ابوظبي - سيف اليزيد - أعلن مستشفى ياس كلينك – مدينة خليفة بالتعاون مع مركز أبوظبي للخلايا الجذعية (ADSCC) وشركة Vertex Pharmaceuticals "فيرتيكس"، الرائدة عالميًا في مجال التكنولوجيا الحيوية وتطوير العلاجات المبتكرة للأمراض المعقدة، عن إطلاق أول حقن للعلاج الجيني في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك عبر العلاج CASGEVY المعتمد على تقنية تعديل الجينات كريسبر/كاس9 (CRISPR-Cas9).
ويمثل هذا الإنجاز خطوة محورية في مسيرة الدولة نحو ريادة الابتكار الطبي وفتح آفاق علاجية جديدة للمرضى المصابين باضطرابات الدم الوراثية، لاسيما فقر الدم المنجلي والثلاسيميا المعتمدة على نقل الدم.
وتعتمد تقنية CRISPR-Cas9 للعلاج الجيني على مبدأ التعديل الدقيق للجينات المسببة للأمراض، من خلال استهداف تسلسلات محددة من الحمض النووي باستخدام الحمض النووي الريبي (RNA) الموجّه، فيما يعمل إنزيم Cas9 كمقص جزيئي يقطع الحمض النووي في الموقع المطلوب، مما يسمح بتصحيح الخلل الجيني من جذوره. ويعد هذا التطور أحد أكثر التقنيات تقدّمًا في العالم في مجال العلاجات الشخصية والدقيقة.
وكانت مؤسسة الإمارات للدواء قد منحت تصريح تسويق للعلاج الجيني CASGEVY في دولة الإمارات لعلاج المرضى من عمر 12 عامًا فما فوق المصابين بفقر الدم المنجلي مع نوبات الانسداد الوعائي المتكررة، أو مرضى الثلاسيميا المعتمدين على نقل الدم. كما سيتمكن المرضى المؤهلون من الحصول على العلاج ضمن إطار تغطية التأمين الصحي وبالتنسيق مع دائرة الصحة – أبوظبي.
وفي خطوة تُعد لحظة تاريخية في سجل الرعاية الصحية بالدولة، من المتوقع أن يتلقى أول مريض الحقن الأول من نوعه في الإمارات في مستشفى ياس كلينك – مدينة خليفة خلال الأسبوع الأول من ديسمبر من هذا العام، ليكون بذلك بداية فصل جديد من العلاجات المتقدمة التي تغيّر حياة المرضى وتمنحهم أملاً جديدًا بالمستقبل.
بدء الحقن في وقت احنفالات عيد الاتحاد يحمل دلالة خاصة، فهو يجسّد التزام دولة الإمارات بالتقدّم وتحسين جودة حياة الناس. وتتميز العلاجات المعدّلة وراثيًا بقدرتها على معالجة الاضطرابات الجينية من جذورها، وذلك من خلال تعديل التسلسلات الجينية المعيبة داخل الخلايا الجذعية الخاصة بالمريض نفسه.
وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة ميسون آل كرم، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مستشفى ياس كلينك، "تمثل الشراكة مع مؤسسات رائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية مثل فيرتيكس خطوة مهمة على نطاق عالمي، وتتماشى مع رؤية دولة الإمارات وأولوياتها الاستراتيجية في مجال الرعاية الصحية. سيستفيد المرضى الذين يعانون من أمراض وراثية مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي بشكل كبير من هذا العلاج الثوري الذي يعتمد على تقنية كريسبر/كاس9، والذي نهدف إلى تقديمه كأحد أول العلاجات الجينية المتقدمة في الدولة. حيث إننا نسعى من خلال مثل هذه التعاونات إلى دفع عجلة الابتكارات الطبية وتطوير علاجات للأمراض الحرجة، وتعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي لعلوم الحياة، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة".
ومن جهته، قال هشام حجر، المدير العام لشركة فيرتيكس في دول مجلس التعاون الخليجي، "نحن سعداء بالتعاون مع مستشفى ياس كلينك، لتقديم أول علاج يعتمد على تقنية كريسبر CRISPR-Cas9 للمرضى في الدولة والذين عانوا لفترة طويلة من محدودية خيارات العلاج. مع حصولنا على الموافقة التنظيمية واتفاقية التأمين الطبي مع دائرة الصحة أبوظبي، تمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو تقديم علاجات تحويلية للمرضى في الإمارات الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل فقر الدم المنجلي والثلاسيميا المعتمدة على نقل الدم، مما يعزز مهمتنا في تحسين حياة المرضى".
يعد مستشفى ياس كلينك مدينة خليفة ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية أول وأكثر المراكز تقدمًا في مجال العلاجات الخلوية في الدولة، ويركز بشكل كبير على العلاج الجيني كأحد تخصصاته الأساسية والذي يتم تطبيقة واستخدامه للعلاج في مستشفى ياس كلينك. وغالبًا ما تكمل العلاجات الخلوية والجينية بعضها البعض، خاصة في الحالات التي يتم فيها استخدام الخلايا المعدلة وراثيًا (العلاج الجيني) لتعزيز تأثيرها العلاجي. ويصبح هذا التكامل بين النهجين أكثر شيوعًا في العلاجات المتقدمة، مما يوفر حلولًا مبتكرة للأمراض المعقدة ويضع معايير جديدة في مجال الطب الدقيق.
ويمثل العلاج الجيني تقدمًا جذريًا في مجال الطب، حيث يوفر إمكانية معالجة الأمراض الوراثية من جذورها. وفي الإمارات العربية المتحدة، تتجاوز أهمية العلاج الجيني الفوائد الفردية للمرضى، لتمثل أيضاً خطوة أساسية ومهمة نحو تحقيق رؤية الدولة في ريادة الابتكار الصحي عالمياً.
ومن خلال تبني العلاجات المتطورة مثل العلاج الجيني، يهدف مستشفى ياس كلينك - مدينة خليفة و مركز أبوظبي للخلايا الجذعية وهو مركز تميز معتمد لزراعة نخاع العظم إلى تقديم حلول تغير حياة المرضى الذين كانوا يعانون من أمراض لم يكن من الممكن علاجها سابقاً، وتحسين جودة حياتهم، وتقليل الحاجة إلى السفر للخارج لتلقي الرعاية المتقدمة، وتخفيف العبء الاقتصادي طويل الأمد للأمراض المزمنة والوراثية.
