اخبار العالم

وول ستريت جورنال: الجنائية الدولية قد تكون "ساحة المحاكمة القادمة لدونالد ترامب"

  • وول ستريت جورنال: الجنائية الدولية قد تكون "ساحة المحاكمة القادمة لدونالد ترامب" 1/5
  • وول ستريت جورنال: الجنائية الدولية قد تكون "ساحة المحاكمة القادمة لدونالد ترامب" 2/5
  • وول ستريت جورنال: الجنائية الدولية قد تكون "ساحة المحاكمة القادمة لدونالد ترامب" 3/5
  • وول ستريت جورنال: الجنائية الدولية قد تكون "ساحة المحاكمة القادمة لدونالد ترامب" 4/5
  • وول ستريت جورنال: الجنائية الدولية قد تكون "ساحة المحاكمة القادمة لدونالد ترامب" 5/5

الرياص - اسماء السيد - في جولتنا بين الصحف العالمية لهذا اليوم، نستعرض لكم ثلاثة مقالات متنوّعة ما بين المطاردات القضائية "التي لا تتوقّف" للرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ وبين فُرَص نجاح خُطّته الرامية "للسلام الأبديّ" في غزة؛ قبل أن نختتم بسؤال ربما يشغل بال كثيرين فيما لو "بلغوا 150 عاماً!".

ونستهل جولتنا من صحيفة وول ستريت جورنال، حيث نطالع مقالاً بعنوان "الملاحقة القضائية القادمة لدونالد ترامب"، بقلم يوجين كونتوروفيتش، أستاذ القانون بجامعة جورج ميسون الأمريكية.

ولفت الكاتب إلى الملاحقات القضائية التي طاردتْ ترامب قبل أن تبدأ فترة رئاسته الثانية، سواء في محاكم ولايات أمريكية بعينها، أو في محاكم فيدرالية، أو حتى في مجلس الشيوخ.

ورجّح كونتوروفيتش أن تستأنف تلك الملاحقات القضائية مطاردة ترامب بعد أن تنتهي فترة رئاسته الحالية؛ ولكن ساحة الملاحقة هذه المرة ستكون في لاهاي، حيث مقرّ المحكمة الجنائية الدولية، وفقاً للكاتب.

وقال أستاذ القانون إنه صحيح أنّ الولايات المتحدة ليست من بين الدول الموقّعة على نظام روما الأساسي، ومن ثمّ فهي لا تخضع لسلطة الجنائية الدولية؛ ولكنّ المحكمة بإمكانها أنْ تجِد مدخلاً من خلال الأفعال التي ترتكبها الإدارة الأمريكية تجاه دول موقّعة على نظام روما وتتمتع بعضوية المحكمة.

أحد هذه المداخل على سبيل المثال، بحسب الكاتب، يتمثل في تلك الضربات الأمريكية التي استهدفت قوارب "تهريب" فنزويلية.

ولفت كونتوروفيتش إلى دعوة توجّه بها كينيث روث، الرئيس السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، إلى المحكمة الجنائية الدولية للتدخّل بعد أن دمّرت البحرية الأمريكية أول قارب من هذه القوارب الفنزويلية.

وفي ذلك، كتب روث على حسابه عبر منصة إكس، يقول إن "ترامب فعل بالضبط ما فعله الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي واستحقّ به توجيه اتهام من الجنائية الدولية".

ونبّه أستاذ القانون كونتوروفيتش إلى أن فنزويلا تتمتع بعضوية المحكمة الجنائية الدولية، بما يعطي الأخيرة سُلطة قضائية على المسؤولين الأمريكيين المتورّطين في الهجوم على القوارب الفنزويلية، حسبما ترى المحكمة، وفقاً للمقال.

"سياسة النَفَس الطويل"

المحكمة الجنائية الدولية في التاسع من سبتمبر/أيلول 2025
International Criminal Court
المحكمة الجنائية الدولية في التاسع من سبتمبر/أيلول 2025

ولفت صاحب المقال إلى أن الجنائية الدولية شرعت بالفعل في تحقيقات ضد إسرائيل وهي دولة غير موقّعة على نظام روما الأساسي، بعد أنْ "هاجمتْ" سفينة ترفع عَلم دولة تتمتع بعضوية المحكمة.

وعليه، رأى الكاتب الإسرائيلي كونتوروفيتش، أن المحكمة الجنائية الدولية لديها كل السوابق الكافية لكي تشرع في محاكمة المسؤولين الأمريكيين، وعلى رأسهم ترامب.

في المقابل، لفت الكاتب إلى أنّ ترامب يسلك منهجاً تصعيدياً ضد المحكمة الجنائية الدولية؛ بإحياء أمر تنفيذيّ كان قد وقّعه في ولايته الرئاسية الأولى ويرمي إلى فرْض عقوبات على المحكمة وعلى عدد من قُضاتها.

"لكنّ أياً مما فعله ترامب لم يكُفّ يَدَ المحكمة ولم يدفعها إلى تغيير وجْهتها"، وفقاً للكاتب، الذي رأى أن المحكمة لا ترى "خطراً وجودياً" في إحياء ترامب مثل هذه الأوامر التنفيذية، وأنّ بإمكانها أن تنتظر ريثما تنتهي فترة رئاسته الثانية والأخيرة لحين قدوم رئيس ديمقراطي يرفع تلك العقوبات، تماماً كما فعل جو بايدن من قبل.

ولفت كونتوروفيتش إلى أن المحكمة تعتمد سياسة "النفَس الطويل" وبُعد النظر، مشيراً إلى أن فريق قُضاتها وفريق ادّعائها تمتدّ فتراتُ ولايتهم لنحو تسع سنوات، وأنّ مسؤولين آخرين في المحكمة الجنائية الدولية هم جُزء من "دولة عالمية عميقة" يمكن أن يظلوا في أماكنهم إلى أجل غير مُسمّى.

"مصير خطة ترامب"

مسيرة لعائلات الرهائن في تل أبيب
AFP
مسيرة لعائلات الرهائن في تل أبيب ترفع لافتات تطالب ترامب بإنجاز خطة السلام

وإلى صحيفة آي بيبر البريطانية، التي نشرت مقالاً بعنوان "ترامب إزاء اختبار حقيقي على يد نتنياهو، ومناصرو تيار ماغا يراقبون"، بقلم باتريك كوكبيرن.

ورأى الكاتب أنّ نجاح خطة ترامب الخاصة بالسلام في غزة أو فشلها سيتحدّد في غضون الأيام والأسابيع المقبلة على أساس مدى استعداد الولايات المتحدة لمواصلة الضغط على إسرائيل، وصولاً إلى وقْف نهائيّ لعمليّتها العسكرية في القطاع الفلسطيني.

ورصد الكاتب تخوّف الغزيّين من إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أي وقت وبشكل مُنفرد على نقْض الهُدنة بعد إطلاق سراح الرهائن، كما فعلها من قبل في مارس/آذار، بحسب الكاتب.

ولفت كوكبيرن إلى أن الحرب في غزة أوشكتْ على دخول عامها الثالث، قائلاً إنها لم تكن لتستمرّ طوال هذه المدة لولا الدعم الأمريكي العسكري والسياسي والدبلوماسي غير المسبوق وغير المشروط لإسرائيل، ما يجعل الصراع الراهن مختلفاً عن الحروب التي خاضتها إسرائيل في السابق، والتي أنهتْها واشنطن باستخدام نفوذها الحاسم على صانعي القرار في إسرائيل.

ورأى الكاتب أنه قد يكون من قبيل الإفراط في التفاؤل أنْ نفترض عودة ترامب إلى سياسة واشنطن التقليدية، التي تدعم إسرائيل وتكبح جماحها في ذات الوقت.

ونوّه كوكبيرن إلى أن ترامب يغيّر رأيه باستمرار، وأنّ ذلك عادة ما يكون بسبب نقْص المعلومات لديه حول القضايا المطروحة أمامه، ما يتركه هدفاً سهلاً لمَن يريد التلاعب به، بحسب الكاتب.

"وعلى هذه المنوال، اعتمد ترامب على قطب العقارات ستيف ويتكوف، وعلى صِهره جاريد كوشنر، في رَسْم الخطة ذات النقاط العشرين" التي وضعها للسلام في غزة، وفقاً للكاتب.

ورأى كوكبيرن أنّ أياً من ترامب أو سَلفه بايدن، لم يُقدِمْ على معاقبة نتنياهو رغم تجاوُز الأخير الكثير من الخطوط الحمراء الأمريكية، ومن ذلك توجيه ضربة إلى قطر - الحليف الأمريكي المقرّب - في استهدافٍ فاشل لقيادات من حماس.

وعزا الكاتب هذا الفشل الأمريكي في معاقبة إسرائيل إلى جماعات الضغط المؤيدة للأخيرة في الولايات المتحدة، التي تضع الحزبَين الجمهوري والديمقراطي في قبضة الحكومة الإسرائيلية، وفقاً لصاحب المقال.

على أنّ هذه القبضة ذاتها لم تعُد بنفس القوة التي كانت عليها من قبل، حسبما استدرك الكاتب قائلاً إن ترامب أصبح حَذِراً إزاء غضب الجمهوريين من أنصار "تيّار ماغا"؛ الذين أصبحوا يرون أنّ شعار "أمريكا أولاً" قد انقلب عَملياً إلى "إسرائيل أولاً"، بحسب الكاتب.

"كيف يا تُرى يكون شعور إنسان يبلغ من العمر 150 عاماً؟"

الرئيسان الروسي والصيني
Reuters
بوتين وشي جينبينغ تناولا فكرة الخلود خلال لقائهما في بكين الشهر الماضي

ونختتم جولتنا من صحيفة التلغراف البريطانية، ومقال بعنوان "حان الوقت لإعادة تعريف "الشيخوخة"، للكاتبة جين شيلينغ.

"متى تبدأ شيخوخة الإنسان؟" سؤال شغلَ بال الفلاسفة منذ زمن أرسطو، وفقاً للكاتبة، التي رصدتْ السؤال نفسه يتردّد الشهر الماضي على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ، متحدّثَين عن فكرة الخلود.

ومن ذلك قول بوتين إن "الأعضاء البشرية يمكن أن تُزرع، إلى حدّ يجعل الإنسان أصغر سِنّاً، وربما حتى بما يضمن الخلود"، ليجيب شي جينبينغ بالقول إنه "بنهاية هذا القرن، ربما يعمّر الناس لنحو 150 عاماً".

ورأت صاحبة المقال أنه "من السهل تخمين لماذا راقتْ هذه الأفكار للزعيمين الروسي والصيني؛ وقد تجاوز كلاهما سبعين عاماً، وعلى هذا المقياس الذي يمتدّ بعُمر الإنسان إلى نحو 150 عاماً، فإنّهما يبدوان الآن في منتصف الطريق أو أقلّ قليلاً؛ وأن أمامها نحو 80 عاماً أخرى".

ولكن "كيف يا تُرى يكون شعور إنسان يبلغ من العمر 150 عاماً؟" تساءلت الكاتبة، وبنبرةٍ لا تخلُ من السخرية أجابتْ بالقول إنه "ربما يشبه شعور شاب في الـ 73".

على أنّ مشاريع إطالة العُمر إلى ما لا نهاية تطرح سؤالاً آخر هو "ماذا سنفعل في كل هذا الوقت الإضافي؟"، ورأتْ الكاتبة أن الإجابة بالنسبة للرئيسَيْن بوتين وشي جينبينغ قد تكون: "الاستمرار في الحُكم ما دامت الأعضاء المستزرعة تقوم بوظائفها بنجاح".

لكنْ بالنسبة للأشخاص الآخرين، في ظل تزايُد أعداد التسعينيين ومَن تخطّوا حاجز الـ"مئة عام"، تبدو الإجابة على السؤال أقلّ وضوحاً.

وذكر المقال أن هناك مؤسسات تقدّم أفكاراً لـ"مساعدة الطاعنين في السِن على الاستفادة بأقصى قدر ممكن من هذا العُمر ... عبر خوض تجارب جديدة، وتكوين صداقات جديدة وتعلُّم مهارات جديدة".

"لكنّ تكوين مثل هذه الصداقات الجديدة واكتساب مثل هذه المهارات الجديدة هي مَهامّ صعبة على مَن بلغوا الستين أو السبعين، فكيف ستكون على مَن بلغوا ضِعف هذا الرقم؟!"، حسبما تساءلت الكاتبة.

ولفتت صاحبة المقال إلى أن المُعمّرين الباحثين عن شباب دائم ينشغلون طوال وقتهم بمتابعة العقاقير المضادة للشيخوخة، بما لا يترك لهم ما يكفي من الوقت للاستمتاع بحياتهم المديدة.

واختتمت الكاتبة بتساؤل للكاتب هنري ميلر: "مَن ذا الذي يريد أنْ يُعمّر مئة عام؟ إنّ حياة قصيرة تملؤها البهجة لهِيَ خيرٌ ألفَ مرّة من حياة طويلة يكتنفها الخوف والحذر وتُمرّر حَلقَها الأدويةُ والعقاقير".

5f932b3191.jpg

Advertisements

قد تقرأ أيضا