اخبار العالم

عودة شاميما بيغوم والداعشيين المعتقلين من سوريا إلى ديارهم

عودة شاميما بيغوم والداعشيين المعتقلين من سوريا إلى ديارهم

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: دعت مراجعة مكافحة الإرهاب في بريطانيا إلى إعادة شاميما بيغوم وأشخاص آخرين مرتبطين ببريطانيا معتقلين في سوريا إلى أوطانهم.

أكدت مراجعة رئيسية لسياسة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة ضرورة إعادة شاميما بيغوم، تلميذة شرق لندن السابقة التي انضمت إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأشخاص آخرين مرتبطين ببريطانيا محتجزين في معسكرات في سوريا إلى أوطانهم.

وحسب قناة (سكاي نيوز) البريطانية، أشار التقرير، الذي أعدته لجنة مستقلة، إلى أن السياسة الحالية المتمثلة في ترك هؤلاء النساء والرجال والأطفال في طي النسيان "غير مستدامة" وتُهدد بتحويل معسكرات الاعتقال في شمال شرق سوريا إلى "غوانتانامو بريطانيا".

في إشارة إلى مركز الاحتجاز الأمريكي سيئ السمعة في خليج غوانتانامو بكوبا، والذي استُخدم لسجن المشتبه بهم من تنظيم القاعدة إلى أجل غير مسمى.

معاملة لا إنسانية

وحذرت اللجنة المستقلة لمكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة من أن الظروف في المعسكرات السورية، بما في ذلك معسكري الهول والروج، "تُشكل معاملة لا إنسانية ومهينة".

وقالت إن إجبار الأشخاص المرتبطين ببريطانيا على العيش في مثل هذه المرافق بدلاً من السماح لهم بالعودة إلى ديارهم "يتعارض" مع التزامات المملكة المتحدة الدولية في مجال حقوق الإنسان.

لا يزال العدد الدقيق للمواطنين البريطانيين، وكذلك أفراد مثل بيجوم، الذين سُحبت جنسيتها لانضمامها إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، العالقين في المخيمات غير واضح.

لكن التقديرات تشير إلى أن العدد الإجمالي يتراوح بين 50 و70 شخصًا، غالبيتهم من النساء، وما بين 12 و30 طفلًا، نصفهم دون سن العاشرة.

عودة طوعية

وأكدت اللجنة: هناك التزام خاص على الدولة البريطانية بحماية الأطفال من الأذى. وقالت: "ينبغي على الحكومة تسهيل العودة الطوعية للمواطنين البريطانيين، بمن فيهم أولئك الذين حُرموا من الجنسية البريطانية".

وقالت: "ينبغي عليها تعيين مبعوث خاص للإشراف على عملية الإعادة وإبلاغ العائدين باحتمالية تعرضهم للملاحقة القضائية".

وأشار التقرير إلى أن المملكة المتحدة كانت "خارجة عن المألوف" في سياستها تجاه المواطنين المرتبطين بها الذين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية والمحتجزين في المخيمات.

وُصف النهج البريطاني بـ"المسافة الاستراتيجية"، وتضمن تجريد الأشخاص من جنسيتهم، والحد من المساعدات القنصلية، والمساعدة في تمويل الحرس الكردي الذي يدير معسكرات الاحتجاز لضمان بقائهم عالقين.

دول اعادت مواطنيها

في المقابل، أعادت الولايات المتحدة وكندا وعدة دول أوروبية مواطنيها الذين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية إلى ديارهم.

وقالت اللجنة: "إن ضغوط الحكومة الأمريكية، التي دعت جميع الدول إلى استعادة مواطنيها، والتغيير في النظام السوري، ومع قيام دول أخرى بإعادة مواطنيها، واحتمال أن يصبح ما كان يُعرف بـ"غوانتانامو أوروبا" "غوانتانامو بريطانيا"، قد تجبر الحكومة على بدء عمليات الإعادة".

واستشهد التقرير بأبحاث وجدت أن ميزان المخاطر يُفضّل إعادة الأشخاص المرتبطين ببريطانيا إلى أوطانهم بدلاً من تركهم عالقين في سوريا وعرضةً لمزيد من التطرف.

وأضافت اللجنة: "بما أن الهروب من المعسكرات من المرجح أن يؤدي إلى عودة البعض إلى المملكة المتحدة، فإن برنامجًا منظمًا للعودة وإعادة التأهيل والإدماج هو الخيار الأمثل على المدى الطويل لإدارة المخاطر".

وقد سرد التقرير الأدوات التي يمكن استخدامها لإدارة عمليات العودة والحد من المخاطر على السلامة العامة، بما في ذلك منع العائدين من السفر، ووضعهم قيد التحقيق، وتسجيلهم في برامج مكافحة التطرف.

يذكر أن شاميما بيغوم، البالغة من العمر 26 عامًا، هي أبرز المحتجزات في مخيم الروج للاجئين.

وكانت خسرت بيغوم استئنافًا ضد سحب جنسيتها البريطانية العام الماضي.

كانت بيغوم سافرت إلى سوريا عام 2015، وهي في الخامسة عشرة من عمرها، مع صديقتين من المدرسة. تزوجت من مقاتل في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد وصولها بفترة وجيزة. رُزقا بثلاثة أطفال، لكن لم ينجُ أيٌّ منهم.

وهي عالقة في المخيم منذ عام 2019.

وإلى جانب التوصيات بشأن ما يجب فعله بشأن المواطنين البريطانيين المحتجزين في سوريا، ركز التقرير على كيفية تحسين إجراءات مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة.

والأهم من ذلك، وجد التقرير أن استراتيجية المملكة المتحدة لمكافحة الإرهاب "لم تعد تحافظ على أمن البلاد" وتحتاج إلى "إصلاح جذري".

Advertisements

قد تقرأ أيضا