القاهرة - سامية سيد - كتبت مروة هريدى

غالبًا ما نعتقد أن ضغط الدم يتأثر بما نأكله، أو ما نتعرض إليه من توتر، أو بتناول الأدوية وغيرها، ولكن هناك عامل آخر يؤثر بهدوء على ضغط الدم لدينا، وهى حالة الطقس، حيث يمكن لتغيرات درجات الحرارة، سواء انت حارة أو باردة،  أن تؤثر على أداء القلب والأوعية الدموية، وبالنسبة لأي شخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم، قد يكون لهذه التغيرات تأثير أكبر من المتوقع، ومع ازدياد تقلبات الطقس، من الضروري أن نفهم كيف تؤثر تقلبات الطقس على صحتنا، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

خلال فصل الصيف، يلجأ الجسم إلى توسيع الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد لتبريد نفسه، وهي عملية تُعرف باسم توسع الأوعية الدموية، حيث يسمح هذا للهواء بالخروج بسهولة أكبر، ولكن في الواقع، يضطر القلب إلى بذل جهد أكبر، فينبض أسرع ويدفع المزيد من الدم إلى سطح الجلد، وهذا الانخفاض في مقاومة الأوعية الدموية قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

قد يبدو هذا أمرًا جيدًا إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، وهو كذلك إلى حد ما، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، فارتفاع درجة الحرارة يصاحبه تعرق مفرط وفقدان للسوائل، وإذا لم يُعوّض فقدان السوائل بشكل كافٍ، ينخفض حجم الدم مجددًا، فيستجيب الجسم بإفراز الفازوبريسين، وهو هرمون يساعد على الاحتفاظ بالماء، ولكنه يُسبب أيضًا انقباض الأوعية الدموية، والنتيجة هي ارتفاع سريع في ضغط الدم، مما قد يُعوّض الانخفاض السابق ويُرهق القلب.

قد يكون هذا النوع من التقلبات خطيرًا بشكل خاص إذا كنت تتناول أدوية تُعزز توسع الأوعية الدموية، حتى الجفاف الخفيف قد يؤثر سلبًا على وصول الأكسجين إلى أعضائك ويؤدي إلى مضاعفات، وتؤدي درجات الحرارة الباردة إلى رفع الضغط من خلال تضيق الأوعية الدموية في الطقس البارد، ويكون الوضع معاكسًا، حيث تنقبض الأوعية الدموية لمنع الحرارة من التسرب، ويُعرف هذا التضيق بانقباض الأوعية الدموية، ويزيد هذا التضيق من مقاومة الشرايين، مما يُجبر القلب على العمل بجهد أكبر، ويؤدي في النهاية إلى ارتفاع ضغط الدم.

وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة ارتفاع ضغط الدم، وشملت متابعة أكثر من 16,000 مريض، أن أكثر من ثلثهم أظهروا حساسية متزايدة لدرجات الحرارة الباردة، ولم يقتصر ارتفاع ضغط الدم الانقباضي لدى هؤلاء الأفراد خلال فصل الشتاء على ارتفاعه، بل كانوا أيضًا أكثر عرضة لمضاعفات القلب والأوعية الدموية.

علاوة على ذلك، غالبًا ما يؤدي فصل الشتاء إلى قلة النشاط البدني، وزيادة الوزن، وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالملح، كما أن قلة التعرض لأشعة الشمس قد تُقلل من مستويات فيتامين د، الذي يرتبط بضعف التحكم في ضغط الدم، لذلك يُصبح فصل الشتاء موسمًا تُؤثر فيه جميع العوامل سلبًا على صحة القلب.

إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فالأفضل لك أن تبقى على اطلاع دائم، من خلال قياس ضغط دمك بانتظام، خاصةً مع تغير الفصول، وقد يساعدك هذا على التكيف مع تغيرات جسمك بشكل أفضل، وفي الحر، حافظ على رطوبة جسمك، حيث يُنصح عادةً بشرب ستة إلى ثمانية أكواب من الماء يوميًا، ومع ذلك، إذا كنت تبذل مجهودًا بدنيًا أعلى فقد تحتاج إلى شرب المزيد من الماء، كما يجب الحد من المشروبات المدرة للبول مثل الكافيين، لأنها قد تزيد من فقدان السوائل.

وخلال فصل الشتاء، أعطِ الأولوية للدفء والثبات، ارتدِ طبقات من الملابس، وحافظ على نشاطك البدني، حتى لو تطلب الأمر ممارسة تمارين تمدد داخلية أو تمارين خفيفة، وحافظ على تدفئة مريحة، مع اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والدهون الصحية، والتقليل من الملح، لدعم صحة القلب والأوعية الدموية على مدار العام.