الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: يستعد رئيس الوزراء العمالي البريطاني السابق توني بلير لرئاسة إدارة انتقالية مؤقتة في قطاع غزة للإشراف على إعادة الإعمار بعد الحرب.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، فقد اقترح تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق كرئيس لمجلس إشراف يُسمى "الهيئة الدولية الانتقالية في غزة".
وأوضحت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) أن الإدارة الانتقالية ستدير غزة لعدة سنوات حتى تسليم السلطة إلى السلطة الفلسطينية.
ولا يتضمن هذا المشروع إعادة توطين الفلسطينيين، وهو أمر يعتبره الكثيرون خطًا أحمر في المفاوضات.
عمل الادارات المؤقتة
وإذ ذاك، فإنه لا بد من استطلاع كيف عملت الإدارات المؤقتة في دول أخرى؟
وفي تقرير لقناة (سكاي نيوز) البريطانية، فإنه كانت أنشئت إدارات مؤقتة في العديد من الدول بعد فترات الحرب، غالبًا بمساعدة الأمم المتحدة والقوى العظمى مثل الولايات المتحدة.
بعد المعارك الدامية بين الميليشيات الإندونيسية وقوى الاستقلال في تيمور الشرقية عام 1999، قادت أستراليا قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة (إنترفت) للحفاظ على الأمن.
وكان الهدف أيضًا تهيئة الظروف لتطبيق نتائج استفتاء عام 1999 الذي صوت فيه الشعب بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال.
وفي نفس العام، أنشأت الأمم المتحدة الإدارة الانتقالية في تيمور الشرقية (أونتايت) لإنشاء نظام برلماني، وتقديم الخدمات المدنية والاجتماعية، وضمان استمرار الدعم الإنساني.
استمر هذا الترتيب لمدة ثلاث سنوات حتى عام 2002 عندما أصبح شانا غوسماو أول رئيس لجمهورية تيمور الشرقية بعد استفتاء آخر.
كما نشرت الأمم المتحدة قوة حفظ سلام في كوسوفو عام 1999 بعد تدخل الناتو لطرد القوات الصربية من المنطقة التي يسكنها أغلبية من الألبان.
لا تزال قوة كوسوفو (كفور) موجودة في المنطقة للسيطرة على أي توترات، لكنها أنشئت في الأصل لتحديد مستقبلها السياسي.
بلغ عدد عناصر كفور ذروته عند 50 ألف جندي من 39 دولة من أعضاء الناتو وغير الأعضاء، وكانوا مقسمين إلى خمس فرق متعددة الجنسيات، كل منها تحت قيادة دولة مختلفة.
رافقها إدارة انتقالية تابعة للأمم المتحدة (أونميك)، والتي ساهمت بعد سنوات من المفاوضات بين الدول، في إنشاء نظام سياسي جديد.
وفي عام 2008، أعلنت كوسوفو استقلالها، وبقيت كفور ومراقبون تابعون للاتحاد الأوروبي في المنطقة كعامل ردع ضد العنف. بعد سقوط صدام حسين في عام 2003، أنشأت القوات الأمريكية، بقيادة الولايات المتحدة، سلطة انتقالية في العراق كحكومة مؤقتة.
تم تعيين مسؤولين أمريكيين اثنين، ضابط في الجيش برتبة لواء ثم دبلوماسي، كمديرين فعليين للحكومة.
وتم تقسيم السلطة الانتقالية إلى أربع مناطق جغرافية، مع تعيين مسؤول في كل منطقة، للمساعدة في إعادة بناء المجتمع تمهيداً لبناء نظام سياسي جديد.
ابتداءً من عام 2004، استُبدلت هذه السلطة بمجموعة من السلطات الانتقالية العراقية، بدءاً من مجلس الحكم العراقي، ثم الحكومة العراقية المؤقتة، وصولاً إلى الحكومة الانتقالية العراقية.
في عام 2005، أُجريت الانتخابات البرلمانية وتمّ إعداد الدستور، قبل إنشاء نظام "المحاصصة الطائفية" لتوزيع السلطة في البلاد.
وعلى الرغم من أن هذا النظام كان مُصمماً لضمان تمثيل متساوٍ للشيعة والسنّة والأكراد، إلا أنه أدى إلى جمود سياسي وفساد.