الرياص - اسماء السيد - في جولة عرض الصحف ليوم الاثنين، نستعرض أبرز تحليلات الرأي في الصحف البريطانية والأمريكية التي تتحدّث عن دور الولايات المتحدة الذي يعقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بما يُحقق سلاماً دائماً في المنطقة، وأثر العقوبات الأمريكية والأوروبية على قطاع الطاقة الروسي، وضرورة تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بما لا يضر بالنفس.
ونبدأ جولتنا مع مقال في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعنوان "السلام في غزة يعتمد على هذه الخطوات"، للكاتب جيمس روبين.
ويستعرض الكاتب عدداً من الخطوات المقترحة لتحويل وقف إطلاق النار في غزة من "اتفاق هش" إلى سلام دائم وطويل الأمد في المنطقة.
ويرى أن إحلال السلام يتطلب من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشروع فوراً في مبادرة دبلوماسية جادة رفيعة المستوى، لإنشاء ونشر قوة دولية في غزة.
ويوضح روبين أن "من شأن هذه القوة أن تُهيئ الظروف لملء الفراغ الأمني المتزايد في غزة، والسماح للفلسطينيين بالحكم الذاتي، وضمان عدم تعرض إسرائيل للتهديد، ولاحقاً يمكنها معالجة المسائل السياسية الشائكة في خطة السلام، مثل كيفية نزع سلاح حماس".
ويتحدث عن طرح وزير الخارجية الأمريكي مشروع قرار في الأمم المتحدة يجيز إنشاء قوة دولية في غزة، مطالباً بالإسراع في التفاوض عليه وتمريره من قبل مجلس الأمن الدولي.
ويقترح أن تتم الاستفادة من بعض بنود الخطة التي وضعها وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بشأن إدارة غزة وتأمينها. كما يقترح تفويض بلير بالعمل مع القيادة المركزية الأمريكية لتحديد الأهداف العسكرية وقواعد الاشتباك للقوة الدولية.
ويُعزز مقترحه بشأن تفويض بلير، بالإشارة إلى أن وجود شخصية دولية مثل توني بلير ضروري لإنقاذ الخطة، لأنه يحظى بثقة العرب والإسرائيليين ويمكنه التعامل مع المواقف الحساسة مثل التدخلات الإسرائيلية أو اختيار الدول المشاركة في القوة.
ويطرح الكاتب إندونيسيا كمرشح أمثل لقيادة القوات، واحتمال مشاركة مصر وأذربيجان فيها. ويقترح نقل مركز التنسيق المدني العسكري الذي أُنشئ مؤخراً في إسرائيل إلى مصر.
ويختتم روبين مقاله بالتأكيد على ضرورة تنفيذ هذه الخطوات كي لا يتدهور الوضع في غزة، ولكي تعطي القوة الدولية كل طرف ما يحتاجه؛ بأن "يكتسب الإسرائيليون ثقة في ضمان أمنهم، وأن يُخرج الفلسطينيون الإسرائيليين ويُهمّشون حماس".
"نفد صبر ترامب على بوتين"
وننتقل إلى افتتاحية صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، بعنوان "الولايات المتحدة تُلقي الرمال في آلة الحرب الروسية".
وتتحدث هيئة تحرير الصحيفة عن التحوّل في موقف الرئيس دونالد ترامب بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث بدأ ترامب الأسبوع الماضي بالترويج لقمة مع الرئيس الروسي، وانتهى به المطاف بإلغاء القمة وتشديد الإجراءات الأمريكية على الاقتصاد الروسي، من خلال فرض عقوبات على أكبر شركتي نفط روسيتين.
وتؤكد أن العقوبات الأمريكية تُشكّل إلى جانب القيود الأوروبية والتي كان آخرها فرض عقوبات أوروبية جديدة على الطاقة الروسية يوم الخميس، ضربة قوية لاقتصاد الحرب في موسكو، مع الإشارة إلى أن أكبر مصافي التكرير في الهند والصين كانت تدرسان أواخر الأسبوع الماضي الحد من واردات النفط الروسي.
ويرى أن ما دفع الرئيس الأمريكي لاتخاذ هذه الخطوة، هو "نفاد صبره على بوتين، بعد أن رفض الكرملين الدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار على طول خطوط المواجهة الحالية" في الحرب الأوكرانية.
ويستعرض المقال الأسباب التي أتاحت لترامب فرصة فرض هذه العقوبات، سواء الاعتدال الأخير في أسعار النفط العالمية، وآماله بأن يكون منتجو الخليج مستعدين لضخ المزيد.
لكن، ما هي آثار هذه الإجراءات على الاقتصاد الروسي؟، يجيب المقال على هذا التساؤل بالإشارة إلى أن هذه الإجراءات ستُقلص إيرادات قطاع يُسهم بنحو ثلث ميزانية الدولة الروسية، مع تأكيده في الوقت ذاته أن "هذه الإجراءات الاقتصادية الجديدة لن تُغيّر حسابات بوتين بين عشية وضحاها".
ويقول إن التأثير التراكمي للعقوبات بدأ بالظهور في ركود النمو الروسي، والتضخم المستمر، وتدهور الوضع المالي، مؤكداً أن "أي خطوة تُعيق حركة آلة حرب الخصم تستحق العناء".
"الذكاء الاصطناعي خطير ويجب تنظيمه"
ونختتم جولتنا مع صحيفة التلغراف البريطانية، ومقال للكاتب أندرو أورلوفسكي بعنوان "الذكاء الاصطناعي خطير ويجب تنظيمه".
ويتحدّث أورلوفسكي عن ضرورة تنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي، بحيث "لا يتم السماح لهذه التكنولوجيا بالعمل دون إشراف الحكومة، مع ضرورة محاسبة المسؤولين عنها عن أفعالهم".
ويستشهد بقضية الشاب الأمريكي آدم راين البالغ من العمر 16 عاماً، الذي انتحر بعد استخدامه المطول لبرنامج الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي"، مشيراً إلى اتّهام عائلة الشاب للشركة المالكة للبرنامج بأنها أزالت عمداً "حواجز الحماية" التي كانت تمنع مناقشة الانتحار وإيذاء النفس.
ويبيّن أن الدعوى القضائية التي رفعتها العائلة، توضح أن "يعمل تمامًا كما صُمم؛ لتشجيع وإثبات صحة كل ما عبّر عنه آدم باستمرار، بما في ذلك أفكاره الأكثر ضرراً وتدميراً للذات".
ورغم أن الكاتب يؤكّد فكرة أن "ترويض روبوت المحادثة ليس بالأمر السهل"، إلّا أنه يشير إلى أنه من الممكن منعه من القيام بأشياء معينة.
ويقول إنه يتم منعه من الاستجابة "في حال طُلب منه مواد محمية بحقوق الطبع والنشر، أو فيما يتعلق بالخطاب السياسي، بينما لا يتم إيقافه عندما يتعلق الأمر بإيذاء النفس".
ويشير إلى أن منتقدي "قانون السلامة على الإنترنت" يرون أنه يهدد حرية التعبير، إلّا أنه يُعتبر أداة قوية لمحاسبة شركات التكنولوجيا الأمريكية على محتواها وسلوكها عبر الإنترنت، وفقاً للكاتب.
وينوّه إلى أن أقطاب الذكاء الاصطناعي وحلفاءهم السياسيين، بمن فيهم دونالد ترامب، يريدون إلغاء هذا القانون بالكامل، داعياً إلى التفكير ملياً قبل التخلي عن هذه "الأداة القيّمة".

