ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد (دمشق، القاهرة)
تواجه جهود إعادة الإعمار في سوريا العديد من التحديات، على رأسها انتشار مخلفات الحرب في العديد من مناطق البلاد، مما يجعلها عقبة أساسية أمام عودة الحياة الطبيعية، إذ تمثل خطراً حقيقياً على حياة المدنيين، وتعرقل تنفيذ المشاريع التنموية.
وبحسب بعض التقديرات، فإن أكثر من نصف سكان سوريا يواجهون مخاطر مميتة، بسبب انتشار مخلفات الحرب، وإذ سبق الإبلاغ عن مقتل وإصابة نحو 5600 شخص، جراء الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع، في الفترة بين عامي 2019 و2024، ويُعد الأطفال أكثر الفئات عُرضة للمخاطر الناجمة عن مخلفات الحرب.
واعتبر الكاتب والباحث السياسي السوري، عبد الحليم سليمان، أن مخلفات الحرب في سوريا تُعد مشكلة معقدة ومتعددة الأبعاد، إذ تُعيق عودة الحياة الطبيعية، لا سيما أنها تنتشر على امتداد الجغرافيا السورية من دون استثناء، فلا تكاد توجد منطقة في البلاد لم تتأثر بهذه المخلفات.
وذكر سليمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أنه مع مرور السنوات، وحتى بعد تغير موازين القوى وسقوط بعض الأطراف، بقيت مخلفات الحرب حاضرة كعقبة أساسية أمام جهود إعادة الإعمار، إذ لا تقتصر خطورتها على استمرارها في حصد أرواح مئات المدنيين، بل تمتد لتعرقل المشاريع التنموية، وتؤخر عودة مرافق البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما يجعلها أحد أبرز التحديات في مسار إعادة بناء سوريا.
وقال الباحث السياسي السوري، إن التعامل مع مخلفات الحرب لا يقتصر على إزالة الألغام أو رفع الركام أو البحث عن المفقودين، فهذه جميعها مسارات مترابطة تشكل أوجه العملية الانتقالية في البلاد، التي ينبغي أن تقوم على معايير واضحة ومشاركة فاعلة من مختلف القوى.