تعتبر صحة الفم والأسنان من أهم مؤشرات الصحة العامة وخاصة لدى الأطفال، فالفم هو البوابة الأولى للجهاز الهضمي، والعناية بالأسنان اللبنية منذ لحظة ظهورها لا تُعد فقط ضرورة صحية بل هي استثمار في صحة الطفل المستقبلية.

ويعتقد البعض أن الأسنان اللبنية لا تحتاج إلى العناية لأنها ستسقط وتُستبدل بأسنان دائمة، لكن الواقع الطبي يؤكد عكس ذلك، إذ إن إهمالها قد يؤدي إلى التهابات، تسوس مبكر وحتى اضطرابات في نمو الفكين وظهور الأسنان الدائمة بشكل غير منتظم.

وفي السطور التالية تُوضح الدكتورة مي عصام، أخصائية طب الأسنان، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أهمية العناية اليومية بالأسنان منذ الأشهر الأولى، وتقدم مجموعة من النصائح للأهالي، بالإضافة إلى أبرز الأخطاء التي يرتكبها البعض دون وعي وتؤثر سلبًا على صحة الفم لدى الصغار.

متى نبدأ العناية بأسنان الطفل؟

تبدأ العناية بأسنان الطفل قبل حتى ظهورها ويُفضل تنظيف لثة الطفل يوميا بقطعة شاش مبللة، ومنذ ظهور أول سن، يُستخدم فرشاة صغيرة وكمية بحجم حبة الأرز من معجون يحتوي على الفلورايد.

وتشير إلى أن أول زيارة لطبيب الأسنان يجب أن تكون عند عمر عام أو خلال ستة أشهر من ظهور أول سن، وهو أمر يغفله كثير من الأهالي.

التسوس المبكر.. خطر صامت

تُحذر أخصائية طب الأسنان من ظاهرة تسوس الأسنان المبكر عند الرضع، والذي يظهر نتيجة ترك الزجاجة في فم الطفل أثناء النوم أو الإكثار من العصائر السكرية، فالحليب والعصائر تحتوي على سكريات تتفاعل مع بكتيريا الفم، ما يسبب نخر الأسنان في سن مبكر جدًا.

وتضيف أن هذا النوع من التسوس قد يصيب الطفل بألم مزمن ويؤثر على تغذيته ونموه.

أهم النصائح اليومية للأهالي

هناك قائمة من الإرشادات اليومية للعناية بأسنان الأطفال، من بينها:

• تنظيف الأسنان مرتين يوميا بمعجون يحتوي على الفلورايد.
• تقليل السكريات والمأكولات اللاصقة.
• منع النوم مع الزجاجة.
• تشجيع الطفل على شرب الماء بعد تناول الطعام.
• زيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر.

ومن المهم أن تكون العناية بالأسنان جزءًا من الروتين اليومي، وأن يتعلمها الطفل بطريقة ممتعة.

الأخطاء الشائعة

وهناك أيضًا عدة ممارسات خاطئة يقوم بها الأهل دون إدراك، منها:

• استخدام معجون غير مناسب لعمر الطفل.
• مشاركة الطفل أدوات الأكل مع البالغين، ما ينقل البكتيريا.
• تجاهل مشاكل الأسنان اللبنية بحجة أنها ستتبدل.
• إهمال النظافة اليومية للفم والأسنان.

فتجاهل صحة الفم في الطفولة يترك آثارًا سلبية على النطق والمضغ والثقة بالنفس في المستقبل.

دور التغذية في صحة الأسنان

كما أن التغذية تساعد في نمو الأسنان وقوتها، مشددة على أهمية الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل الحليب، الجبن، والبيض، وكذلك فيتامين D.