ابوظبي - سيف اليزيد - دينا جوني (أبوظبي)
يستقبل معلمو مدارس الدولة يوم العَلم بوعي متجدد لمعناه العميق، إذ يرونه فعلاً يتجاوز الطقوس الاحتفالية ليعبّر عن التزام يومي تجاه الوطن والبيئة والإنسان.
من أقصى مدارس الدولة إلى أصغر فصول رياض الأطفال، يرى المعلمون أن رفع العلم في ساحة المدرسة هو لحظة وعي ومسؤولية، تتجدّد فيها قيم الولاء والانتماء، ويتجسّد فيها إيمانهم بأن حب الوطن يبدأ من حب الأرض وصون بيئتها. وفي لقائهم مع «الاتحاد»، عبّر عدد من المعلمين عن رؤيتهم ليوم العلم بوصفه مناسبة لترسيخ الاستدامة، وغرس القيم التي تجعل من الألوان الأربعة رمزاً للحياة والعمل والعطاء.
في مدارس مدينة الرياض، ترى ظبية الناصري، معلمة التربية الإسلامية، أن «يوم العَلم هو رمز وحدتنا واعتزازنا بقيادتنا ووطننا، هو يوم أرفع فيه علم بلادي بكل فخر، لأنه يجسد تاريخنا وإنجازاتنا ووحدتنا كشعب واحد تحت راية واحدة».
وتشير إلى أن تفعيل يوم العلم لترسيخ قيمة الاستدامة يبدأ من «ربط حب الوطن بحماية بيئته، فاحترام الطبيعة والمحافظة على موارد الدولة هو أصدق تعبير عن الانتماء والفخر بالعلم».
أما المعلم حسين الحمادي، من مدرسة التعاون، فيعتبر مناسبة وفرصة لغرس مشاعر الوحدة والانسجام بين أبناء الوطن، ويرى أن الأنشطة التطوعية والبيئية مثل حملات التشجير وإعادة التدوير هي الوسيلة الأجمل ليعبّر الطلبة عن حبهم للإمارات.
وتصف المعلمة يسماء محمد الكعبي، من مدرسة الطموح للتعليم الأساسي والثانوي قسم التربية الخاصة، أن يوم العلم بأنه «يوم الولاء والوفاء للوطن، يوم تُرفع فيه الراية عالية فتجسّد معاني العز والمجد والوحدة».
وترى الكعبي أن تفعيله يمكن أن يكون «من خلال ربط رمزية العلم بحبّ الوطن القائم على الحفاظ على موارده وجمال بيئته، فالوطن ليس أرضاً نعيش عليها فحسب، بل أمانة نرعاها للأجيال القادمة».
وتقترح أنشطة خضراء مثل «غرس الأشجار وتنظيف المساحات العامة، وحصص توعوية تربط بين رموز العلم وألوانه وبين قيم العطاء والنقاء والقوة والطاقة المتجددة».
وتوضح نورة القبيسي، من مدرسة مريم بنت سلطان مدرسة مادة علوم جيولوجية، أن يوم العَلم «مناسبة وطنية تعبّر عن الولاء والانتماء للوطن والقيادة، وتجديد العهد على العمل لرفع راية الإمارات عالياً».
وتضيف: أن المدرسة هذا العام ترفع شعار «حب الوطن لا يُقاس بالكلمات، بل بالأفعال التي تحافظ على خيراته للأجيال القادمة»، موضحة أن الفعاليات تشمل ورشاً توعوية حول علاقة حب الوطن بالاستدامة، وعروضاً تقديمية عن إنجازات الإمارات في الطاقة النظيفة والتدوير، وتصميم لوحات للعلم بمواد معاد تدويرها، وغرس أشجار رمزية باسم «شجرة الوطن».
وتصف خولة محمد الشحي، من مدرسة الزايدية الثانوية للبنات، معلمة أولى- لغة عربية، أنه «حين يطل يوم العلم تهتز القلوب قبل الأعلام وتعلو في النفوس نغمة الفخر والانتماء. إنه يوم تتوحد فيه المشاعر كما توحدت الأرض والقلوب تحت راية الإمارات». وتضيف: «العَلم بالنسبة لنا ليس رمزاً فقط بل عهد ومسؤولية. هو وعد بأن تبقى الإمارات منارة للعطاء وموئلاً للإنسان ووطناً يحفظ بيئته كما يحفظ كرامته».
وتستشهد بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «العَلم أمانة في أعناقنا، ورفعه يعني أن نرفع راية المجد بالعمل والإخلاص».
