اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | من ابتسامة البداية إلى اختبار المستقبل... هل تصبح رئيسة وزراء اليابان «المرأة الحديدية» الجديدة على الساحة السياسية الدولية؟

اليابان | من ابتسامة البداية إلى اختبار المستقبل... هل تصبح رئيسة وزراء اليابان «المرأة الحديدية» الجديدة على الساحة السياسية الدولية؟

سياسة 21/11/2025

انطلقت تاكايتشي ساناي بقوة في منصبها الجديد كأول امرأة تتولى منصب رئيس وزراء اليابان، حيث شاركت في اجتماعين دوليين رئيسيين وأربعة اجتماعات قمة مهمة خلال أول أسبوعين لها في المنصب. ولكن هل ستتمكن من التعامل مع العديد من القضايا الشائكة التي يفرضها الوضع المضطرب الذي يعيشه العالم الآن.

بداية قوية لرئيسة وزراء اليابان

أصبحت تاكايتشي ساناي أول امرأة تتولى منصب رئيس وزراء اليابان في 21 أكتوبر/تشرين الأول، عقب انتخابها رئيسة للحزب الليبرالي الديمقراطي في وقت سابق من الشهر. وبعد خمسة أيام فقط، أي في 26 أكتوبر/تشرين الأول، بدأت مهامها الدبلوماسية بمشاركتها في قمة قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي عُقدت في كوالالمبور. وقد كان هذا دون شك ظهورًا مفاجئًا للقائدة الجديدة على الساحة الدولية، لا سيما مع اقتراب موعد لقائها بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان مقرراً أن يصل إلى طوكيو في 27 أكتوبر/تشرين الأول، لذا فقد كان هناك جدل حول ما إذا كان يجب عليها القيام بالرحلة إلى ماليزيا من الأساس. إلا أن اليابان كانت حاضرةً في هذا التجمع السنوي ويبدو أن تاكايتشي شعرت أن غيابها سيبعث برسالة غير مرغوب فيها إلى الصين وأعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) مفادها أن اليابان أصبحت أقل اهتمامًا بالمنطقة مقارنة بالماضي، مما دفعها إلى اتخاذ قرار القيام بالزيارة.

في كوالالمبور، أعلنت تاكايتشي عزم اليابان على المضي قدمًا في تعزيز مبادئ منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة، التي تبنّاها رئيس الوزراء شينزو آبي لأول مرة خلال فترة ولايته 2012-2020، والتعاون مع مجموعة دول جنوب شرق آسيا في مجال الأمن البحري، بالإضافة إلى دعم رؤية المجموعة بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهو إطار عمل تم اقتراحه في عام 2019 لتعزيز الانفتاح والشمولية واحترام القانون الدولي والحوار والتعاون البحري وعدم التدخل في السياسة الداخلية، وغير ذلك. كما أعربت تاكايتشي عن أملها في إعادة دول جنوب شرق آسيا إلى ركب الأنظمة المفتوحة التي تقودها اليابان ودول الغرب، في ظل ابتعاد تلك الدول عن الولايات المتحدة نتيجة للتعريفات الجمركية التعسفية والمرتفعة بشكل مفرط التي فرضها ترامب.

ولعلّ مكانتها المرموقة كأول زعيمة لليابان، هي ما دفعت القادة الحاضرين إلى الاهتمام الشديد بلقائها، فسرعان ما امتلأ جدول أعمالها المزدحم بمؤتمرات قمة مع رؤساء الدول الرئيسية في رابطة آسيان، إلى جانب أستراليا. كما أشاد المسؤولون اللذين رافقوا تاكايتشي من اليابان بأدائها ووصفوه بأنه ”بداية صاروخية“ لمسيرتها الدبلوماسية، مما يحمل رسالة قوية حول اهتمام اليابان العميق بعلاقاتها الإقليمية.

ساناي في مرمى الانتقادات

في 28 أكتوبر/تشرين الأول، بعد عودتها من ماليزيا بفترة وجيزة، التقت تاكايتشي بالرئيس ترامب في دار الضيافة الحكومية في موتو-أكاساكا بطوكيو، ودَعَت إلى بناء ”عصر ذهبي جديد“ في العلاقات الثنائية اليابانية الأمريكية. كما استقلت المروحية الرئاسية لمرافقة ترامب إلى القاعدة البحرية الأمريكية في يوكوسوكا، بمحافظة كاناغاوا، حيث ظهرت إلى جانبه على متن حاملة الطائرات يو إس إس جورج واشنطن، رافعةً قبضتها وتقفز بنشاط في لفتةٍ مُصممة لجذب انتباه المشاهدين الأمريكيين لأدائها.

لا شك أن ذلك عرّضها إلى بعض الانتقادات التي رأت أنها كانت ” متحمّسة أكثر من اللازم“ خلال فترة وجودها مع الرئيس، لكنها نجحت في تقديم نفسها بوصفها الوريثة للعلاقة الشخصية الوثيقة التي جمعت آبي شينزو بالرئيس الأمريكي، إذ دخلت سريعًا في علاقة ودية مع ترامب حيث كانا يخاطبان بعضهما البعض بأسمائهما الأولى ”ساناي ودونالد“ ويمكن القول إن هذا الأداء مهّد أيضًا الطريق أمام عقد قمتها السريعة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ. لكن وبرغم كل ما سبق، لا يمكننا أبداً وصف الوضع العالمي الراهن الذي يؤثر على العلاقات اليابانية الأمريكية بأنه مواتٍ لعصر ذهبي جديد. فقد سعى دونالد ترامب إلى معاقبة الصين بفرض رسوم جمركية عالية على صادراتها، لكنه اضطر إلى تقديم تنازلات في مواجهة رد الصين الانتقامي المتمثل في تقييد تصدير المعادن الأرضية النادرة التي تحتاجها الولايات المتحدة بشدة. كما بدأت قضايا خطيرة أخرى بالظهور، من بينها تأخر كل من اليابان والولايات المتحدة في مجالي الأمن العسكري والاقتصادي نتيجة سيطرة الصين على أكثر من نصف سوق بناء السفن العالمي.

ليس من المفاجئ، إذن، أن واحدة من الخطوات المبكرة التي اتخذتها تاكايتشي في تعاملها مع ترامب جاءت بدافع الشعور بالضرورة الملحّة، حيث تمكّنت من تأمين اتفاق على إطار تعاوني يشمل توسيع سلاسل توريد مستقرة للمعادن النادرة وتعزيز قدرة البلدين على بناء السفن.

كيفية تحقيق التوازن في العلاقات مع الصين

بعد أيام فقط من لقائها مع ترامب، غادرت تاكايتشي مجددًا في 30 أكتوبر/تشرين الأول، وهذه المرة إلى مدينة غيونغجو في كوريا الجنوبية لحضور اجتماع قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك). وعلى هامش اجتماع أبيك التقت بالرئيس الكوري الجنوبي لي جاي-ميونغ، وكانت مبتسمةً خلال ما بدا أنه محاولة ناجحة لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عنها باعتبارها متشددة تجاه كوريا. وقد اتفقت مع لي جاي-ميونغ — الذي يرى البعض أنه قومي يساري متشدد تجاه اليابان —على ”السعي إلى تحقيق علاقة مستقرة وموجهة نحو المستقبل“، وتعهد الطرفان بمواصلة الدبلوماسية المكوكية بين البلدين.

في 31 أكتوبر/تشرين الأول، التقت بالرئيس شي جينبينغ. واتفق الطرفان على مواصلة الحوار من أجل بناء علاقة استراتيجية تقوم على المنفعة المتبادلة، حيث صرحت تاكايتشي: ”أنا مؤمنة إيمانًا راسخًا بقوة القناعة وقوة الفعل، وآمل أن أواصل الحوار الصريح مع الرئيس شي لتحسين العلاقات بين بلدينا“. لطالما اعتُبرت تاكايتشي ساناي من بين الجناح الأكثر تشددًا في الحزب الليبرالي الديمقراطي بشأن قضايا مثل تاكيشيما (الجزر التي تسيطر عليها كوريا الجنوبية، والتي تُطلق عليها دوكدو)، وقضية ”نساء المتعة“ التاريخية، ومسألة ضريح ياسوكوني، ووضع تايوان، وقضايا حقوق الإنسان في الصين، ومن المرجّح أن القلق الشديد في بكين وسيول تجاه وجهة نظرها بشأن تلك القضايا لم يتغير كثيرًا، ولكن كما أشارت في المؤتمر الصحفي الذي أعقب محادثاتها مع شي، في الأيام الأولى لإدارتها، ”فإن وجود هذه المخاوف تحديدًا هو ما يدفعنا إلى مناقشة الأمور“. وبهذه الطريقة تكون تاكايتشي قد وصفت مسارها السياسي بأنه يهدف إلى تحقيق منافع متبادلة لليابان وجيرانها في المنطقة. وقد تناولت وسائل الإعلام الأمريكية عمومًا أداء تاكايتشي في بدايات عملها الدبلوماسي بنبرة إيجابية. حيث عنونت صحيفة نيويورك تايمز تغطيتها للقمة اليابانية الأمريكية بعبارة ” علاقات ترامب مع زعيمة اليابان“، مشيرةً إلى أنها نجحت إلى حد ما في ضمان تعهدات ترامب بمزيد من الانخراط في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتعزيز روابط التحالف، بل وذهبت بعض التغطيات الإعلامية إلى حد وصف تاكايتشي بأنها ”الصديقة الجديدة المقرّبة لترامب“.

في الواقع، كان الثناء على أول ظهور دبلوماسي لتاكايتشي مستحقًا. فقد امتنعت عن المضي قدمًا بقوة في الآراء التي عُرفت بتبنيها سابقًا، ورسمت صورة كدبلوماسية مرنة وواقعية بابتسامة على وجهها. وبالمقارنة مع عقد مضى، عندما كان معلمها شينزو آبي ممثلاً لليابان على الساحة العالمية، فقد أصبحت الظروف التي تواجه اليابان أشد صعوبة بسبب، على سبيل المثال لا الحصر، علاقات التعاون المقلقة بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، ورسوم ترامب الجمركية، والوضع الأمني ​​العالمي المتردي كما هو الحال في أوكرانيا والشرق الأوسط، وعوامل أخرى يجب عليها التعامل معها. من أجل حماية مصالحها الوطنية، لا يمكن لليابان أن تمضي وحدها مكتفيةً باتخاذ موقف صارم فحسب في مواجهة مثل هذه التحديات.

لم يعد بإمكان اليابان الاعتماد على الردع فقط في تعاملاتها مع الصين، فلا بدّ الآن من امتلاك قدرة أكثر توازنًا ودقة في إدارة العلاقات مع هذا البلد. هذا يعني تعزيز التحالف الثنائي مع الولايات المتحدة، واتباع سياسة براغماتية تجاه الصين، مع التركيز على الحوار وتحقيق فوائد ملموسة. أما تاكايتشي ساناي، فلم تواجه بعدُ تحدياتٍ صعبةً حقًا، ألا وهي: إيجاد الأموال اللازمة لزيادة الإنفاق الدفاعي الياباني إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وتنفيذ الاستثمارات الموعودة البالغة 550 مليار دولار في أمريكا، وتحقيق الاستقرار في العلاقات مع الصين وكوريا الجنوبية.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان الرئيسي: رئيس الوزراء الياباني تاكايتشي ساناي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يظهران أمام البحارة على متن حاملة الطائرات يو إس إس جورج واشنطن في ميناء يوكوسوكا في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2025. © كيودو نيوز)

اليابان المرأة اليابانية سياسة رئيسة وزراء اليابان

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | من ابتسامة البداية إلى اختبار المستقبل... هل تصبح رئيسة وزراء اليابان «المرأة الحديدية» الجديدة على الساحة السياسية الدولية؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا