اخبار السعوديه

الجوائز الثقافية الوطنية.. الضوء الذي غيّر مفهوم التلقّي

الجوائز الثقافية الوطنية.. الضوء الذي غيّر مفهوم التلقّي

شكرا لقرائتكم خبر الجوائز الثقافية الوطنية.. الضوء الذي غيّر مفهوم التلقّي ونؤكد لكم باننا نسعى دائما لارضائكم والان مع التفاصيل

- بواسطة أيمن الوشواش - لا تتشكل الذائقةُ فجأة، إنها صنيعةُ تراكمٍ طويل من التجارب، والقراءات، والمشاهدة، والاحتكاك بالفنون، لكنها أيضاً نتيجةٌ لما يُسلَّط عليه الضوء وما يُحتفى به في فضاءات المجتمع، وهو ما أعطى مبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية" منذ انطلاق نسختها الأولى دور الريادة في إعادة تشكيل علاقة الجمهور بالثقافة، وفي نقل الذائقة العامة من دائرة التلقّي العابر إلى دائرة الاهتمام الجاد والمتابعة والتفاعل.

الجوائز الثقافية الوطنية بما تقدمه من تكريمٍ سنوي واسع، بدأ بـ 14 مساراً في دورته الأولى، وشهد إضافة مساراتٍ أخرى بشكل سنوي، حتى بلغ عدد مسارات الجوائز 19 مساراً في النسخة الأخيرة لعام 2025، أصبحت بمثابة عدسةِ تكبيرٍ تُبرز الأعمال المؤثرة، وتلفت الانتباه إلى تجارب فنية وأدبية قد لا تصل إلى الجمهور بسهولة.

فمع كل دورة، يتابع الناس قائمة المرشحين، ويستكشفون أسماء جديدة، ويمرّون بتجارب لم يكونوا ليلتفتوا إليها لولا أن الجائزة وضعتها في مقدمة المشهد. وهكذا، يتغيّر ذوق المتلقّي دون أن يشعر، لأنه أصبح يتعرّف على مستوياتٍ جديدة من الفنون الإبداعية، وطرقٍ مبتكرة في الأعمال الأدبية، تفتح أبواباً جديدة لاكتشاف التفاعل الكبير لدعم المجال الثقافي من قِبل المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والقطاعات غير الربحية.

ولعل أحد أبرز آثار الجوائز أنها وسّعت مفهوم "الجيد" لدى الجمهور. فالقارئ الذي كان يظن أن الرواية وحدها هي معيار الأدب، صار يتابع الشعر الجديد، وكتب الأطفال، والكتب البحثية، والترجمات. والمُشاهد الذي كان يتعامل مع الفيلم بوصفه ترفيهاً، صار يلاحظ السيناريو، والإخراج، والصورة، والرسالة. فيما المتلقّي الذي كان يرى الفنون البصرية فناً نخبوياً، بات يستمتع بلوحات ومعارض، ويفهم مدارس الفن، ويقدّر التجريب والابتكار.

هذا التحوّل لم يأتِ فقط نتيجة الإعلان عن الفائزين، بل نتيجة السردية الثقافية التي بَنَتها الجوائز حول الأعمال نفسها؛ فالتقارير والبرامج والتغطيات الواسعة ربطت الجمهور بالمنجزات المكرَّمة، وأتاحت لهم فرصة فهمها، والاطلاع على سياقاتها، ومعرفة أسباب استحقاقها. ومع الوقت، بدأت الذائقة العامة تُظهر حساسيةً أعلى تجاه الجودة، وتجاه العمق، وتجاه الفكرة، لا مجرد الشكل.
ولأن الجوائز تتعامل مع الإبداع بوصفه جزءاً من الهوية الوطنية، أصبح المتلقّي يرى في الأعمال الفائزة انعكاساً لصورة السعودية الجديدة المتنوعة والمنفتحة على التطور، والمعتزة بتراثها، والواثبة نحو المستقبل.

هنا تشكّل التحول المهم، فالجمهور لم يعد يستهلك الثقافة فقط، بل أصبح شريكاً في تقييمها، وفي التعليق عليها، وفي الاحتفاء بها، بل وفي الدفاع عنها حين يرى أنها تستحق مكانها في الضوء.

كما ساهمت الجوائز في تشجيع المتلقّي على متابعة المبدعين السعوديين في مراحل مبكرة من مسيرتهم، مما خلق علاقة امتدادٍ بين الفنان والجمهور، بُنيت على الثقة، ودفعت لتجربة التعاطي مع أعمالٍ جديدة بعيداً عن الأسماء الأكثر شيوعاً.

ومع مرور خمس دورات، بات من الواضح أن الجوائز الثقافية الوطنية لم تغيّر ذائقة المتلقي فقط، بل وسّعت أفقه، وجعلته أكثر ميلاً لاكتشاف المختلف، وأكثر جرأة في مواجهة التجارب الفنية الجديدة، وأكثر وعياً بمعنى الإبداع وأهمية دعمه، وهو ما جعلها أكثر من مجرد جوائز تُمنح، ولكن مرايا واسعة تعيد صياغة طريقة نظر المجتمع للفن، ومعها يرتفع مستوى الذائقة عاماً بعد عام، لتصبح الثقافة ممارسةً يومية وليست حدثاً موسمياً عابراً.

كانت هذه تفاصيل خبر الجوائز الثقافية الوطنية.. الضوء الذي غيّر مفهوم التلقّي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على مكه وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا