الارشيف / لايف ستايل

مخاطر تتطور بصمت.. لماذا يشعر كبار السن بالوحدة وسط العائلة؟

مخاطر تتطور بصمت.. لماذا يشعر كبار السن بالوحدة وسط العائلة؟

القاهرة - سمر حسين - صحة

مع مرور السنوات واقتراب الإنسان من مرحلة الشيخوخة، تزداد احتمالية شعوره بالوحدة النفسية، وتبدأ هذه المشاعر في التسلل إلى قلوب كثيرين بعد التقاعد أو فقدان شريك حياته أو بسبب قلة التفاعل الاجتماعي، فتُصبح الوحدة عبئًا ثقيلًا يؤثر على صحة المسن النفسية والجسدية معًا.

ولا يقتصر أثر الوحدة على الحالة الشعورية، بل يمتد ليؤثر في الجهاز المناعي والقلب، وقد يؤدي إلى الاكتئاب المزمن في بعض الحالات، وما يزيد الأزمة أن المسن يفتقر في كثير من الأحيان إلى من يلاحظ حالته أو يقدم له الدعم المناسب.

الوحدة النفسية ليست مجرد شعور عابر

تقول الدكتورة منى عبد الرؤوف، استشاري الصحة النفسية، في تصريحات لـ«الوطن»، إن الوحدة النفسية التي يعاني منها كبار السن لا تتعلق فقط بغياب الأشخاص من حولهم، بل تتعلق أيضًا بعدم الشعور بالانتماء أو الفاعلية داخل الأسرة أو المجتمع، والمسن قد يعيش وسط أبنائه وأحفاده، ومع ذلك يشعر بأنه وحيد، لأن التواصل الفعلي مفقود.

وتوضح أن الخطورة تكمن في أن هذه المشاعر قد تتطور بصمت، وتؤدي إلى أعراض جسدية خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم، ضعف المناعة، اضطرابات النوم، وآلام مزمنة لا تُفسر عضويًا.

عوامل تسبب الوحدة

عن أبرز أسباب الشعور بالوحدة، تشير منى، إلى أن أكثر العوامل شيوعًا هي التقاعد المفاجئ دون وجود بدائل تشغل وقت الفراغ، أو فقدان شريك الحياة بعد سنوات طويلة من الاعتياد، أو غياب الأبناء بسبب السفر والانشغال، وكذلك، فقدان القدرة الجسدية على الحركة، أو ضعف السمع والبصر، يساهم في زيادة الانعزال.

وتضيف أن كبار السن يعانون أحيانًا من الإقصاء الرمزي، حين لا يُستشارون في أمور تخص العائلة، أو لا يشعَرون بقيمتهم، ما يُشعرهم باللا جدوى.

كيف نتعامل مع الوحدة؟

تؤكد منى أهمية دور الأسرة، لافتة إلى أن التواصل الإنساني الحقيقي، هو أقوى علاج، وليس المقصود فقط الزيارات السريعة أو الاتصال الهاتفي، بل الجلوس مع كبير السن، سؤاله عن رأيه، الاستماع لذكرياته، مشاركته في أحداث الأسرة، إشراكه في قرارات بسيطة، كل ذلك يمنحه شعورًا بالأهمية.

العلاج النفسي ضرورة وليس رفاهية

في الحالات المتقدمة، قد يحتاج المسن إلى تدخل نفسي متخصص، خاصة عند ظهور أعراض مثل الانعزال التام، فقدان الشهية، أو الميل للبكاء بدون سبب، فالعلاج السلوكي المعرفي يُعيد بناء أفكاره تجاه ذاته والعالم من حوله، ويساعده على استعادة توازنه.

التكنولوجيا وسيلة للتواصل الإيجابي

رغم الانتقادات الموجهة للتكنولوجيا، ترى الطبيبة أنها وسيلة جيدة إذا استُخدمت بشكل إيجابي، ومن الممكن تعليم كبار السن استخدام تطبيقات، مثل WhatsApp أو Zoom للتواصل مع الأبناء، أو حتى المشاركة في مجموعات إلكترونية تتيح لهم التعبير والمشاركة، فالمهم هو وجود من يرشدهم في بداية استخدامهم.

Advertisements