ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد مراد، شعبان بلال (غزة، القاهرة)
أوضح مسؤولون في منظمات إغاثية فلسطينية ودولية، أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة شحيحة ولا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية إلى مستويات غير مسبوقة.
وشدد هؤلاء، في تصريحات لـ «الاتحاد»، على أن منع دخول المساعدات بالقدر الكافي أدى إلى حرمان المدنيين من أبسط مقومات الحياة، وأصبحت غالبية العائلات عاجزة عن توفير مستلزمات المأوى، مما اضطر كثيرين إلى النوم في العراء أو بين الأنقاض.
وأوضحت مديرة المكتب الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في غزة، إيناس حمدان، أن القطاع يشهد تداعيات إنسانية كارثية، مما فاقم معاناة السكان الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمياه والوقود، مشيرة إلى أن هذا الوضع المأساوي يُشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين.
وقالت حمدان في تصريح لـ «الاتحاد»: إن نحو نصف مليون فلسطيني يعيشون في مدينة غزة، وفي جنوب القطاع تتكدس أعداد النازحين لتصل إلى نحو 70 ألف شخص في الكيلومتر المربع الواحد، وتعجز معظم العائلات عن توفير مستلزمات المأوى، مما يضطرهم للنوم في العراء أو بين الأنقاض، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه، وصعوبة بالغة في الحصول على الرعاية الطبية نتيجة الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية.
من جهته، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سليم عويس، إن المساعدات التي تدخل غزة «شحيحة للغاية»، ولا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية للسكان.
وأضاف عويس في تصريح لـ «الاتحاد»: أن عدم دخول المساعدات الكافية إلى غزة يخلف تداعيات كارثية، إذ يفاقم معاناة مئات الآلاف من المدنيين، لا سيما الأطفال والمرضى وكبار السن، مما يجعلهم معرضين للموت في أي لحظة، بسبب نقص الغذاء والمياه والدواء والوقود، وهو ما يعقد جهود الإغاثة، ويجعل البقاء على قيد الحياة في القطاع أمراً صعباً.
بدوره، حذر المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، رائد النمس، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة بشكل غير مسبوق، موضحاً أن الوضع الإنساني داخل القطاع «بالغ الصعوبة».
وأشار النمس في تصريح لـ «الاتحاد»، إلى افتقار السكان للغذاء والمياه والعلاج الكافي، وحتى وسائل المواصلات والسيولة النقدية، مؤكداً أنهم يتحركون في «مصير مجهول».
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، إن هذه المشكلات تشكل تحديات جسيمة تواجه الاستجابة الإنسانية ومقدمي الخدمات الإسعافية والصحية، خاصة فيما يتعلق بالمناطق التي لا تتمكن طواقم الهلال الأحمر من الوصول إليها، حيث يوجد فيها عالقون أو مفقودون.
وطالب النمس بجهود أممية حقيقية لتمكين الطواقم الإنسانية من أداء رسالتها من دون أي استهداف أو عرقلة من قبل الجيش الإسرائيلي.
ولفت إلى أن ما يصل إلى قطاع غزة من مساعدات لا يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، وغالباً لا يتم توزيعها بشكل منظم.
