ابوظبي - سيف اليزيد - عبدالله أبو ضيف (القاهرة)
شدّد رئيس ملف أزمة دارفور في لجنة الإنقاذ الدولية، أرجان هيننكامب، على أهمية الدور الذي تلعبه دولة الإمارات لدعم السودان إنسانياً وسياسياً ودبلوماسياً، مؤكداً أن الدولة تُعد لاعباً مهماً لديه تأثير واهتمام كبيرين بما يجري في البلاد، داعياً إلى توظيف الدور الإماراتي لتحقيق دعم إنساني أكبر وصولاً إلى الاستقرار.
وقال هيننكامب في تصريح لـ «الاتحاد»: إن لجنة الإنقاذ الدولية تُركز حالياً على تقديم خدمات إنسانية منقذة للحياة، تشمل الصحة والتغذية والمياه والإصحاح البيئي والنظافة، إلى جانب دعم وحماية النساء والأطفال، وتوفير المساعدات النقدية للأسر المتضررة.
وأضاف: أن فرق اللجنة تعمل في الخرطوم والقضارف والنيل الأزرق ونهر النيل والنيل الأبيض وأجزاء من دارفور، حيث تواصل تشغيل العيادات الصحية وبرامج التغذية وتقديم خدمات الطوارئ الخاصة بالمياه ومكافحة الكوليرا، إضافة إلى توفير تحويلات نقدية عاجلة لضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للنازحين، ودعم الأنشطة المتعلقة بحماية الأطفال والمجتمعات المتضررة.
وتابع: أن تنفيذ العمليات الإنسانية يواجه تحديات شديدة نتيجة اتساع نطاق القتال وتعقيدات المشهد السياسي والعسكري، الذي لم يعد صراعاً داخلياً فقط، بل بات متأثراً بأطراف خارجية، موضحاً أن عدم إعطاء أولوية لحماية المدنيين من قبل صناع القرار العسكريين والفاعلين الإقليميين أسهم في تفاقم الأزمة، وهو ما يؤدي إلى تعقيد وصول المساعدات مع تغيّر خطوط التماس وسيطرة فصائل مختلفة على مناطق متعددة، إلى جانب التأخير المتكرر في السماح بدخول فرق الإغاثة.
وأشار المسؤول الدولي إلى تدمير البنية التحتية وتعطل المستشفيات وانهيار الخدمات الأساسية، مؤكداً أن النزوح الجماعي لأكثر من 12 مليون شخص وانهيار المؤسسات العامة ضاعفا حجم الاحتياجات، في وقت لا تزال الفجوة التمويلية تَحِد من قدرة المنظمات الإنسانية على توسيع عملياتها.
وأفاد هيننكامب بأن استمرار عمل المنظمات الإنسانية في السودان، يتطلب تمويلاً عاجلاً ومرناً ومستداماً، موضحاً أن النداء الإنساني السنوي للبلاد لا يزال ممولاً بنسبة لا تتجاوز 30% رغم بقاء شهر واحد فقط من العام.
وأوضح أن تشغيل برامج الصحة والتغذية وخدمات المياه والإصحاح والحماية يحتاج إلى دعم مالي بملايين الدولارات، إلى جانب التزامات تمويلية أطول مدى تمكّن الشركاء من التخطيط المسبق والاستجابة السريعة لتفشي الأمراض أو موجات النزوح الجديدة.
