ابوظبي - سيف اليزيد - مريم بوخطامين (أبوظبي)
أعلن تيموثي بالدوين، عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وأستاذ معالجة اللغة الطبيعية، عن انطلاقة تاريخية للجامعة مع بداية العام الأكاديمي الجديد، تمثلت في إطلاق أول برنامج بكالوريوس العلوم في الذكاء الاصطناعي، الذي يهدف إلى إعداد جيل جديد من القادة القادرين على توظيف الذكاء الاصطناعي في صياغة حلول مبتكرة تدعم الاقتصاد العالمي وتواكب متطلبات المستقبل.
وقال بالدوين: «يمثل هذا البرنامج خطوة محورية في مسيرة الجامعة، حيث يُقدَّم في مسارين رئيسيين هما مسار الأعمال ومسار الهندسة، بما يدمج بين المعرفة التقنية العميقة ومهارات القيادة وريادة الأعمال، ويوفّر للطلاب تجربة عملية مباشرة من خلال الانخراط في قطاعات صناعية متعددة».
وأضاف: «بالتوازي مع ذلك، أطلقنا برنامجين جديدين على مستوى الدراسات العليا، هما الماجستير في الإحصاء وعلوم البيانات، والماجستير في الذكاء الاصطناعي التطبيقي، لتلبية الاحتياجات المتزايدة في سوق العمل العالمي».
وأشار بالدوين إلى أن هذه الإضافات رفعت إجمالي عدد برامج الجامعة إلى ثمانية برامج متقدمة، مؤكداً أن الجامعة حريصة على توفير تعليم نوعي ومتكامل يرسّخ مكانتها كمؤسسة أكاديمية رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي.
وكشف أن الجامعة استقبلت هذا العام أكثر من 400 طالب جديد في البكالوريوس والدراسات العليا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى نحو 700 طالب وطالبة. وقال: «لقد استقبلنا أكثر من 8000 طلب التحاق، بمعدل قبول لا يتجاوز 5%، وهو ما يعكس سمعة الجامعة العالمية وقدرتها على استقطاب نخبة المواهب من داخل الدولة وخارجها».
وأوضح أن برنامج بكالوريوس العلوم في الذكاء الاصطناعي استقطب في عامه الأول أكثر من 110 طلاب، بينهم نسبة كبيرة من الطلبة الإماراتيين الذين يشكّلون أكثر من ربع الدفعة الأولى. وأضاف: «هذا الإقبال يعكس ثقة الطلبة من مختلف أنحاء العالم بالجامعة كمركز أكاديمي عالمي يوفر بيئة تعليمية متطورة تدمج بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي».
5 أعمدة
وعن أهداف برنامج البكالوريوس الجديد، أوضح بالدوين أنه يقوم على خمسة أعمدة أساسية: العمق الأكاديمي والتقني، من خلال مناهج متقدمة تغطي أحدث التطورات في الذكاء الاصطناعي، والتجربة العملية المباشرة: عبر مشاريع تطبيقية وشراكات مع جهات صناعية، وتنمية مهارات القيادة وريادة الأعمال، لتمكين الطلبة من ابتكار مشاريع وشركات مستقبلية، والتنوع العالمي، من خلال بيئة تعليمية متعددة الثقافات، والارتباط بسوق العمل، بمواءمة البرامج مع احتياجات الاقتصاد العالمي.
قادة المستقبل
واختتم بالدوين تصريحه قائلاً: «نضع أمامنا هدفاً واضحاً يتمثل في تخريج قادة في مجال الذكاء الاصطناعي قادرين على إحداث فرق حقيقي في القطاعات الحيوية، محلياً وعالمياً، بما يعزز دور الجامعة في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي».
مكانة أبوظبي
أكد أن البرنامج الجديد يعزّز من مكانة أبوظبي كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الجامعة لا تقتصر على إعداد الكفاءات، بل تعمل أيضاً كمنصة للتعاون الدولي، حيث تستضيف خبراء عالميين وتساهم في تطوير تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات.
وقال بالدوين: «ساهمت الجامعة في ترسيخ موقع الإمارات عالمياً، حيث جاءت الدولة في المرتبة الخامسة وفق أداة Global AI Vibrancy Tool التابعة لجامعة ستانفورد، وهو إنجاز نعتز بأن للجامعة دوراً محورياً فيه».
وأشار إلى أن الجامعة تعزز منظومة أبوظبي للذكاء الاصطناعي عبر شراكات استراتيجية مع شركات عالمية، مثل IBM وMicrosoft وG42، إلى جانب دعم بيئة الابتكار المحلية. وأكد: «نحرص على أن تكون الإمارات ليس مجرد مشارك في المشهد العالمي، بل فاعل رئيسي في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي».