحول المنطقة تدريجيا إلى حي ترفيهي ذي طابع صاخب.

جسر المشاة غوتاندا على الطريق الوطني رقم 1 أمام محطة غوتاندا في شهر مارس/آذار 1968 (© جيجي برس)
جسر المشاة غوتاندا على الطريق الوطني رقم 1 أمام محطة غوتاندا في شهر مارس/آذار 1968 (© جيجي برس)

ومما يجدر ذكره أن من أبرز مميزات محطة غوتاندا وجود ”رصيف على شكل جزيرة“ يمتد فوق الطريق الوطني رقم 1. ويقول بعض مستخدمي المحطة إن النظر إلى الطريق ذي المسارات الستة من ذلك الارتفاع يمنح شعورًا رائعًا.

منظر أمام محطة غوتاندا في وقت متأخر من الليل (© بيكستا)
منظر أمام محطة غوتاندا في وقت متأخر من الليل (© بيكستا)

ويتقاطع رصيف خط إيكيغامي مع خط يامانوتي من مستوى أعلى، إذ يصل ارتفاعه إلى ما يعادل مبنى من أربعة طوابق. وكان من المخطط في البداية ألّا تكون غوتاندا محطة نهائية لخط إيكيغامي، بل أن يمتد المسار باتجاه تاكاناواداي. وكما يدل اسمها، ترتفع منطقة تاكاناواداي عن مستوى سطح البحر، ولذلك تم تصميم الرصيف بحيث يمر فوق جسر خط يامانوتي استعدادا لربط الخط بالمنطقة المرتفعة. غير أن مشروع التمديد توقف في نهاية المطاف، وبقي الرصيف قائمًا في ذلك الموضع العالي.

ظهور كلمة ”غوتاندا“ في بدايات القرن السابع عشر

ذُكِر اسم غوتاندا لأول مرة عام 1671 في كتاب ملخص سجل مسح أراضي قرية أوساكي، حيث وردت تسمية ”五たんだ، غوتاندا“ (بحسب المواد التعليمية المحلية لقرية أوساكي). ثم ظهر الاسم مرة أخرى عام 1697 في سجل المياه لقرية شيمو-أوساكي (أوساكي السفلى)، مع الإشارة إلى ”أراضي غوتاندا الزراعية“. وبما أنّ النص يصف المنطقة بأنها أراضٍ زراعية، فمن الطبيعي ربط أصل الاسم بكلمة ”تانبو“ التي تعني الحقول.

ويُلاحظ أن اسم ”五反田، غوتاندا“ يتكرر في أكثر من عشرة أماكن بمختلف أنحاء اليابان، مثل مقاطعة تودا في محافظة مياغي، ومقاطعة أغاتسوما في غونما، ومدينة إينوياما في أيتشي، ومدينة كوانا في ميي وغيرها. كما توجد تسمية ”غوتاندا-تشو“ في عدة مناطق من بينها مدينة ناغويا، ما يدل على أنّ الاسم واسع الانتشار وليس غريبًا أو نادرًا.

ومع ذلك، فإنّ حرف الكانجي ”反“ (تان) هو وحدة لقياس المساحة؛ فـ”تان“ واحد يساوي نحو 991 مترًا مربعًا، بينما تعادل ”五反“ (غوتان، خمسة تان) نحو 4,955 مترًا مربعًا، أي مساحة تقارب مربّعًا بضلع يبلغ حوالي سبعين مترًا. ومن المرجّح أن يكون هذا الاسم في الأصل توصيفًا لمساحة معينة متداولة محليًا، وليس اسمًا لمنطقة جغرافية محددة.

ومن اللافت أيضًا أنّ اسم غوتاندا لا يظهر في خرائط إيدو المصوَّرة – خريطة منطقة ميغورو وشيروكاني التي أُعدّت عام 1854، كما لا يمكن العثور عليه في خريطة ميغورو سوجي غوجو التي وضعتها الحكومة الشوغونية عام 1805.

تمت الإشارة في ”خرائط إيدو المصوَّرة، خريطة منطقة ميغورو وشيروكاني إلى موقع محطة غوتاندا الحالية بعلامة
تمت الإشارة في ”خرائط إيدو المصوَّرة، خريطة منطقة ميغورو وشيروكاني” إلى موقع محطة غوتاندا الحالية بعلامة “★”. ويمثّل “ماتسودايرا كورانوكامي” مقر عائلة إيكِدا من إقطاعية أوكاياما، بينما يشير “ياغيو تسوشيما نو كامي” إلى مقر إقطاعية ياماتو ياغيو. المصدر: مكتبة البرلمان الوطنية.

وفي بدايات عصر ميجي، ظهر الاسم ”字五反田، أزاغوتاندا“ كأحد أسماء المناطق الفرعية في قرية ”شيمو-أوساكي“ (أوساكي السفلى) ضمن ”سجل قرى محافظة طوكيو“. وكان موقعها في الجهة الشرقية من محطة غوتاندا الحالية. وبمعنى آخر، كان اسم غوتاندا مجرد اسم دارج في فترة إيدو، فلم يُدرج في الخرائط، لكن يبدو أنه مع بدء عصر ميجي، جرى اعتماده رسميًا كاسم للمنطقة.

من جهة أخرى، توجد على خط توبو سكاي تري محطة تُسمى ”五反野، غوتانّو“ في حي أَداتشي في طوكيو. وتشير الصفحة الرسمية لشركة توبو للسكك الحديدية إلى أن أصل الاسم يرجّح أن يكون من أسماء المناطق الفرعية للأراضي في منطقة شيندين، والتي كانت تُسمى ”五段野، غودانّو“. وإذا أخذنا اللفظ حرفيًا، فإن معناه ”حقول على خمس مصاطب“، وهي منطقة منخفضة ورطبة كان من السهل أن تفيض فيها الأنهار، ثم جرى تطويرها من خلال أعمال ضبط مجاري المياه.

ولتوضيح الأمور أكثر، فرغم أن ”田، تا“ تعني حقل الأرز بلا شك، فإن ”反، تان“ يمكن تفسيرها بمعانٍ متعددة، مثل المساحة أو المصطبة. وحتى لو اعتبرنا أنها تشير إلى وحدة مساحة، فربما كانت تشير إلى نطاق ضيّق للغاية.

ومن خلال استخدام اسم المكان هذا ليكون اسمًا لإحدى محطات خط يامانوتي، أصبح اليوم اسمًا لمنطقتي ”هيغاشي-غوتاندا“ (غوتاندا الشرقية) و”نيشي-غوتاندا“ (غوتاندا الغربية).

هل يعود أصل ضريح كيجي إلى الشوغون الثالث إييميتسو، أم إلى ياماتو تاكيرو؟

لقد كانت غوتاندا، التي كانت حينها منطقة ريفية، تضم ميدانًا للصيد بالصقور خاصًا بالشوغون (الحاكم العسكري). وعلى بُعد نحو ثلاثمئة متر شمال شرق الطريق الوطني رقم 1 انطلاقًا من المحطة، يوجد هناك قوس توري (بوابة الدخول إلى ضريح الشينتو) بين المباني. وعند الدخول إلى الداخل سنجد فضاءً على شكل حرف U تنتصب في داخله قاعة عبادة صغيرة. وهذا هو ضريح كيجي، الذي يخلّد العلاقة مع الصيد بالصقور (وقد أُشير إليه بدائرة حمراء في ”خرائط إيدو المصوَّرة“ المذكورة سابقًا).

ويذكر ”دليل معالم إيدو المصوَّرة“ أنه عندما جاء الشوغون الثالث إييميتسو لممارسة الصيد بالصقور، انطلق نحو هذا الضريح طائر التدرُج (كيجي). فسأل إييميتسو أهل المنطقة عن اسم الضريح، فأجابوه قائلين ”ضريح الجبل“، وعندها أطلق عليه اسم ”كيجي نوميا“. ولصلة المكان بعائلة توكوغاوا، تم اتخاذ زهرة ”آوي“ (الخطمي) شعارًا للضريح. وبعد إصلاحات نهضة ميجي، تغير الاسم إلى ضريح كيجي.

ضريح ”كيجي نوميا“ كما هو مرسوم في ”دليل معالم إيدو المصوَّرة“. المصدر: مكتبة البرلمان الوطنية
ضريح ”كيجي نوميا“ كما هو مرسوم في ”دليل معالم إيدو المصوَّرة“. المصدر: مكتبة البرلمان الوطنية

ضريح كيجي في الوقت الحالي (© بيكستا)
ضريح كيجي في الوقت الحالي (© بيكستا)

والآلهة المُقدَّسة في هذا الضريح هي ”ياماتو تاكيرو نو ميكوتو“، و”أمينو تادجيكارا أنو ميكوتو“، و”أوياما تسومينو ميكوتو“، ويُقال إن تاريخ تأسيسه يعود إلى عهد الإمبراطور الثاني عشر كيكو (وفقًا لسجلات الضريح)

ويربط كتاب ”السجلات الجغرافية الجديدة لمقاطعة موساشي“ في عصر إيدو تأسيس المعبد بياماتو تاكيرو. فذات يوم خلال فترة بونمي (1469–1487)، حطّ في هذا المكان طائر كيجي (تدرُج) أبيض ومات هناك. ثم ظهر في حلم لأهالي القرية رجل نبيل يرتدي الدرع، وقال لهم ”أنا ياماتو تاكيرو“، ثم تحوّل إلى طائر كيجي أبيض وطار مبتعدًا.

ومن المحتمل أن تكون الأساطير قد اختلطت ببعضها، فلا يتّضح تمامًا ما إذا كان أصل اسم الضريح يعود إلى إييميتسو أم إلى ياماتو تاكيرو، غير أنّ كليهما مرتبط بطائر الكيجي.

وأخيرًا، سأقوم بالتعريف بمعبد قديم. وهو معبد ريوصوئين الواقع على بُعد كيلومتر واحد شمال المحطة، وهو أحد المعابد الفرعية (أي معبد فرعي يتبع المعبد الرئيسي) التابعة لمعبد زوجوجي، معبد عائلة توكوغاوا.

ومعبد ريوصوئين هو المعبد الخاص بزوجة توكوغاوا تسوناشيغي، حاكم إقطاعية كوفو، وابن الشوغون إييميتسو. أما ابن تسوناشيغي فهو الشوغون السادس إيينوبو. وبما أن إيينوبو لم يكن ابنًا لها لأنها لم تكن والدته، بل وُلد من إحدى الزوجات الثانوية لتسوناشيغي، فلا توجد صلة دم بينهما. وعندما تُوفيت زوجة تسوناشيغي عام 1669، قام بتأسيس معبد ريوصوئين في شيبا تخليدًا لذكراها.

وقد تم نقل معبد ريوصوئين إلى أوساكي في عام 1904، ولا يزال قائمًا هناك بهدوء حتى يومنا هذا.

【معلومات محطة غوتاندا】

  • الافتتاح: 15 أكتوبر/تشرين الأول 1911
  • متوسط عدد الركاب اليومي: 107,639 راكبًا (المرتبة 15 من بين 30 محطة وفقًا لإحصاءات شركة جي آر شرق اليابان للسكك الحديدية للسنة المالية 2022)
  • الخطوط التي تمر عبر المحطة: خط توئي أساكوسا، وخط توكّيو إكيغامي

【المراجع】

  • ”تاريخ حي شيناغاوا – القسم العام، المجلد الثاني“، بلدية حي شيناغاوا
  • ”معجم أصول أسماء الأماكن في طوكيو“، تحرير تاكيؤتشي ماكوتو، دار طوكيودو للنشر
  • ”معجم معالم إيدو وطوكيو“، دار كاساما للنشر
  • ”مقدمة في دراسة أسماء المحطات“، إماؤ كيسوكي، دار تشوكو شينشو كلاري للنشر
  • ”المواد التعليمية المحلية لقرية أوساكي“، لجنة مديري المدارس الابتدائية في أوساكي-تشو

(النص الأصلي باللغة اليابانية، صورة العنوان الرئيسي: محطة غوتاندا في عام 1958. المصدر: ”طوكيو التي بُعثت من جديد“، أرشيف مكتبة البرلمان الوطنية)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | محطة غوتاندا (JY23): من وحدة لقياس المساحة إلى أحد أشهر أسماء المحطات في طوكيو لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا