الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" (خاص من القاهرة): "مصر لا تنسى من خدمها"، والوزير الفنان فاروق حسني يقف في مصاف الشخصيات التي تستحق الظهور في ليلة الافتتاح الأسطوري للمتحف المصري الكبير، فهو صاحب الفكرة، والرجل الذي قاتل من أجلها، وخاصة حينما رفض جنرالات الجيش المصري تخصيص قطعة الأرض الكبيرة التي اختارها للمتحف في بادئ الأمر.
ولكنه لم يتراجع يوماً، وخاض مفاوصات شاقة كانت محصلتها تخصيص قطعة أرض مناسبة أكثر من التي سعى لتخصيصها، ولم يتردد في طرق أبواب الرئيس المصري الراحل حسني مبارك لحسم هذا الملف، وكانت السيدة سوزان مبارك من أشد الداعمين له في مشواره وزيراً للثقافة في مصر بين عامي 1987 و 2011.
وفي ليلة "الحلم" في افتتاح المتحف المصري الكبير، قال فاروق حسني البالغ 87 عاماً، إنه عاش من أجل هذه الليلة، وتمسك بحقه في أن يرى الحلم يتحول إلى حقيقة.
— ON (@ONTVEgy)فاروق حسني من احتفالية #المتحف_المصري_الكبير : كنت أعيش من أجل هذه اللحظة.. هي تجسيد لذاكرة أمة ورسالة حضارة خالدة❤️#ON pic.twitter.com/S0rupbjVYL
— ON (@ONTVEgy) November 1, 2025
الوزير الفنان فاروق حسنى، وبعد أن بزغ نجمه بشدة في سماء العمل الثقافي والحكومي والمؤسسي في مصر في عهد مبارك، أطلق عليه صفوت الشريف وزير الإعلام الراحل، والذي كان يتحكم في المخابرات العامة، شائعة بأنه "مثلي الجنس"، وهي الشائعة التي تم نفيها فيما بعد، ولكنها نالت منه لفترة من الزمن، فقد كان صفوف الشريف يشعر بنوع من الغيرة من توهج الوزير والفنان فاروق حسني.
وفي لقاء له بعد اعتزاله العمل السياسي، قال فاروق حسني البالغ 87 عاماً، إنه قرر التنازل عن كل ما يملك لمصر وشعبها، خاصة القصر الذي يملكه على نيل مصر في محافظة الجيزة، وغيره من الممتلكات، وهي المبادرة التي لقيت اعجاباً كبيراً على المستوى الشعبي في مصر.
الظهور المبهر في افتتاح المتحف
في بداية حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، أعرب الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، وصاحب فكرة إنشاء المتحف في تسعينيات القرن الماضي، عن سعادته البالغة وفخره بتحقيق حلمه الذي طال انتظاره، قائلاً: «كنت أعيش من أجل هذه اللحظة، أنتظرها يومًا بعد يوم، حتى أراها اليوم متجسدة بهذا الجمال والعظمة».
وأضاف فاروق حسني في كلمته: «أعيش في حضرة الحلم وقد أصبح حقيقة، ونفتتح المتحف المصري الكبير الذي تتجلى فيه الحضارة المصرية في أبهى صورها، حيث تلتقى عراقة الماضي مع إنجاز الماضي ليعبر عن الروح المصرية التي لا تنطفىء».

اشادة خاصة من ساويرس بالوزير الفنان
أشاد رجل الأعمال نجيب ساويرس، بدور ومجهود الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، في إنشاء المتحف المصري الكبير.
وقال "ساويرس"، في تغريدة عبر حسابه على "إكس": اليوم ونحن نفتتح المتحف المصري الجديد لا بد وأن نتذكر صاحب الفكرة والذي قام بالمجهود كله للحصول على التمويل وأشرف على تنفيذ هذا المشروع العملاق، كل الشكر والعرفان إلى صديقي الفنان فاروق حسني، الذي حلم بهذا المتحف حتى أتى اليوم الذي أصبح فيه حقيقة.
ثروتي ولوحاتي لشعب مصر
في وقت سابق أعلن فاروق حسنى عن مفاجأة كبيرة، منذ عام 2011 عندما قال، إنه سيتبرع بقصره بكل ما فيه من تحف ولوحات لـ مصر.
جاء ذلك خلال لقائه بالإعلامى خيرى رمضان ضمن برنامج «مصر النهاردة»، وقال إنه اتفق مع المحامى الخاص به على صيغة قانونية يتنازل بها عن منزله، وجزء كبير من ثروته المادية إلى الدولة، على أن يترك جزءًا صغيرًا من هذه الثروة لعائلته.
وأوضح الوزير، أنه لم يكتب وصية، لكنه اتفق مع المحامى على كافة التفاصيل، مؤكدا أن كل ما يمتلكه من حق مصر، وأنه لا يساوى شيئاً، بالنسبة لها، لكنه يعتبر ثروته هدية متواضعة، و«اعترافاً بالجميل لهذا الوطن العظيم، الذي نحبه جدا، ولا يمكن أن نقدم له مثلما قدم لنا الكثير»، معتبرا ثروته «وردة بسيطة أقدمها لمصر»، على حد قوله.
من هو فاروق حسني؟
هو فاروق عبد العزيز حسني وزير الثقافة المصري السابق. من مواليد العام 1938، في مدينة الإسكندرية، مصر. حصل على بكالوريوس الفنون - قسم الديكور من جامعة الإسكندرية. كما يلقب «بالوزير الفنان».
أحد أبرز الفنانين التشكيليين المعاصرين في مصر. قدم استقالته من الوزارة في العام 2005 على إثر حادث حريق مسرح «قصر ثقافة بني سويف» حيث أعلن مسؤوليته الأدبية عن الحادث، ولكن الرئيس الأسبق حسني مبارك رفض الاستقالة.

قصته مع الحجاب
أثار الرأي العام في مصر ضده إثر تصريحات له انتقد فيها «حجاب» النساء، واعتبره عودة للوراء قائلاً: «النساء بشعرهن الجميل كالورود، التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس»، إلا أنه أعلن بعد ذلك أنه «ليس ضد حجاب المرأة بوجه عام»، ولكنه اعتبر أن حجاب الطفلة الصغيرة مسألة مرفوضة لأنها كما قال «تدمر طفولتها البريئة».
له العديد من الإنجازات الثقافية في المجالات المختلفة بحكم منصبه منها ما هو في المجال التربوي والمتاحف والمشروعات الثقافية والآثار. وسبق له أن تعرضت وزارته للنقد من البعض بسبب قيامه بالاحتفال بمناسبة مرور قرنين على الحملة الفرنسية، أو قرنين على العلاقات المصرية الفرنسية.
المناصب التي عمل بها
1967-1978 مدير قصر الثقافة بالأنفوشى (الأسكندرية).
1978-1979 مدير مكتب وزير الثقافة.
1979-1982 نائب مدير أكاديمية الفنون المصرية.(مصر)
1982-1986 مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما (إيطاليا)
2004-2004 القائم بمهام وزير الإعلام.
1987-2011 وزير الثقافة.
قصة الترشيح لليونيسكو
ترشح فاروق حسني في 2009 لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» خلفا للياباني كويتشيرو ماتسورا الذي تولى منصبه في 1999 إلى جانب وزيرة الخارجية البلغارية السابقة إيرينا بوكوفا و7 مرشحين آخرين، انتهت في 22 سبتمبر 2009 عقب خمس جولات بخسارته أمام المرشحة البلغارية التي حصلت على 31 صوتا مقابل 27 صوتا للمرشح المصري، حيث أيدت دول كفرنسا المرشح المصري فيما ساندت الولايات المتحدة وألمانيا المرشحة البلغارية.
وكانت مراحل ترشيح فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونيسكو قد واجهت اتهامات أبرزها من قبل منظمات يهودية بشأن تصريح سابق له في مجلس الشعب المصري ردا على سؤال لنائب ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين حول معلومات عن عرض كتب إسرائيلية على أرفف المكتبات المصرية وتحديدا مكتبة الإسكندرية حيث ذكر أن الوزير قال بأنه «لو تواجدت كتب إسرائيلية في المكتبات المصرية لقام بحرقها»!.
إلا أن الوزير أكد في يونيو 2008 أثناء لقاء جمعه بأعضاء من نادي الصحافة الفرنسي بباريس أن تصريحاته «أخذت حجما أكبر من حجمها الطبيعي، وتم استغلالها خارج سياقها» حسب تعبيره، مضيفا أن تصريحه هذا أتى في أحد أروقة البرلمان المصري وخارج الجلسة الرسمية ردا على اتهام بأن وزارة الثقافة سمحت بعرض كتب إسرائيلية تسيئ للإسلام حسب النائب وذكر حسني «...قلت للنائب إذا وجدت كتباً تسيء للإسلام، فأنا علي استعداد لحرقها...» مضيفا أن التعبير كان مجازيا ينم عن نفي شديد لوجود كتب تسيء للإسلام، وليس ضد كتب بعينها كم تم تفسيره. فيما سحبت إسرائيل معارضتها لترشيح حسني للمنصب.
إضافة إلى اتهامات وجهت له من قبل مثقفين ودعاة حرية إعلام بشأن غض بصره عن نظام الرقابة الحكومية في مصر. وبعيد ظهور النتيجة وفوز بوكوفا، أعربت الوزيرة البلغارية السابقة في أول تصريح لها عن ثنائها لموقف منافسها فاروق حسني الودي منها والاحترام الذي أظهره تجاهها.

