اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

الوقت الذي لا يعود

  • الوقت الذي لا يعود 1/2
  • الوقت الذي لا يعود 2/2

في زمن تتسارع فيه الخطوات وتتزاحم فيه الانشغالات، يغدو ضياع الوقت واحداً من أخطر ما يواجه الإنسان في حياته اليومية. ومن منظورٍ قرآني، لا يُنظر إلى الساعات والأيام باعتبارها وحدات زمنية عابرة، بل بوصفها رأس مال الإنسان ومحلّ ابتلائه وأساس مسؤوليته.

يضع القرآن الكريم هذا المعنى في إطار شديد الوضوح من خلال سورة العصر، التي تصف الإنسان بالخُسران ما لم يملأ عمره بما يحقق قيمته ووجوده. ثم يلفت الوحي النظر إلى حقيقة أعظم: أن الوقت ليس ممتداً بلا حدود، ولا ممهلاً بلا نهاية، بل إن لكل أجلٍ موعداً لا يتجاوز ولا يُقدَّم، وذلك في قوله تعالى في سورة النحل: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ آيةٌ تختصر المعنى كله: أن الفرص ليست مفتوحة بلا نهاية، وأن تأجيل اليوم إلى غدٍ قد يكون سبب الندم الأكبر.

وفي سياقٍ آخر، يذكّر القرآن بأن العمر فرصةٌ أُعطيت للإنسان لينتفع بها: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ﴾

فالعمر ليس مجرد زمن، بل مساحة للتأمل والعمل والإصلاح. وكلما طال تضييع اللحظات، ضاقت مساحة الإدراك.

ويأتي الإمام ابن القيم في مدارج السالكين ليعطي بعداً سلوكياً دقيقاً لمعنى الوقت، فيقول: “من علامة الحكمة أن تُعطِي كلَّ شيءٍ حقَّه، ولا تُعجِّله عن وقته، ولا تؤخّره عنه”.

كلماتٌ تختصر منهجاً في الحياة: أن الوقت إذا خرج عن موضعه ضاع، وإذا تأخر أثره فسد، وإن غفل الإنسان عن تنظيم ساعاته فوّت أثمن ما يملك.

إن ضياع الوقت في الحقيقة ضياع للفرصة، وضياع للمعنى، وضياع للعمر نفسه. فالإنسان حين يترك أيامه تتسرب من بين أصابعه دون هدف أو عمل، إنما يضيّع ما لن يعود أبداً. ولهذا كان القرآن يوقظ في القلب حسًّا يقظاً يجعل المرء يستشعر قيمة كل لحظة، ويملأ عمره بما يبقى.

ولعلّ أعظم ما يقوله الوحي للإنسان اليوم هو: إن الوقت ليس ظرفاً محايداً، بل شهادة تُكتب عليك أو لك. ومن وعى هذه الحقيقة لم يسمح لشيء أن يسرق منه حياته، ولم يدع العمر يمضي بلا أثر.

د. فاطمة سعد النعيمي – الشرق القطرية

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر الوقت الذي لا يعود لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا