شكرا لقرائتكم خبر عن دموع غزة.. حكاية صورتين لراعى كنيسة ترويها جراح قصف الاحتلال الإسرائيلى والان مع تفاصيل الخبر
القاهرة - سامية سيد - فى إحدى قاعات كنيسة العائلة المقدسة بغزة، حيث كان الأطفال يجتمعون حول راعيهم ليتعلموا آيات من الكتاب المقدس، تحولت لحظة السلام إلى كابوس بعد أن استهدف القصف الإسرائيلى الكنيسة، لتصبح الجدران شاهدة على معاناة لا تميز بين طفل وراعٍ أو بين حجر وبشر.
وفى زوايا غزة المثقلة بالجراح، حيث يرتسم الألم على كل وجه، وتتردد أصداء الفقد فى كل زقاق، تأتينا صورتان كشهادة دامية على ثمن العنف البشرى تحكيان قصة الأب جابرييل رومانيلى، راعى كنيسة العائلة المقدسة للاتين، الذى لم يجد فى إيمانه ملاذاً حصيناً من قسوة القصف.
فى الصورة التالية، تظهر لنا لمحة من النقاء الذى اغتالته النيران، حيث يجلس الأب جابرييل فى هدوء داخل كنيسته، تلك الجدران التى لطالما احتضنت الصلوات والتراتيل. حوله، يتجمع فتيان صغار، عيونهم تتبع كلمات الكتاب المقدس التى يقرأها لهم على ضوء خافت، ربما ضوء شمعة خجولة أو مصباح يدوى، فى مدينة اعتادت الظلام. هنا، كانت الابتسامات البريئة تتفتح، والآمال الصغيرة تُنسج، والأب غابرييل يزرع فى أرواحهم بذور المحبة والسلام، غير مدرك أن هذا الصفاء سيتحول قريباً إلى ركام، وأن هذه الجدران الدافئة ستنزف دماً. كانت هذه اللحظات تمثل الحياة نفسها، البسيطة والمليئة بالإيمان، قبل أن تطالها يد الخراب.

الأب جابرييل رومانيلى راعى الكنيسة مع الأطفال يعلمهم أيات من الكتاب المقدس
لكن الكارثة لم تنتظر طويلاً، ففى لمحة مروعة، تتحول الصورة الثانية إلى لوحة حزن عميق. نفس الرجل، الأب غابرييل، الذى كان يضيء عقول الصغار بالكلمات المقدسة، نراه الآن ملقىً، يتلقى العلاج، وساقه تتحدث عن إصابة بليغة. ملامح وجهه يكسوها شحوب الألم، وعيناه تحملان ثقل ما رآه وما فقده. النظرة لم تعد تلك التى تفيض بالسكينة، بل نظرة تحمل فى طياتها صدمة المشهد الذى تفجر حوله، صرخات الأبرياء، ورائحة الدمار التى لا تفارق الذاكرة.
وهذه الصورة الثانية ليست مجرد إصابة لجسد، بل هى جرح عميق فى روح مجتمع كان يبحث عن الطمأنينة فى حضن كنيسته. إنها تصرخ باسم الأبرياء الذين فقدوا منازلهم، وأحبابهم، وملاذهم الوحيد. إنها تحكى قصة أمل تبدد، وطفولة سُرقت، وإيمان يتأرجح بين الصمود واليأس.

الأب غابرييل رومانييلي يتلقى العلاج عقب إصابته في قصف الكنيسة
وما بين دفء الكنيسة المطمئن ومشهد العلاج المؤلم، تكمن قصة غزة، قصة شعب يدفع الثمن غالياً، وقصة أماكن عبادة تتحول إلى ساحات للموت الأب جابرييل، بجراحه، ليس مجرد فرد، بل هو رمز للألم الذى يتجاوز الحدود، وصرخة صامتة للمجتمع الدولى، ليضع حداً لهذه المأساة التى تمزق القلوب وتحصد الأرواح. هذه الصور ليست مجرد لقطات، إنها صرخات تستصرخ الضمير العالمى، لإعادة السلام إلى أرض باتت تئن تحت وطأة الحزن.
يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقعنا عبر جوجل نيوز
