اخبار العالم

السودان يتصدّر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية

السودان يتصدّر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية

ابوظبي - سيف اليزيد - عبد الله أبو ضيف (واشنطن، القاهرة) 

تصدّر السودان مجدداً قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، في ظل صراع مستمر أودى بحياة عشرات الآلاف.
هذه هي المرة الثالثة توالياً التي يتصدر فيها السودان القائمة، التي نشرت أمس، وتسلّط القائمة الضوء على الدول العشرين الأكثر عرضة لحالات طوارئ إنسانية جديدة أو تفاقم أخرى جارية.
وندد ديفيد ميليباند الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية في بيان بحجم الأزمة في السودان، التي تصدرت قائمة المراقبة للعام الثالث على التوالي، وأصبحت الآن أكبر أزمة إنسانية مسجلة على الإطلاق.
ونزح أكثر من 12 مليون شخص بالفعل جراء الحرب الدائرة في السودان، والتي اندلعت في أبريل 2023، حيث يفتقر العاملون في المجال الإنساني إلى الموارد اللازمة لمساعدة الفارين، الذين تعرض الكثير منهم للسرقة وفقدان أقارب جراء العنف. 
وفي وقت سابق، قُتل ستة جنود بنغلادشيين على الأقل في هجوم بطائرات مسيّرة على قاعدة تابعة لبعثة حفظ سلام أممية في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان المحاصرة جنوبي السودان، الأمر الذي دانته دكا والأمم المتحدة بشدة.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة الأمنية الموقتة لأبيي «يونيسفا» أن ستة جنود قتلوا وأصيب ستة آخرون، جروح أربعة منهم بالغة عندما ضربت طائرات مسيّرة معسكرهم في كادوقلي، مضيفة أن جميع الضحايا من بنغلادش.
وفي السياق، أكدت المسؤولة لدى المجلس النرويجي للاجئين في السودان، ماتيلد فو، أن المؤسسات الإغاثية تواجه فجوة كبيرة بين الاحتياجات الإنسانية الفعلية وحجم التمويل الدولي المتاح، مما جعل بعض المناطق السودانية تُعاني أزمة إنسانية غير مسبوقة، موضحة أن هذه الفجوة تهدد قدرة الوكالات الأممية والدولية على تقديم الخدمات الأساسية للنازحين.
وذكرت ماتيلد، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المعطيات في السودان تشير إلى تفاقم غير مسبوق للأزمة الإنسانية، إذ يحتاج أكثر من 30 مليون شخص، أي ما يزيد على نصف سكان البلاد، إلى مساعدات عاجلة. كما اضطر أكثر من 12 مليون شخص إلى النزوح داخلياً واللجوء خارجياً، جراء تصاعد العنف وانهيار الخدمات الأساسية، مما يجعل البلاد تشهد إحدى أكبر موجات النزوح في العالم.
وأشارت إلى أنه رغم حجم المأساة واتساع رقعة الاحتياجات، لا تزال خطة الاستجابة الإنسانية تعاني فجوة تمويلية ضخمة، إذ لم يُمول نحو 70% من متطلباتها حتى الآن، موضحة أن التمويل المتاح لا يتجاوز ثلث المبلغ المطلوب والبالغ أكثر من 4 مليارات دولار، مما يهدد قدرة الوكالات الدولية على توفير أبسط مقومات الإغاثة للسكان المحاصرين بالقتال والأوبئة وانعدام الغذاء.

فجوة هائلة

قالت المسؤولة الدولية: إن الفجوة بين ما يحتاج إليه الناس في السودان وما قدمه المجتمع الدولي هائلة، وهو ما يجعلنا نواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم بموارد محدودة جداً مقارنة بحجم الكارثة.
وأضافت أن هذا العجز المالي يمثل تراجعاً مباشراً في القدرة على تقديم الخدمات الأساسية، بما يشمل انخفاض عدد العيادات الميدانية، وتقليص الحصص الغذائية، وتأخر وصول الإغاثة في وقت تبلغ فيه الاحتياجات الإنسانية ذروتها، مؤكدة أن العاملين الإنسانيين يواجهون واقعاً شديد القسوة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا