الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من بيروت: أثار انتشار مقطع فيديو من حفل زفاف ابنة علي شمخاني، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي وعضو مجلس الدفاع الوطني في إيران، ردود فعل واسعة في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث وجّه العديد من المستخدمين انتقادات حادة إلى ما وصفوه بالحياة المزدوجة ورياء مسؤولي النظام الإيراني.
— مالك الروقي (@alrougui)في أول ظهور له في مكان عام منذ محاولة إسرائيل اغتياله بعد أن قصفت غرفة نومه وأصيب بسببها
— مالك الروقي (@alrougui) October 18, 2025
- علي شمخاني الأمين السابق للأمن القومي الإيراني يظهر في مناسبة زواج ابنته في أحد فنادق طهران الشهيرة على أنغام حسين الجسمي pic.twitter.com/QLSxVg2w9q
وقد نُشر الفيديو مساء السبت 18 أكتوبر (تشرين الأول) على حساب أحد المستخدمين في منصة "إكس"، ولفت الأنظار في ظل بذخ الحفل، وغياب الحجاب الإجباري عن بعض الحاضرات، فضلًا عن فستان زفاف ابنة شمخاني، ما أثار موجة واسعة من التعليقات.
وأشار جزء كبير من المنتقدين إلى التناقض بين دعوات مسؤولي النظام الإيراني للمواطنين لتحمّل الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناجمة عن العقوبات وسوء الإدارة والفساد، وبين أسلوب حياتهم المترف والمكلف.
كما ظهر صوت حسين الجسمي وهو يغني، وفي تفسير ذلك فإنه يعود لأصول شمخاني، فهو عربي الأصل.
وتفاعلاً مع تسريب الفيديو أشارت آراء عبر منصات السوشيال ميديا إلى أن الحفل لم يكن مختلطاً بين النساء والرجال، ومن ثم يحق للعروس أن ترتدي ما تشاء، وأشاروا إلى أن التصوير والتسريب يجب انتقادهما في هذه الحالة.
أفخم فندق في إيران ويطالبون الشعب بالتقشف
ووفقًا لتقارير وسائل إعلام إيرانية، فقد أقيم الحفل في أبريل (نيسان) 2024 بفندق "إسبيناس بالاس" في طهران، وهو أحد أفخم وأغلى الفنادق في البلاد.
وفي مايو (أيار) 2024، انتقد النائب السابق عن مدينة جابهار في البرلمان الإيراني، معین الدین سعیدي، هذا الحفل، دون أن يذكر اسم شمخاني مباشرة، وقال في مقابلة مع موقع "جماران": "قبل أيام فقط، أحد كبار مسؤولي الدولة السابقين أقام حفل زفاف لابنته في فندق إسبيناس بالاس، وكان من المفترض أن تدخل شرطة الإرشاد الخاصة بالمسؤولين إلى هناك".
وفي ذلك الوقت، نشرت صحيفة "آرمان ملي" تقريرًا بعنوان "جدل حول زفاف في فندق إسبيناس بارسيان"، قدّرت فيه كلفة الحفل بنحو مليار وأربعمائة مليون تومان، وأشارت إلى تناقض ذلك مع تصريحات شمخاني السابقة حول "التقشف والحياة البسيطة".
وقبل انتشار هذا الفيديو، كانت صورة من بطاقة دعوة زفاف ابنة شمخاني قد تسربت إلى شبكات التواصل، وأثارت جدلاً واسعًا، حيث أُشير فيها إلى تاريخ الحفل في 18 أبريل 2024 في فندق إسبيناس.
انتقادات للرياء والنفاق السياسي
لفت أسلوب إقامة زفاف ابنة شمخاني انتباه العديد من المستخدمين، خصوصًا المشهد الذي يظهر فيه شمخاني ممسكًا بيد ابنته ويقودها إلى قاعة الحفل، وهو مشهد يشبه تقاليد الأعراس الغربية، في تناقض مع الخطاب الرسمي للنظام الإيراني الذي يندد دائمًا بـ"الثقافة الغربية" ويدعو إلى "الالتزام بالقيم الإسلامية".
كما أثار موضوع الحجاب الجدل الأكبر، إذ أظهر الفيديو نساءً غير محجبات في حضور شمخاني والعريس، في تناقض صارخ مع سياسات النظام الإيراني، التي تفرض الحجاب الإجباري بشدة.
وانتقد المستخدمون النظام الذي لا يتسامح مع مثل هذا الظهور من المواطنين العاديين، ويقوم في المقابل بإغلاق المقاهي والمطاعم وقاعات المناسبات بسبب "عدم الالتزام بالحجاب الإجباري".
ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة الفارسية على "إنستغرام" صورًا من حفل الزفاف، وعلّقت بالقول: "إذًا، شرطة الإرشاد والحجاب الإجباري موجودان فقط لعامة الناس في إيران؟".
الفساد الاقتصادي لعائلة شمخاني
كانت قضايا الفساد المالي لعائلة شمخاني، خلال السنوات الأخيرة، محورًا لتقارير إعلامية عديدة، حتى داخل الصحافة الإيرانية.
وذكرت صحيفة "آرمان ملي"، في تقريرها عن الزفاف، أن الشائعات حول عائلة شمخاني بدأت منذ عام 2019، حين ترددت أنباء عن أن تكاليف دراسة حسين شمخاني في لبنان بلغت 10 آلاف دولار.
كما أشار التقرير إلى أن موعود شمخاني ومحمدهادي شمخاني، ابني شقيق علي شمخاني، يعملان في سفارة النظام الإيراني في روسيا وفي منظمة منطقة أروند الحرة.
وفي عام 2022، وبعد انهيار مبنى "متروبل" في "عبادان"، حصلت "إيران إنترناشيونال" على وثائق تُظهر أن موعود شمخاني هو من قدّم المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة مجموعة عبدالباقي ومالك المبنى المنهار، حسين عبدالباقي، إلى بلدية عبادان بهدف الاستثمار.
أما حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، فهو من الشخصيات الرئيسة في بيع النفط الإيراني، وقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا عقوبات عليه وعلى الشركات التابعة له.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، كشفت وكالة "بلومبرغ"، في تقرير خاص، أن حسين شمخاني يُعد من أبرز الفاعلين في تجارة السلاح بين إيران وروسيا، وأن شبكة شركاته تلعب دورًا محوريًا في نقل الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ وقطع الطائرات المُسيّرة والمواد ذات الاستخدام المزدوج، بين طهران وموسكو.
ووصفت "بلومبرغ" شمخاني بأنه "ملياردير نفطي" استطاع التغلغل سرًا في قلب النظام المالي الغربي. وغالبًا ما يُشار إليه في المراسلات الداخلية باسم "هيكتور" أو بالحرف "H".