الارشيف / فن ومشاهير

معرض ‭‬‮«‬آفاق‭ ‬ذهبية‮» ‬‭‬و«لعبتى‮»‬‭ ‬ فى‭ ‬جاليرى‭ ‬بيكاسو

ياسر رشاد - القاهرة - استضاف‭ ‬جاليرى‭ ‬بيكاسو‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬الموافق‭ ‬21‭ ‬ابريل‭ ‬2024وحتى‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬معرض‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلى‭ ‬أسامة‭ ‬فريد‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬آفاق‭ ‬ذهبية‮»‬‭.‬
يذكر‭ ‬ان‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلى‭ ‬أسامة‭ ‬فريد‭ ‬مصرى‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1955‭ ‬بالجيزة،‭ ‬مهندس‭ ‬زراعى‭ ‬ينحدر‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬فنية،‭ ‬بدأ‭ ‬طريقه‭ ‬فى‭ ‬الرسم‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬واحترف‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬الرابعة‭ ‬والعشرين،‭ ‬ثم‭ ‬غير‭ ‬مساره‭ ‬الفنى‭ ‬واتجه‭ ‬إلى‭ ‬التصوير‭ ‬الفوتوغرافى‭ ‬لسنوات‭ ‬عديدة‭ ‬وفى‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬عاد‭ ‬الفنان‭ ‬إلى‭ ‬الرسم‭.‬
عمل‭ ‬فريد‭ ‬فى‭ ‬شركة‭ ‬عالمية‭ ‬سمحت‭ ‬له‭ ‬بالسفر‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬فحمل‭ ‬كاميرته‭ ‬وجسد‭ ‬بعض‭ ‬اللقطات‭ ‬على‭ ‬قماش‭ ‬الكتان‭ ‬رسمها‭ ‬بمواد‭ ‬فنية‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬الزيت‭ ‬التقليدى‭ ‬إلى‭ ‬الألواح‭ ‬الذهبية‭ ‬والأكريليك‭ ‬المتدفق،‭ ‬فريد‭ ‬مفتون‭ ‬بالرسم‭ ‬المعمارى‭ ‬خاصة‭ ‬بالألوان‭ ‬المائية‭ ‬تتحول‭ ‬لوحاته‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬التجريدية‭ ‬الواقعية‭ ‬سواء‭ ‬الحضرية‭ ‬أو‭ ‬الزهرية‭.‬
وهو‭ ‬فنان‭ ‬مولع‭ ‬باللون‭ ‬والتجريب‭ ‬وتتسم‭ ‬أعماله‭ ‬وتجاربه‭ ‬بالتنوع،‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬الطبيعى‭ ‬والتكوينات‭ ‬المعمارية،‭ ‬إلى‭ ‬معالجاته‭ ‬المختزلة‭ ‬للعناصر‭ ‬والأشكال،‭ ‬ومن‭ ‬الرسم‭ ‬المباشر‭ ‬للبيوت‭ ‬إلى‭ ‬رسومه‭ ‬الأخرى‭.‬
للمشاهد‭ ‬الطبيعية‭ ‬التى‭ ‬تلامس‭ ‬حدود‭ ‬التجريد‭ ‬اللونى‭ ‬يواصل‭ ‬الفنان‭ ‬أسامة‭ ‬فريد‭ ‬هنا‭ ‬توظيف‭ ‬اللون‭ ‬الذهبى‭ ‬فى‭ ‬لوحاته،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬اللون‭ ‬الذهبى‭ ‬يتمتع‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بكثافة‭ ‬غير‭ ‬معتادة،‭ ‬إذ‭ ‬نراه‭ ‬وقد‭ ‬احتل‭ ‬جانبا‭ ‬معتبرًا‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬اللوحة‭.‬
وترمز‭ ‬الدرجات‭ ‬الذهبية‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الفنان‭ ‬إلى‭ ‬ضوء‭ ‬الشمس‭ ‬الذى‭ ‬يشرق‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬فلا‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬مدينة‭ ‬وقرية،‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬بيوت‭ ‬الفقراء‭ ‬وناطحات‭ ‬السحاب،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدرجات‭ ‬اللونية‭ ‬القوية‭ ‬يتطلب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قريحة‭ ‬متمرسة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المزيج‭ ‬اللونى‭ ‬المتباين‭ ‬فهى‭ ‬مغامرة‭ ‬بالطبع،‭ ‬لكنها‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬حال‭ ‬تبدو‭ ‬مغامرة‭ ‬محسوبة‭ ‬تعكس‭ ‬حرص‭ ‬الفنان‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭ ‬على‭ ‬التجريب‭ ‬والاكتشاف‭.‬
كما‭ ‬يستضيف‭ ‬جاليرى‭ ‬بيكاسو‭ ‬أيضًا‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬معرض‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلى‭ ‬أسامة‭ ‬فريد‭ ‬معرض‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬‭ ‬ســـيـــد‭ ‬واكـــد‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬لعبتى‮»‬‭ ‬والفنان‭ ‬‮«‬سيد‭ ‬واكد‮»‬‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬مايو‭ ‬1976‭. ‬وهو‭ ‬خريج‭ ‬كلية‭ ‬التربية‭ ‬النوعية‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬وعضو‭ ‬نقابة‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭. ‬كان‭ ‬لنشأته‭ ‬فى‭ ‬بيئة‭ ‬ريفية‭ ‬الدور‭ ‬الأكبر‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬الفنية،‭ ‬حيث‭ ‬فرصة‭ ‬التأمل‭ ‬فى‭ ‬الطبيعة‭ ‬وتكوين‭ ‬مخزون‭ ‬بصري‭ ‬وإمكانية‭ ‬التجريب‭ ‬مع‭ ‬المواد‭ ‬الطبيعية‭ ‬المختلفة‭. ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬عمل‭ ‬كمصمم‭ ‬فى‭ ‬مصنع‭ ‬زجاج‭ ‬يعمل‭ ‬بطريقة‭ ‬تشكيل‭ ‬الزجاج‭ ‬باللهب،‭ ‬ينتج‭ ‬الأوانى‭ ‬الزجاجية‭ ‬والمنحوتات‭ ‬المصنوعة‭ ‬يدويًا،‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬له‭ ‬الاكتشاف‭ ‬بالتجريب‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬تشكيلات‭ ‬الزجاج‭.‬
وحفر‭ ‬وزخرفة‭ ‬الزجاج‭ ‬وتلوينه‭ ‬تتنوع‭ ‬أعماله‭ ‬النحتية‭ ‬فى‭ ‬الزجاج‭ ‬بين‭ ‬التجريد‭ ‬الخالص‭ ‬والتشخيص‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة،‭ ‬شفافة‭ ‬أو‭ ‬معتمة‭ ‬وملونة،‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التأثيرات‭ ‬الفضية‭ ‬والذهبية،‭ ‬كما‭ ‬اأهتم‭ ‬بالعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الاشكال‭ ‬أو‭ ‬الاجسام،‭ ‬فالطاقة‭ ‬التى‭ ‬تنتج‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تخلق‭ ‬المشاعر‭ ‬التى‭ ‬تدفعه‭ ‬لعمل‭ ‬تكوين‭ ‬أو‭ ‬شكل‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬عنها‭. ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تخيل‭ ‬الفكرة‭ ‬بخامة‭ ‬الزجاج‭ ‬مع‭ ‬تخيل‭ ‬ما‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬الزجاج‭ ‬من‭ ‬خصائص‭ ‬وصفات‭ ‬تميزه‭ ‬عن‭ ‬الخامات‭ ‬اخرى‭ ‬كالشفافية‭ ‬والانعكاس‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التبلور‭.‬
فبدوره‭ ‬يضيف‭ ‬إلى‭ ‬الفكرة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعانى‭ ‬الجميلة‭ ‬بل‭ ‬أحيانًا‭ ‬الزجاج‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬الفكرة‭ ‬الأولية‭ ‬ما‭ ‬يدفعه‭ ‬إلى‭ ‬الاستمرار‭ ‬فى‭ ‬تعديل‭ ‬الفكرة‭.‬
وقد‭ ‬صرح‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬سيد‭ ‬واكد‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يجذبه‭ ‬فى‭ ‬الزجاج‭ ‬شدة‭ ‬الشبه‭ ‬بالماء‭ ‬وكأنه‭ ‬يقوم‭ ‬باستخدام‭ ‬الماء‭ ‬كخامة‭ ‬للنحت،‭ ‬فبسبب‭ ‬الشفافية‭ ‬يشعر‭ ‬وكأنه‭ ‬يعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬الفراغ‭ ‬نفسه،‭ ‬وهذا‭ ‬مفهوم‭ ‬مختلف‭ ‬كليا‭ ‬عن‭ ‬التشكيل‭ ‬فى‭ ‬مواد‭ ‬النحت‭ ‬التقليدية‭ ‬المعتمة‭.‬
فعندما‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬قطعة‭ ‬زجاج‭ ‬أثناء‭ ‬التشكيل‭ ‬تكون‭ ‬فى‭ ‬بدايتها‭ ‬فى‭ ‬حالتها‭ ‬الصلبة‭ ‬ثم‭ ‬مع‭ ‬التعرض‭ ‬للحرارة‭ ‬يتحول‭ ‬الزجاج‭ ‬إلى‭ ‬كتلة‭ ‬لينة‭ ‬طيعة‭ ‬يحاول‭ ‬دائمًا‭ ‬معها‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬معين‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬فكرته‭ ‬بأبسط‭ ‬الطرق‭ ‬الممكنة‭.‬
وتكمن‭ ‬صعوبة‭ ‬تشكيل‭ ‬الزجاج‭ ‬فى‭ ‬انه‭ ‬يتطلب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬وفهم‭ ‬الخامة‭ ‬جيدًا‭ ‬ومرونة‭ ‬التفكير‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قلة‭ ‬الأدوات‭ ‬مقارنة‭ ‬بالخامات‭ ‬الأخرى‭.‬

Advertisements

قد تقرأ أيضا