المنامة - ياسر ابراهيم - أحاط مجلس الأمن بحالة القمع الحوثية.. غروندبرغ: يحذر من عواقب التصعيد الاقتصادي في اليمن
الخميس, 13 يونيو, 2024 - 09:17 مساءً

دعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الخميس، إلى احترام حقوق اليمنيين بموجب القانون الدولي والإفراج عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحتجزين لديها، فورا ودون قيد أو شرط، والامتناع عن الاحتجاز التعسفي للمدنيين.
وفي إحاطة له، لفت غروندبرغ، انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى حملة القمع التي قال إن جماعة الحوثي تشنها على منظمات المجتمع المدني اليمنية والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة.
وأوضح أن جماعة الحوثي اعتقلت، بشكل تعسفي، خلال الأسبوع الماضي، 13 فردا من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى خمسة موظفين تابعين لمنظمات غير حكومية دولية والعديد من المنظمات غير الحكومية الوطنية والمجتمع المدني، مشيرا إلى أن هؤلاء الموظفين لا يزالون رهن الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجي.
وقال غروندبرغ، إن هذا العدد يضاف إلى أربعة موظفين تابعين للمفوضية السامية لحقوق الإنسان واليونسكو، لا يزالون رهن الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، منذ عامي 2021 و2023.
وأكد أن الأمم المتحدة حاضرة لخدمة اليمنيين، مشيرا إلى أن مثل هذه الاعتقالات التعسفية ليست هي "الإشارة المتوقعة من جهة تسعى إلى إيجاد حل للصراع عبر الوساطة".
كما أكد هانس غروندبرغ تصميمه على مواصلة العمل، جنبا إلى جنب مع أسرة الأمم المتحدة بأكملها، من أجل إطلاق سراح الموظفين الأمميين، وجدد في هذا الصدد مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، مشيرا إلى أنه سيواصل إشراك جميع القنوات المتاحة لتحقيق هذه الغاية.
وبالإضافة إلى ذلك، أبدى المبعوث الأممي قلقا إزاء أحكام الإعدام التي أصدرتها جماعة الحوثيين في الأول من حزيران/ يونيو، ضد 45 شخصا. وجدد في هذا السياق دعوات الأمم المتحدة إلى وقف تنفيذ عقوبة الإعدام، في القانون والممارسة، في كل مكان في العالم.
على الصعيد السياسي، قال هانس غروندبرغ إنه واصل انخراطه في الجهود الرامية لوقف إطلاق النار والدفع باتجاه عملية سياسية شاملة تسمح للأطراف المتحاربة بتسوية خلافاتها من خلال الوسائل السلمية.
ولكن منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي - عندما اتفقت الأطراف على مجموعة من الالتزامات التي سيتم تفعيلها من خلال خريطة طريق الأمم المتحدة - أدى الوضع الإقليمي إلى تعقيد هذه العملية بشدة، كما قال.
ومضى قائلا: "بدلا من إحراز تقدم ملموس نحو حماية الالتزامات التي تم التعهد بها ووضع اللمسات النهائية على خارطة الطريق، عادت الأطراف إلى لعبة محصلتها صفر. وبدلا من وضع اليمنيين في المقام الأول، اختاروا اتخاذ إجراءات يعتقدون أنها ستعزز موقفهم. وهذا يهدد بتعريض قابلية الالتزامات التي تم التعهد بها في وقت سابق للخطر".
وأوضح هانس غروندبرغ أنه لا يزال مصمما على جهوده الرامية إلى جمع الأطراف معا، دون شروط مسبقة، بهدف مناقشة القضايا المعروضة عليهم مباشرة، بشأن الاقتصاد، وإطلاق سراح المعتقلين المرتبطين بالنزاع، وفتح طرق إضافية، وفي نهاية المطاف وضع اللمسات النهائية لخارطة الطريق.
وأعرب عن قلقه من الوضع القائم، قائلًا: "الوضع العسكري غير مستدام (…) شهدنا خلال الأشهر الماضية تصاعداً تدريجياً في القتال، بما في ذلك الشهر الماضي عندما تم الإبلاغ عن اشتباكات في الضالع ولحج ومأرب وتعز. فضلًا عن التهديدات المستمرة من جميع الأطراف بالعودة إلى الحرب".
وأضاف: "منذ التصعيد في البحر الأحمر، كنت أهدف إلى التأكد من عدم إغفال أحد الهدف النهائي: التوصل إلى حل سلمي للصراع في اليمن".
وحذر من عواقب التصعيد الاقتصادي الأخير بين طرفي الصراع، وتهديدها للهدنة الهشة القائمة بينهما، قائلًا: "ومع ذلك، عادت الأطراف إلى لعبة محصلتها صفر. وبدلاً من وضع اليمنيين في المقام الأول، اختاروا اتخاذ إجراءات يعتقدون أنها ستعزز موقفهم. وهذا يهدد بتعريض جدوى الالتزامات التي تم التعهد بها في وقت سابق للخطر".
وقال: "تتجلى عقلية المحصلة الصفرية بشكل واضح في الاقتصاد. فقد انكمش الاقتصاد بشكل حاد في أعقاب الهجوم على منشآت تصدير النفط في تشرين الأول/أكتوبر 2022 ما أدى إلى توقف كامل لتصدير النفط الخام، وأثر بشدة على دخل الحكومة اليمنية".
