انت الان تتابع خبر البيكب" او "الطگ طگ"…الحكاية التي لا تنتهي في العراق والان مع التفاصيل
بغداد - ياسين صفوان - في العراق، أسماء كثيرة تمر، لكن القليل يترك أثراً حقيقياً. وتويوتا هايلكس ليست مجرد سيارة، بل جزء من الحياة اليومية: في المزارع، بين شوارع بغداد المزدحمة، وعلى طرق أربيل الجبلية.
لماذا يحبها العراقيون؟
تعد هايلكس المركبة المحبوبة في مختلف الأسواق العالمية عامة والعراقية خاصة، لدرجة أن البعض بات يناديها هايلكس من دون ذكر علامة تويوتا، فيما يدللها البعض الآخر بأسماء وأسماء غريبة عجيبة.
ولأنها أصبحت جزءاً من الحياة اليومية في العراق، فقد اكتسبت تويوتا هايلكس ألقاباً شعبية متداولة بين الناس. في الأسواق والشوارع الريفية تُدعى ببساطة "البيكب"، وكأنها المعيار الذي تُقاس به باقي الشاحنات. أما بين الشباب وسائقي الطرق الوعرة فيطلقون عليها أحياناً اسم "الطگ طگ"، في إشارة إلى قدرتها على مواجهة المطبات والحفر دون أن تفقد توازنها. حتى إن البعض يكتفي بقول "التويوتا" للدلالة عليها، وكأن هذا الطراز أصبح الهوية الكاملة لسيارات النقل الخفيف في العراق. هذه الأسماء ليست مجرد ألقاب، بل دليل على مكانة الهايلكس في الذاكرة الجماعية للعراقيين، إذ ارتبطت بسنوات طويلة من التحمل في ظروف قاسية، لتتحول إلى رمز صامد في السوق والشارع معاً. عشاقها يؤكدون أن من يحافظ على صيانتها، تحافظ عليه بالمقابل.
دعوني اشير الى مجموعة من الأسباب التي حولت هايبكس الى معشوقة الجماهير:
- لأن محركها V6 بسعة 4.0 ليتر يطلق قوة 239 حصاناً وعزم 310 نيوتن متر، ما يجعلها تصمد أمام الرمل والحصى والطرقات المدمرة حسب ما تؤكده تويوتا العراق. هذا الأمر ينطبق ايضاً ولكن بنسبة أقل على محرك الأربع اسطوانات الذي يولد قوة 164 حصاناً وعزم 245 نيوتن متر.
- لأنها الأكثر مبيعاً، حيث أطاحت بمختلف منافسيها لتصبح السيارة الأولى في العراق.
- لأن تويوتا تمنح ضماناً يصل إلى 3 سنوات أو 100,000 كلم، مع عروض صيانة وخدمات ما بعد البيع.
لكن الهايلكس ليست بلا عيوب، ويشكو الكثيرون من نسبة استهلاكها العالي من الوقود، خاصة مع محرك V6 أو عند تحميلها. كذلك، وعلى الطرق المعبدة، يحوّل نظام التعليق تجربة الركوب على متنها الى تجربة قاسية بعض الشيء. وحتى الصيانة وقطع الغيار، رغم توافرها، قد تثقل الميزانية. والأسعار ليست رخيصة؛ بعض المشترين يصفونها بأنها غالية بعض الشيء لكنها تستحق ذلك.
قصص من أرض الواقع
فرضت هايلكس قصصاً بشكل يومي على حياة العراقيين بسبب تعلقهم بهذه السيارة التي باتت رفيقاً يومياً لهم، مثلاً:
- مزارع من البصرة يروي أن هايلكس لم تخذله أبداً في الحقول الرملية، لكنها ترهقه على الطرق الطويلة بسبب ضعف المكيّف والاهتزازات.
- سائق في بغداد يعتمد عليها للتوصيل، لكنه ينتقد نسبة استهلاكها من الوقود كل يوم، إذ يضطر لتبديل الزيوت وصيانة الفرامل بشكل متكرر.
- شاب مغامر في أربيل يرى أنها سيارة ذات موثوقية عالية للمغامرات، لكن يذكر الآخرين: "لا تتوقعوا منها راحة سيارة سيدان".
بين المنافسة والواقع
مقارنة بكافة منافسي هايلكس، حسمت شاحنة تويوتا المعركة لصالحها. أما أمام سيارات الدفع الرباعي المترفة، فهي تخسر في الراحة والعزل الصوتي، لكنها تربح في الصلابة والاعتمادية.
هايلكس في العراق ليست مجرد مركبة تُباع وتُشترى؛ إنها شريك حياة. قد تستهلك وقوداً أكثر، قد ترهقك تكاليف صيانتها أحياناً، لكن في بلدٍ تفرض طبيعته تحديات قاسية مثل العراق، تبقى الهايلكس الملكة من دون منازع. من يقبل خشونتها، يجد فيها رفيقاً لا يخونه على الطريق.